قام الدكتور محمد مصطفى حامد، وزير الصحة والسكان، بزيارة تفقدية مفاجئة لمستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية بطريق مطار القاهرة التقى خلالها المرضى الموجودين بالمستشفى والذين أكدوا حسن تعامل الفريق الطبي لهم وعدم إجبارهم على العلاج بطرق معينة أو استخدام الضرب والعنف في العلاج. وتفقد الوزير العيادات الخارجية بالمستشفى وفي العيادة رقم 2 قابل خلالها"دندراوي مهران" الذي حضر للمستشفى للمتابعة في "الداي كير" وبين أنه مكث فيها 3 شهور عولج خلالها من الإدمان منها 40 يوما على حساب "الخط الساخن" مجانا، وبقية المدة على حسابه ونفقته الخاصة حيث تبلغ تكلفة اليوم الواحد 70 جنيها. وقال "دندراوي" : "ياريتني كنت جيت هنا من الأول" ، مطالبا بزيادة فترة العلاج المجاني في المستشفى لأن 40 يوم لا تكفي والكثير لا يكملون العلاج بسبب عدهم استطاعتهم على توفير المقابل المادي. وشدد على أن النظام في المستشفى صارم ومشدد والزيارات لأقارب الدرجة الأولى فقط مما لا يسمح لأحد باختراق المستشفى لإدخال أي نوع من المواد المخدرة للمرضى. وانتقل الوزير إلى تفقد باقي المستشفى وقابل عدد كبير من المرضى وسألهم عن مستوى الخدمة وطريقة العلاج وهل المستشفى تجبرهم عليه وتحبسهم أم لا حيث أكد الجميع على المستوى الراقي في التعامل داخل المستشفى ومستوى الخدمة مؤكدين أنه لا إجبار لأحد على العلاج وأن المريض له الحق في الخروج من المستشفى في أو وقت يشاء ثم العودة إليها لاستكمال العلاج مشددين على أن قرار العلاج هو قرار داخلي من داخل الفرد وإن لم يكن كذلك فلن يستطيع أحد العلاج والتعامل أفضل بكثير منه في مستشفيات العباسية والمراكز الخاصة. وقال أحد المرضى: "كنت متخيل ان مافيش علاج للإدمان وأني لا أستطيع أن أعيش حياتي بدونه". وقال د. محمود الجاويش، مدير المستشفى: إن العيادات الخارجية تستقبل يوميا 50 مريضا و1200 مريض شهريا، مشيرا إلى أن الترامادول يحتل المرتبة الأولى في الإدمان والهروين في المرتبة الثانية، مشيرا إلى أن كل المدمنين يتعاطون "الحشيش" إلى جانب هذه المواد المخدرة. وبين أن معظم المترددين على المستشفى من الشباب بين سن 18 إلى 35 عاما وأن الحد الأدنى لمدة العلاج بالمستشفى هو 40 يوم "بالمجان" وبعد ذلك يستكمل المريض علاجه على نفقته الخاصة بالمستشفى حتى 100 يوم ليخرج من المستشفى ثم يتم متابعته من خلال "الداي كير" في العيادات الخارجية "مجانا" حيث يحضر يوميا في بداية الأمر إلى المستشفى حتى لا تحدث له انتكاسة بعد العلاج ثم تقل الزيارات بعد ذلك حتى تصل إلى مرة في الأسبوع ثم تنتهي تماما عند تأكد الشفاء التام. وأكد أن المستشفى بدأت تجتذب الشريحة التي كانت تذهب للمستشفيات الخاصة، مشيرا إلى أن العلاج داخل المستشفى حسب إرادة المريض والدليل أن كل مريض له حرية ترك المستشفى في أي وقت شاء. وأمر الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة بصرف مكافأة شهر لجميع العاملين بالمستشفى وأكد أن وزارة الصحة تعمل على تنفيذ عدة مشروعات مهمة أهمها علاج الإدمان والعلاج والوقاية من فيروس سي وأن الوزارة رصدت في الميزانية الجديدة 40 مليون جنيه لعلاج الإدمان وستقوم بعلاج الإدمان على نفقة الدولة للمريض في المرة الأولى. وأكد "حامد" على حق المرضى في الحصول على علاج للإدمان دون النظر إلى قدرة المريض على تحمل تكلفة العلاج وهو ما تسعى وزارة الصحة إلى توفيره من خلال قانون الضمان الصحي، مشيرا إلى بدء تطبيق المرحلة الأولى منه قريبا وأنه تم إضافة مادة في القانون تسمح بعلاج المدمنين للتعافي في المرة الأولى، وحث "حامد" على معاملة المدمن كمريض وكعضو في المجتمع وليس كشخص خارج عن المجتمع . وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية الجولة أكد الوزير أن الوزارة تقاتل مع المالية للانتهاء من الاعتمادات المالية لتطبيق الكادر في المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن القانون تمت مناقشته في الشورى ولكن لم يناقش بالصورة التي يعتمد أو يقر بها وأنه سيحدث ذلك قريبا . ونفى الوزير ما تردد عن عدم تطبيق الكادر ، مؤكدا أنه قال: "إننا قد لا نحصل على كامل الجدول" وأن الوزارة مازالت تتفاوض مع المالية للحصول على أعلى قدر من الاعتمادات المالية لتطبيقه.