لا يكاد الملف النووي الإيراني تخمد سيرته وأخباره حتى يبعث من جديد بين شد وجذب لأطراف دولية فاعلة تفتح كل يوم صفحات جديدة في هذا الملف الشائك الذي يؤرق العالم ويقلق البورصات ويحول دون استقرار منطقة الخليج جملة . بين موقف أمريكي لا يملك القدرة الآن على مهاجمة إيران وتدمير منشأتها النووية والدخول فى مغامرة ضخمة لا يمكن حساب عواقبها بسهولة وموقف أمريكي أيضا مكمل للموقف السابق ومتناقض معه في آن وهو أن الأمريكيين لن يتركوا الإيرانيين ليحصلوا على سلاح نووي فلا هم قادرون على دخول الحرب ولا هم قادرون على تجنبها وبين النارين تنهار بورصات الخليج ويرتفع سعر البترول في العالم ويتهدد الاقتصاد العالمي
وهذا الأسبوع تفتح صفحة جديدة في الصراع فالمشروع العسكري الإيراني يسجل هدفا في مرمى الصناعة العسكرية الأمريكية له اثر رمزي بالغ على معنويات الإيرانيين حيث اسقطوا هذا الأسبوع طائرة تجسس أمريكية كانت تتجسس بالقرب من مدينة"قم" على مصنع "فردو " لتخصيب اليورانيوم فى محاولة لجمع المعلومات عن هذه المنشأة الفريدة لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية
هذا ما أعلنه "على أغازاده" عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني و يجدر هنا أن نشير إلى أن منشأة "فردو" النووية و التي كشف عنها النقاب في عام 2009 تقع في حضن احد جبال "قم" الكبرى وعلى عمق كبير تحت الأرض ولا يمكن تدميرها إلا بقنابل نووية وكان إنشاؤها حيلة إيرانية بارعة حاول فيها الإيرانيون تقليل أهمية قصف جوي محتمل كان ينبغي أن يقوم به الأمريكيون أو الإسرائيليون في ذلك الوقت وتأتي محاولة التجسس الأمريكية على المنشأة لاكتشاف ثغرات هامة تصلح للتوظيف إذا ما احتدم النزاع الواضح أن المشروع العسكري الإيراني يتطور بسرعة اكبر من المراقبة الأمريكية ، وإسقاط طائرة تتجسس على الإيرانيين عقب إطلاق صاروخ بعيد المدى في المحيط الهندي لأول مرة من قبل الإيرانيين وبعد مناورات إيران البحرية الأخيرة وما استخدم فيها من تكنولوجيا كلها حقائق تطرح إستفهامات عن مستقبل الصراع