كشفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية، النقاب عن اجتماع دبلوماسى رفيع المستوى بين واشنطن وبيونج يانج فى نيويورك فى منتصف شهر مارس المنصرم، أى قبل أيام قليلة من إعلان كوريا الشمالية عن سلسلة تهديداتها المستفزة الأخيرة التى قد تتسبب فى اندلاع حرب عالمية ثالثة فى شبه الجزيرة الكورية. وذكرت المجلة الأمريكية فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى أمس الثلاثاء، أن المبعوث الأمريكى الخاص للمحادثات السداسية المتوقفة حاليا كليفورد هارت، اجتمع بنائب السفير الكورى الشمالى للأمم المتحدة هان سونج ريول الشهر الماضى، وذلك وفقا لمصادر دبلوماسية مطلعة. وأماطت المصادر اللثام عن أن الاجتماع تم عقده من خلال ما يعرف داخل الدوائر الدبلوماسية ب"دائرة نيويورك"، الوسيلة الرئيسية للتواصل بين واشنطن وبيونج يانج. وأفادت المصادر بأن الاجتماع لم يسفر عن إحراز أى تقدم حقيقى فى ظل عدم تقديم واشنطن أى عروض جديدة للجانب الكورى الشمالى. وأكد الجانب الأمريكى خلال الاجتماع مجدداً على دعوة الإدارة الأمريكية لكوريا الشمالية لتجنب الأعمال الاستفزازية، وكذلك العودة إلى الدبلوماسية فى حال وفاء بيونج يانج بالتزاماتها الدولية واستئناف عملية نزع السلاح النووى. ومن جانبه، وافق الجانب الكورى الشمالى ببساطة على إيصال تلك المعلومات إلى القادة فى بيونج يانج. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الكشف عن هذا الاجتماع يأتى وسط تزايد انتقادات الخبراء لنهج إدارة أوباما الحالية فى تعامله مع الملف الكورى الشمالى والتى تقوم على مبدأ "استراتيجية الصبر" أو الانتظار حتى تغير بيونج يانج من نهجها والانضمام إلى المحادثات المتعددة الأطراف، حيث إن هذا الاجتماع يعد برهانا على أن سياسة الإدارة الأمريكية "راكدة". ونوهت المجلة إلى أنه تم استخدام "دائرة نيويورك" فى الآونة الأخيرة لتحذير وزارة الخارجية قبل أى استفزازات من جانب كوريا الشمالية مثلما حدث قبيل إجراء بيونج يانج للتجربة النووية الثالثة فى فبراير الماضى. كما كشفت المجلة وفقا لمسئولين أمريكيين النقاب عن أنه من المتوقع أن تقوم كوريا الشمالية بتجربة صاروخ باليستى متوسط المدى اليوم الأربعاء. ومن جانبها، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على اجتماع مارس فى نيويورك، وذلك تمشيا مع سعيها للحفاظ على سرية "دائرة نيويورك".