أ.ب.ف - خوفا من الوضع الاقتصادي الحالي تقوم العديد من الحكومات بشراء كميات كبيرة من الذهب ودفنه تحت الأرض في مكان محصن بتدابير أمنية شديدة في مانهاتن بنيويورك مما كان له تأثير كبير علي ارتفاع أسعار الذهب والتي بلغت مستويات قياسية الجمعة الماضية لتصل الأونصة إلي 1632 دولارا . وتقدر قيمة المخزون في مانهاتن ب 350 مليار دولار, وبذلك تستطيع الولاياتالمتحدة أن تفخر بأنها أول حارس للذهب في العالم مع 8133 طنا من الاحتياطي، أي أكثر من ضعف الكمية التي تملكها ألمانيا التي تحتل المرتبة الثانية في التصنيف. ويبقى قسم من هذا الكنز مخزنا في القواعد العسكرية في فورت نوكس (ولاية كنتاكي. وسط - شرق) وويست بوينت (ولاية نيويورك. شمال - شرق). والذهب المخزن تحت الأرض في نيويورك يعود بمعظمه إلى 36 حكومة أجنبية تبحث عن الأمن المالي والمادي، والإجراءات الأمنية المفروضة على الذهب المخزن في غاية التعقيد مما يثني اكثر عمليات السطو مهارة. وقد اضطر أحد مراسلي وكالة فرانس برس من إظهار أوراقه الثبوتية من خلال ستار واق من الرصاص ولا يخترقه الصوت للدخول إلى بهو البنك ذي التصاميم الفاخرة. وأضاف أن الزوار يمرون مع مرافقيهم إلى المصعد الذي يقود إلى الطوابق تحت الأرض، وعند الوصول يدخل الزوار إلى قاعة الخزنات من خلال نفق ينتهي بجهاز دائري مهيب من الفولاذ يقوم بدورة قبل أن يؤدي إلى «كهف الكنوز». وفي الداخل يشرف ثلاثة موظفين يأتون من أجهزة مختلفة من البنك لفتح الأقفال الثلاثة لكل خزنة مليئة بالمعدن الثمين. ويكتب عند مدخل غرفة الكنوز باللون الذهبي عبارة " الذهب لا يقاوم " للكاتب الألماني الشهير غوته , والذي طالما نصح الولاياتالمتحدة بالاحتفاظ بالذهب خاصة في أوقات الأزمات والاضطرابات وهو ما تقوم به الولاياتالمتحدة الآن خاصة بعد الثورات العربية والتصريحات الإيرانية الأخيرة باستئناف البرنامج النووي علنيا فضلا عن توتر الوضع الأمني في العراق وزيادة حركة الاغتيالات بين صفوف الجيش الأمريكي , والأزمة الإقتصادية التي تمر بها أمريكا وعجزها عن سداد مديونيتها وهو ما أدي لتسارع مستثمري القطاع العام والخاص لشراء وتخزين الذهب بكميات كبيرة خاصة مع تراجع قيمة الدولار وعدم إستقرار اليورو . وهكذا اشترت المكسيك 93 طنا من الذهب مطلع العام، كما انتقلت عدوى شراء الذهب الى روسيا وتايلاند والصين، لكن بيتر موريسي البرفسور في جامعة مريلاند حذر من ان الذهب قد يكون أحيانا خادعا، وقال «إن الناس يعتقدون أن الذهب هو القيمة المرجعية الوحيدة ، لكن الحقيقة هي بالأحرى السيولة ». إلا أن المعدن الثمين يبقى على درجة كافية من الأهمية في نظر العديد من الحكومات الأجنبية التي طلبت من الولاياتالمتحدة الاحتفاظ بمخزوناتها في الخزنات النيويوركية تحت الارض.