حذر محللون صينيون من مخاطر إمكانية تحول طبيعة الحرب الداخلية السورية الحالية إلى حرب بين العرب والإسرائيليين، خاصة مع التطورات الجديدة التى طرأت على معطيات الأزمة السورية، وعلى خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضى السورية والتقارير التى أثيرت حول استخدام أسلحة كيميائية رأى المحللون، فى تقرير أذاعه التليفزيون الصينى حول الأزمة بمنطقة الشرق الأوسط تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتنياهو الحالية للصين، أن "الأزمة السورية بصدد انعطاف جديد فى الحرب التى دخلت بالفعل عامها الثالث، ما قد يدفع ما وصفتهم "باللاعبين المختفين وراء الكواليس" إلى الظهور على مسرح الأحداث". من جانبه قال وانج لين تسونج الخبير السياسى فى أكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إنه إذا ما استمرت إسرائيل فى توجيه هجمات على أهداف داخل الأراضى السورية، فإنها قد تتسبب من جانب فى اختلال التوازن العسكرى الميدانى بين الحكومة السورية والمعارضة، وتؤجج من جانب آخر مشاعر الغضب لدى الدول العربية التى تعتبر أن إسرائيل بفعلتها هذه انتهكت سيادة أراضى عربية، وهذا يتضح من خلال إدانة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربى لتلك الغارات ومطالبته مجلس الأمن ب"التحرك لعدم تكرارها". وأضاف وانج أن إسرائيل تفهم جيدا أن تدخلها فى الحرب السورية قد يزيد الأزمة تعقيدا، قائلا إن "تل أبيب لابد أن تدرك أيضا أن استمرار غاراتها قد ينذر بتحويل الحرب الداخلية السورية إلى حرب بين البلدان العربية وإسرائيل، من جانب آخر اتفق مع وانغ، الخبير الصينى المتخصص فى الشئون الإسرائيلية لو بينغ وقال إنه رغم احتمالية استمرار إسرائيل مستقبلا فى القيام بعمليات عسكرية من هذا القبيل، إلا أنها غير مستعدة للتدخل فى الحرب الداخلية السورية. وأضاف إن إسرائيل لن تميل إلى أى جانب سواء كانت الحكومة السورية أو المعارضة، مشددا على أن إسرائيل لن تنغمس فى هذا الوحل حتى إذا طلبت الولاياتالمتحدة منها أن تكون وكيلة لها فى هذه المرحلة الحساسة. وأشار المحللون إلى زيارة نيتنياهو للصين وتأجيل موعد إقلاع طائرته عدة ساعات ليترأس اجتماع المجلس الأمنى المصغر فى إسرائيل من أجل إتمام التقييمات ذات الصلة بعد تلك الغارات على سوريا، موضحين أن زيارة نيتنياهو للصين لن تكون سهلة لأنه يقوم بها وعينه على بلاده بعدما شن جيشه مؤخرا غارات جوية على الأراضى السورية مرتين فى غضون ثلاثة أيام. ويعتقد لى قوه فو، الخبير فى شؤون الشرق الأوسط بالمركز الصينى للدراسات الدولية، أن تلك الغارات الجوية لن تكون المرة الأخيرة التى تشن فيها إسرائيل هجمات على سوريا فى ضوء تصميم تل أبيب من ناحية على "التحرك" إذا ما تم تجاوز "الخط الأحمر" المتمثل فى نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، ومواصلة إيران من ناحية أخرى محاولاتها لتعزيز قوة حليفها حزب الله فى المنطقة التى تعج بها اضطرابات مستمرة. من جهة أخرى، رأى سونج شياو جون المحلل العسكرى الخاص فى التلفزيون المركزى الصينى أن الهجمات الإسرائيلية كانت بمثابة اختبار للوسائل المناسبة بالنسبة لإسرائيل حال تورطها فى الأزمة السورية مستقبلا، مضيفا "أن إسرائيل تظن أن عدم حدوث رد عسكرى من جانب الحكومة السورية أو إيران أو حزب الله على الهجمات الإسرائيلية يدل على أن توجيه ضربة دقيقة هو طريق آمن يمكن أن تستمر فيه لحماية أمنها والحيلولة دون إشعال النيران لتحرق نفسها".