احتفل الناشطون السوريون على طريقتهم بحلول العام الجديد فنزلوا الى شوارع المدن والبلدات هاتفين باسقاط النظام ومطلقين الاسهم النارية، بعدما تجاوزت حركتهم الاحتجاجية شهرها التاسع رغم القمع العنيف الذي اودى باكثر من خمسة الاف مدني بحسب ارقام الاممالمتحدة. وعلى طريق بلدة محردة في محافظة حماه قتل طفل في السابعة من العمر من بلدة خطاب برصاص اطلقته قوات الامن اصاب سيارة والده، بحسب ما اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ان هذا الطفل هو "الشهيد الاول عام 2012". وتم بث اشرطة فيديو على موقع يوتيوب ظهر فيها "شبان الثورة" وهم يطلقون الاسهم النارية احتفالا بحلول العام الجديد ويطلقون هتافات تدعو لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. في مدينة ادلب الواقعة شمال غرب سوريا تجمع مئات الاشخاص في احدى ساحات البلدة لمشاهدة اطلاق اسهم نارية وهم يحملون المشاعل ويطلقون الهتافات الداعية "للوحدة الوطنية وللاخوة الاسلامية المسيحية". ورفع المتجمعون في هذه المدينة القريبة من الحدود مع تركيا مجسما كبيرا ضم هلالا وصليبا، وهتفوا "للحرية ولحرية الحياة". وفي حلب التي بقيت نسبيا بمنأى عن الحركة الاحتجاجية، تجمع عدد من الشبان بحسب احد الاشرطة في حي الصاخور وهم يطلقون هتافات تأييد لمدينتي حمص ودرعا ومناهضة للرئيس السوري مثل "الاسد عدو الله"، كما حملوا لافتات "تشكر" قنوات الجزيرة والعربية والبي بي سي على تغطيتها للاحداث في سوريا. وكتب على احدى اللافتات "عام جديد من دون حديد ولا قيود. نتمنى لاخواننا المسيحيين عاما سعيدا وعاشت سوريا الحرة". وفي مدينة الزبداني الواقعة على بعد نحو 50 كلم من دمشق تجمع مئات الاشخاص حول شجرة صنوبر كبيرة مزينة بمناسبة عيد الميلاد وهم يرقصون ويطلقون الاسهم النارية، بحسب ما اظهر ايضا احد اشرطة الفيديو وهم يهتفون "الشعب يريد رحيل المجرم" في اشارة الى الرئيس السوري. كما سجلت احتفالات مشابهة في درعا وفي داعل جنوب البلاد وظهر الشبان وهم يحملون المشاعل ويطلقون الهتافات المناهضة للنظام. وعلقت لافتات كتب عليها "العالم يحتفل بالعام الجديد باطلاق الاسهم النارية وفي سوريا نستقبل العام الجديد بالرصاص والدبابات" و"سوريا بخير من دون بشار ومن دون الشبيحة ومن دون المراقبين" في اشارة الى المراقبين العرب الذين ارسلتهم الجامعة العربية. دبلوماسيا، دعا البرلمان العربي الاحد الى سحب المراقبين العرب فورا من سوريا قائلا ان القمع الدامي للاحتجاج مستمر رغم وجود المراقبين. وحض رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على سحب المراقبين العرب على الفور "مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الابرياء، فضلا عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين"، بحسب بيان. واشار الدقباسي الى "تزايد أعمال القتل والعنف التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان". وأضاف "إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية الامر الذي أثار غضب الشعوب العربية". يذكر ان البرلمان العربي هيئة استشارية تضم 88 عضوا من برلمانيين من البلدان الاعضاء بالجامعة العربية. وقال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا "سيتوجه نحو 20 مراقبا اخرين الى دمشق من السعودية والبحرين وتونس". من جهة اخرى، نفى الفريق محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب تصريحات احد المراقبين الذي اشار في شريط على موقع يوتيوب الى وجود قناصة في درعا مهد حركة الاحتجاج. وقال الدابي في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" ان "هذا الرجل قال انه اذا راى بام عينيه-- هؤلاء القناصة --فانه سيشير اليهم فورا". واضاف "لكنه لم ير (قناصة)". وكان فريق اولي من خمسين مراقبا وصل الاثنين في اطار بروتوكول الجامعة العربية الذي اقرته سوريا في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الداعي لسحب الجيش السوري من البلدات والمناطق السكنية، ووقف العنف ضد المدنيين واطلاق سراح المعتقلين. ميدانيا، واضافة الى الطفل الذي قتل في محافظة حماه، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان "مواطنا استشهد الاحد في حي وادي ايران في محافظة حمص اثر اصابته برصاص قناصة من الشبيحة". واضاف المرصد انه "عثر على جثماني مواطنين اثنين من قرية المشروع قرب حمص وعلى جسديهما اثار تعذيب واطلاق رصاص، واتهم الاهالي شبيحة من قرية موالية للنظام بقتلهما بعد اختطافهما فجر الاحد". وتابع المرصد ان "اكثر من 20 متظاهرا اصيبوا بجروح اثر اطلاق رصاص كثيف من قبل قوات الامن باتجاه مواطنين رفعوا علم الاستقلال وسط مدينة داريا" في ريف دمشق. من جهة ثانية اعلن المرصد ان طبيب الاسنان معد محمد مواهب طايع "الذي اعتقلته السلطات الأمنية السورية في العاشر من ايلول/سبتمبر الماضي من عيادته في اللاذقية بتهمة التظاهر قد مثل أمام محكمة ميدانية في سجن صيدنايا قرب دمشق بتهمة دعم الارهاب". واضاف المرصد ان "شقيق الطبيب طايع المقيم خارج سوريا اتصل بالمرصد" موضحا ان شقيقه مثل امام محكمة ميدانية في الثاني والعشرين من كانون الاول/ديسمبر 2011 بدون وجود محام للدفاع عنه وحددت جلسة جديدة لمحاكمته في الثالث من الشهر الحالي وانه يخشى ان يحكم على شقيقه بالإعدام استنادا إلى القوانين السورية الجديدة" لافتا الى ان شقيقه "فقد أكثر من نصف وزنه نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد خلال الاعتقال". وطالب المرصد "وفد المراقبين العرب بالتوجه الفوري إلى سجن صيدنايا للوقوف على ما يجري من انتهاك صارخ لبروتوكول الجامعة العربية من قبل السلطات السورية والطلب منها الإفراج عن الطبيب معد مواهب طايع وكافة معتقلي الرأي والضمير والتظاهرات السلمية في السجون والمعتقلات السورية".