يبدأ المجمع المقدس الخميس المقبل أولي خطوات اختيار خليفة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, وذلك في الاجتماع الذي يعقد بكامل هيئته حيث سيتم اختيار خليفته طبقا لما يسمي اللائحة التي اعتمدها سينودس الأقباط الأرثوذكس عام1957 وطبقت منذ انتخاب سلف البابا شنودة الثالث, البابا كيرلس السادس الذي انتخب عام1959, وتنص اللائحة علي انتخاب بطريرك الأقباط من قبل المجمع المقدس الذي يبلغ عدد أعضائه110 أساقفة آنذاك, ومن المقرر أن يتم فتح باب الترشح الجمعة المقبل. وتنص اللائحة علي أن المرشح لمنصب البابا يجب أن يكون راهبا, وألا يقل عمره عن20 عاما, ويكون قد أمضي15 عاما في الرهبنة, ولا يقل عدد المرشحين عن5 ولا يزيد علي7, وتشارك في انتخابهم مع المجمع فئة مختارة من الأقباط من الأعيان وكبار الموظفين ورجال الدين. ويبقي في المرحلة الأخيرة للانتخاب ثلاثة أسماء هم الذين حصلوا علي أكثر الأصوات ويتم وضع الأسماء الثلاثة داخل صندوق في غرفة مظلمة, ويقوم طفل صغير باختيار أحد الأسماء حتي لو كان الأقل في عدد الأصوات, وهذا ما حدث مع البابا شنودة حيث تم سحب اسمه بينما كان ترتيبه الثالث بعدد الأصوات التي نالها. وتعالت الاعتراضات علي هذه الطريقة في انتخاب بطريرك الأقباط, لكن البابا شنودة لم يقم بإجراء أي تعديل في اللائحة حتي لا يقال إنه أجري تعديلا علي مقاس من يريده لخلافته. ولعل أبرز المرشحين لحمل لقب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم118 الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وهو المنصب الذي يشغله منذ عام1985 وهو المسئول عن تقييم أداء ومتابعة ومحاسبة الكهنة بحكم موقعه في الكنيسة كرئيس للمجلس الإكليريكي. بدأ بيشوي حياة الرهبنة في دير مريم السريان ثم ارتقي ليصبح كاهنا ثم أسقفا بدمياط, ثم مطرانا, ويعد الأنبا بيشوي واحدا من أقرب المقربين للبابا شنودة رغم قلة ظهوره في الإعلام ولكن الأنبا بيشوي له عدة كتب ومؤلفات خاصة تتعلق باللاهوت والمسيحية ويحظي بمكانة مرموقة وتقدير عال في الطوائف المسيحية وهو من مواليد عام1942 ودرس أصلا بكلية الهندسة وتخرج فيها بامتياز, ويعد أكبر المرشحين سنا لخلافة البابا. ويظهر في المشهد من سكرتارية البابا شنودة الأنبا أرميا والأنبا يوأنس الأسقف العام وسكرتير قداسة البابا وهو من مواليد محافظة المنيا عام1960. كما يدخل المنافسة الأنبا موسي أسقف الشباب والرجل الذي يحظي باتفاق عام بين مختلف الأقباط نظرا لثقافته العالية وحكمته الموسوعية وروحه القريبة للجميع, وهو معروف بأنه تلميذ البابا وخليفته النجيب لما يحمله عقله من حكمة وهدوء وصفاء وكان له دور كبير في ربط الكنيسة بقطاعات الشباب وأسهم أيضا في الربط بين الشباب المسيحي والشباب المسلم في لقاءات ثقافية وأدبية وشعرية, وينشر الأنبا موسي مقالاته وأفكاره في عدة صحف منها الأهرام ووطني, كما أصدر العديد من الكتب الدينية أو الروحية حسب الوصف الكنسي ولكن ربما يقف عامل تقدم العمر إشكالية كبيرة أمام ترشحه. أما الأنبا أرميا الأسقف العام وسكرتير قداسة البابا شنودة الثالث المعروف بمستشار الكاتدرائية في مجال التكنولوجيا والعلوم الحديثة والرجل المسئول عن المركز الثقافي القبطي, ليست له كتب روحية أو دينية, وإنما غالبية كتاباته تنحصر في مجال العلوم ومعروف بصلته المقربة من البابا وهو من مواليد15 نوفمبر.1959 ومازال الأمر مفتوحا أمام بعض الأساقفة مثل الأنبا يوحنا سكرتير البابا والأنبا مرقس الأسقف العام لشبرا الخيمة, وهناك أيضا رؤساء الأديرة الأنبا يسطس بالبحر الأحمر وينتظر أن يكون مرشحون من الرهبان بالأديرة. وتشترط لائحة ترشيح وانتخاب بطريرك الأقباط الأرثوذكس أنه إذا خلا كرسي البطريرك بسبب وفاة شاغله أو لأي سبب آخر فيجتمع المجمع المقدس والمجلس الملي العام بناء علي دعوة أقدم المطارنة رسامة, وبرئاسته وفي ميعاد لا يجاوز سبعة أيام من تاريخ خلو الكرسي لاختيار أحد المطارنة قائم مقام البطريرك, ويصدر أمر جمهوري بتعيين القائم مقام البطريرك ليتولي شئون البطريركية الجارية بحسب القوانين والتقاليد الكنسية وطبقا للوائح المعمول بها, وذلك إلي أن يتم تعيين البطريرك.