تستضيف بغداد اليوم الخميس القمة العربية للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، في مناسبة استثنائية يرى فيها العراقيون حدثا تاريخيا يعيدهم إلى المحيط العربي بعد سنوات طويلة من العزلة. ومن المتوقع أن يحضر القمة في العاصمة العراقية التي تشهد منذ نحو 9 سنوات أعمال عنف متواصلة، 11 زعيم دولة بينهم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي سيكون أول زعيم كردي يقود أعمال قمة عربية. في مقابل ذلك، من المتوقع أن يغيب عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والإمارات وقطر، علما أن سوريا لن تحضر القمة بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن استضافة بغداد لأعمال القمة "رسالة لعودة العراق إلى محيطه العربي والإقليمي إثر سنوات طويلة من العزلة" التي فرضها اجتياح صدام حسين للكويت عام 1990 بعد أشهر قليلة من آخر قمة استضافتها بلاده، وأضاف إن "العراق والجامعة العربية كسبا الرهان"، واصفا الحدث بأنه تاريخي. وسيصدر عن القمة ال23 التي من المفترض أن تستمر ساعات قليلة، مجموعة قرارات إضافة إلى "إعلان بغداد" الذي سيركز بشكل رئيسي على تفعيل العمل العربي المشترك و"حل الخلافات داخل البيت العربي". وتطغى الأحداث في سوريا التي تشهد منذ أكثر من عام احتجاجات غير مسبوقة تواجهها السلطات بالقمع وقتل فيها الآلاف، على أعمال القمة وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع هذه الأزمة. وأعلن زيباري الأربعاء أن القمة العربية لن تطالب بشار الأسد بالتنحي، في وقت يتوقع أن يتمسك "إعلان بغداد" بالحوار بين السلطة والمعارضة، بينما يحمل القرار الخاص بسوريا السلطات مسؤولية العنف. ويأتي انعقاد القمة في بغداد بعد أكثر من 3 أشهر من انسحاب القوات الأمريكية من البلاد التي اجتاحتها عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين، وفي وقت لا يزال العراق يشهد أعمال عنف متواصلة قتل فيها عشرات الآلاف.