بدأت عملية فرز الأصوات فى باكستان مع حلول مساء السبت فى ختام عملية انتخابية تاريخية، لتعزيز الديمقراطية، تميزت بمشاركة قوية من الناخبين، الذين تحدوا تهديدات حركة طالبان وإعمال عنف أسفرت عن سقوط 18 قتيلا. وأقفلت صناديق الاقتراع عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلى (13,00 تغ) أى بعد ساعة من الوقت المحدد ذلك، إن اللجنة الانتخابية مددت مهلة التصويت بسبب الإقبال الكبير والتأخير فى فتح بعض صناديق الاقتراع. وأعلن مسئول كبير فى اللجنة الانتخابية لفرانس برس، أن "نسبة المشاركة مشجعة" ظهر اليوم إذ بلغت 30%، متوقعا أن تقارب 60% فى ارتفاع كبير مقارنة بأخر انتخابات جرت فى 2004 وكانت فيها نسبة المشاركة 44%. وبعد فوز الأحزاب التقدمية والعلمانية العام، 2008 يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية (وسط يمين)، التى يتزعمها نواز شريف صاحب معامل الفولاذ المتحدر من النخبة التقليدية والذى سبق وتولى رئاسة الوزراء مرتين فى التسعينيات. غير أن النتيجة، التى ستحققها حركة الإنصاف بزعامة نجم رياضة الكريكت السابق عمران خان، الذى أثار المفاجأة واستقطب الأضواء فى الحملة الانتخابية، تثير تكهنات، لاسيما أنه استفاد من تعاطف كبير منذ أن سقط عن ارتفاع عدة أمتار فى حادث اثناء مهرجان انتخابى هذا الأسبوع وكسر عدد من فقرات عموده الفقرى. وقال عبد الستار (74 عاما) لوكالة فرانس برس وقد جاء يصوت فى الصباح الباكر فى إسلام آباد رغم أنه يعانى من صعوبة فى الوقوف "نريد تغييرا، لم نعد نحتمل هؤلاء السياسيين، الذين يعودون فى كل مرة إلى السلطة ولا يقومون بأى شىء من أجل البلاد.. سوف أصوت لعمران خان لأنه شاب ومفعم بالحيوية ويريد تغيير الأمور باستئصال الفساد". ودعا أكثر من 86 مليون باكستانى لانتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الإقليمية الأربعة. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية أكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم إلى حكومة أخرى مدنية أيضًا للمرة الأولى فى هذا البلد، الذى استقل فى 1947 ويبقى تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية. وسقط أكثر من 130 قتيلا خلال حملة انتخابية اعتبرها المراقبون الأكثر دموية فى تاريخ البلاد، وتبنت معظم اعتداءاتها حركة طالبان الباكستانية، التى تعارض العملية الديمقراطية، التى يعتبرونها "غير إسلامية". وتوعدت حركة طالبان الباكستانية بسلسلة من الهجمات فى هذا اليوم الحاسم بالنسبة للديمقراطية فى باكستان، حيث انتشر أكثر من 600 ألف عنصر من قوات الأمن لحماية مراكز الاقتراع.. ومع ذلك انفجرت عبوة أولى فى كراتشى (جنوب) بعد ساعتين على بداية الاقتراع. واستهدف الاعتداء مرشحًا من حزب عوامى الوطنى العلمانى، وهو من الأهداف المفضلة لحركة طالبان، التى سارعت إلى تبنيه، وأسفر عن سقوط 11 قتيلا على الأقل بينهم طفل فى سن الثالثة، و36 جريحا، كما أفادت مصادر استشفائية. وفى ولاية بالوشستان المضطربة (جنوب غرب) سقط ستة قتلى بينهم عنصران شبه عسكريين فى اعتداءات مختلفة لترتفع حصيلة القتلى فى أعمال العنف الانتخابية، السبت، إلى 18 قتيلا.