بدأ هاكر إسرائيلي، يسمي نفسه عمر كوهين، نشر تفاصيل جزئية عن بطاقات ائتمان لمواطنين سعوديين حصل عليها نتيجة تمكّنه من اختراق العديد من المواقع الإلكترونية السعودية ذات الطابع التجاري، مما أهله للوصول الى آلاف البطاقات الائتمانية، حسب ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فيما نفى الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية السعودية، طلعت حافظ، حصول الهاكر على أي معلومات بنكية أو بطاقات ائتمان مصرفية لسعوديين. وتتضمن القائمة المبدئية التي نشرها الهاكر الإسرائيلي أسماء مواطنين سعوديين وبريدهم الإلكتروني وارقام بطاقاتهم الائتمانية، من دون الرقم السري الذي يتيح استخدام البطاقات الائتمانية. وقال سعوديان، من الذين وردت تفاصيل عنهم في اللائحة التي نشرها قرصان المعلوماتية الاسرائيلي، ان المصارف ابلغتهما بتعرض بطاقاتهما الائتمانية للاختراق. وهددت مجموعة القراصنة الإسرائيليين، التي يتبع لها عمر كوهين، بنشر التفاصيل الكاملة المتعلقة بالسعوديين وعائلاتهم في حال تم نشر أي قائمة جديدة. ونقلت «يديعوت أحرنوت» أن القرصان كوهين كان قد وعد الصحيفة بنشر هذه المعلومات ردا على قرصان سعودي يسمي نفسه «اواكس عمر»، ونشر بدوره معلومات مماثلة لمواطنين إسرائيليين، مما أثار حالة من الهلع داخل إسرائيل، التي اعتبرت الأمر «هجوما إرهابيا عليها». ونشر الموقع اسماء الافراد المعنيين وبريدهم الالكتروني، بالاضافة الى ارقام هواتفهم وارقام بطاقاتهم الائتمانية، مع تاريخ انتهاء صلاحيتها، و168 منها ما زالت سارية المفعول. وبحسب اذاعة الجيش، فان القرصان قد يكون جنديا في الاستخبارات العسكرية، اخذ على عاتقه مبادرة نشر التفاصيل انتقاما لنشر تفاصيل عشرين ألف بطاقة ائتمانية اسرائيلية. واستبعد القرصان كوهين اندلاع «حرب قراصنة» بين الإسرائيليين والعرب، لكنه أكد في الوقت نفسه أن ما نشره من معلومات سيخلق «حالة من الردع» لمنع أحد من التعرض لإسرائيل وأمنها. حروب «نفسية» وقلل محللون سعوديون وخبراء في أمن المعلومات من صراع بين «هاكر» سعودي وآخرين إسرائيليين، مؤكدين أن ما يحصل «حرب نفسية وزوبعة في فنجان». وشددوا في تصريحات ل«العربية.نت» أن النظام الأمني في البنوك السعودية شديد القوة ويصعب تجاوزه، بيد أن الخبراء حذروا من إمكانية الحصول على البيانات البنكية للأفراد من خلال اختراق أنظمة الشركات التجارية التي تحتفظ ببيانات عملائها وهي قليلة الحماية. ودعوا السعوديين إلى التدقيق في حساباتهم والتحرك فور الشعور بأي عمليات تجري على بطاقاتهم من دون علمهم. وأكد الخبير في أمن المعلومات، رفيق جمال، أن «الأمر قد يكون حربا نفسية لا أكثر، فلا يمكن لأي هاكر أن يخترق مثل هذه الأنظمة، فلا بد أن يكون متعلما على مستوى عال في مجال البرمجة الكاملة، وأن يتعلم كيفيه التعامل مع الأنظمة الأمنية، وثم يتعامل مع ذات النظام في البنك، لكي ينجح في الدخول له، ولكن يجوز أن يكون الهاكرز أخذوا المعلومات من المحلات التجارية». أنظمة قوية ومن جانبه، أكد المحلل المالي علي الجفري أن الاحتياطيات الأمنية في البنوك السعودية قوية لدرجة يصعب اختراقها، خاصة في ظل النظام الذي يخبر كل عميل بأي عملية تمت على بطاقته الائتمانية برسالة جوال قصيرة مباشرة. ورأى المحلل المالي فضل أبو العينين أن «القطاع المصرفي السعودي لديه معايير أمنية مرتفعة جدا، فلا يمكن لأي هاكر أن يخترقه بسهولة