يبدو أن فكر مؤسسة الرقابة المصرية على المصنفات الفنية قد تغير كثيرا فى مرحلة ما بعد الثورة، فقد خرج التقرير الرقابى لسيناريو فيلم “الصمت” دون حذف أى مشاهد رغم أن الفيلم يتطرق لقضية زنا المحارم لدى الطبقات العشوائية والثرية. إيناس الدغيدى تقدمت قبل الثورة بمذكرة تظلم إلى لجنة التظلمات بالمجلس الأعلى للثقافة ضد قرار إدارة الأفلام بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية برفض التصريح بفيلمها الذى كانت تأمل بدء تصويره قبل الثورة. ويذكر أن السيناريو الذى كتبه السيناريست والناقد السينمائى رفيق الصبان لا يناقش قضية زنى المحارم فقط ولكن يتطرق أيضاً للعلاقة الزوجية الاضطرارية التى يعتبرها السيناريو ليست حلالاً دائماً، وأنها فى بعض الأحيان تكون علاقة غير شرعية، إذا كانت الزوجة مكرهة أو مجبرة على معاشرة زوجها، فالزوجة فى هذه الحالة تعتبر باعت نفسها لزوجها إذا تزوجت بدون حب، بحسب ما يؤكد السيناريو. الدكتور سيد خطاب- رئيس الرقابة على المصنفات الفنية _ أكد أن الرقابة لا ترفض أى سيناريو رفضا قاطعا ولكنها تستدعى مؤلفه للمناقشة وهذا ما حدث مع سيناريو فيلم “الصمت” فقد رأت الرقابة من خلال التقارير التى يقدمها أعضاء لجنة القراءة أن الفيلم لا يظهر الأثر النفسى على الأب أو الأخ أو الشخص موضع الشبهات فى زنا المحارم ويمر الموضوع مرور الكرام، وهذا قد يكون له تأثير على المشاهد ولذلك أرجعت الرقابة السيناريو للدكتور رفيق الصبان، وطلبت منه اعتبار الأب أو الأخ الذى يقوم بممارسة زنا المحارم حالة مرضية وليس حالة سوية لأنه بالفعل شخص مريض وإنسان غير سوى حتى لا يكون أمام المشاهدين شخصا سويا ويحاول البعض استسهال الأمر وتجريبه