تشهد العاصمة صنعاء ومدن أخرى فى اليمن اتساعا غيرمسبوق لمظاهر الانفلات الأمني، بالتزامن مع تجدد للأزمات المعيشية بعد أسابيع من التحسن النسبي الطارئ، وتصاعد تداعيات أحدث أزمة سياسية أفرزها الصراع الحزبى بين تحالف اللقاء المشترك وشركائه "المعارضة"، وحزب المؤتمر الشعبى العام وحلفائه. وقال مصدر أمنى إن مسلحي أنصار الشريعة هاجموا، الليلة الماضية مدينة بيحان والصعيد، وسيطروا عليهما بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش والأمن، لافتا إلى أن جنديا قُتل، وأصيب ثلاثة آخرون جراء تصديهم لمسلحي مابات يعرف باسم "انصار الشريعة "، فيما لم يعرف قتلى وجرحى الجماعة بسبب خطورة الوضع هناك. وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج القريبة من مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، أصيب ضابط وجندي من قوات الجيش في اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والرشاشة مع مسلحي انصار الشريعة احد اجنحة القاعدة ، وقال المصدر إن عناصر مسلحة تابعة لانصار الشريعة سيطرت على مديرية أمن المحافظة الذي تقع وسط مدينة الحوطة عاصمة لحج، بعد هجوم عنيف، بقيادة أحد أمراء "القاعدة" يدعى "جسار" ، بعد ان هاجموا النقاط الأمنية، والمقرات الحكوميةالاخر. واشار المصدرإلى أن "جماعة انصار الشريعة" تمكنوا أيضا من السيطرة على منطقة الحمراء القريبة من الحوطة، كما تعرضت مدينة لودر بمحافظة أبين، لسلسة انفجارات ضخمة هزت المدينة، في وقت متأخر الليلة الماضية. وكانت معسكرات جماعة أنصار الشريعة ، المرتبطة بتنظيم القاعدة، قد اعلنت سيطرتها الكاملة على مدن في الجنوب، أهمها جعار، وزنجبار، في محافظة أبين، ومدينة عزان في شبوة، فى حين استقبلت معسكراتهم مؤخرا أكثر من 300 مسلح، من حركة "المجاهدين" الصومالية، وينتشر مسلحوها في كل من شبوة ولحج، وحضرموت،ومأرب، والبيضاء، وتشكل معظم تلك المحافظات مناطق حيوية لإنتاج وتصدير النفط والغاز، الذي يمثل الرافد الرئيسي للاقتصادي القومي لليمن. وسجل العديد من المدن اليمنية كعمران، وذمار، وتعز، والضالع تصاعدا لافتا لظاهرة "القطاعات القبلية المسلحة" وسط غياب قسري وشبه تام لحضور السلطات الأمنية في مشهد ترافق مع تجدد مماثل للقطاعات الشعبية الطارئة في العديد من أحياء وشوارع العاصمة صنعاء احتجاجا على استمرار تردي الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه . وتزامن التصعيد المطرد للمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة أنصار الشريعة في أبين، جنوبي البلاد ومديرية عزان بشبوة المجاورة مع تزايد التوجسات من اتساع نطاق الانتشار المسلح لأتباع جماعة الحوثيين في مدن مجاورة لصعدة في أقصى الشمال التي تعد المعقل الرئيس للحوثيين مثل حجة وعمران، وصولا إلى التمدد باتجاه منطقة "ميدي" الساحلية ويعيش اليمن أزمة سياسية عميقة بعد تصاعد الخلافات بين الأطراف السياسية الممثلة في أحزاب اللقاء المشترك، التي ترأس الحكومة، وحزب المؤتمر الشعبي العام، حيث يتقاسم الطرفان الحقائب الوزارية بموجب المبادرة الخليجية التي أخرجت اليمن من الاضطرابات وأعمال العنف مما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادى الى عقد اجتماع استثنائى بحضور رئيس واعضاء حكومة الوفاق لاعادة تقييم الاوضاع وماتحقق من انجازات فى ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة . وشدد هادى خلال الاجتماع على ضرورة نبذ الصراعات الحزبية بين الوزراء والعمل من منطلق وطنى لتحقيق الامن والاستقرار فى هذه المرحلة ، كما شدد على ضرورة ان تقوم اللجنة العسكرية بدورها فى تحقيق الامن والاستقرار فى البلاد فى وقت عدت ظاهرة الانقطاعات الكهربائية المطولة لتهيمن مجددا على واجهة مشهد المعاناة الشعبية في العاصمة صنعاء وعدد آخر من المدن، عقب تكرار الاعتداءات على أبراج الكهرباء في مأرب، شرقي البلاد، بالترافق مع تصاعد مظاهر الانفلات الأمني الذي دفع الى الواجهة بتصعيد مقابل لفعاليات شعبية ذات طابع غير مسبوق من قبيل استحداث بعض العائلات لتجمعات اعتصامية أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي للمطالبة بالكشف عن هوية وملابسات بعض جرائم القتل الجنائية التي تعرض لها أقارب لهم على يد مسلحين مجهولين . كما شهد حي الحصبة بشمالي العاصمة صنعاء والعديد من الأحياء المجاورة انقطاعا تاما لخدمة الاتصالات الثابتة، عقب قيام مجهولين للمرة الثانية خلال أقل من شهرين بسرقة الكابلات الأرضية، ما تسبب في إغلاق شبه تام لمقاهي الانترنت كافة والمحال المتخصصة في تقديم خدمة الاتصالات الثابتة عبر الكابينات العامة . وعاودت ظاهرة اختطاف الأجانب الظهور مجددا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة لتتوج مشهد الانفلات الأمني المتصاعد في اليمن عقب الكشف عن قيام مجاميع قبلية مسلحة باختطاف ثلاثة من البحارة الفلبينيين وسائحة سويسرية ومهندس ألماني في عمليات متفرقة دفعت العديد من الممثليات الدبلوماسية بصنعاء إلى تحذير رعاياها من مخاطر التنقل بين المدن اليمنية .