حذر تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم من تداعيات استمرار تدهور الوضع في سوريا مشيرا الى ان العنف تسبب في خسائر فادحة مخلفا مئات من القتلى والجرحى واعتقال العديد من المدنيين. وقالت رئيسة فرع اللجنة الدولية للعمليات في منطقتي الشرق الأدنى والأوسط بياتريس ميغيفان روغو في تقرير للجنة "ان آثار العنف بعد تسعة أشهر من الاضطرابات واضحة بطريقة او بأخرى" مؤكدة انه حتى وان لم تظهر ازمة انسانية على نطاق جميع انحاء سوريا فان الاحداث تركت تأثيرا كبيرا ومباشرا على مساحات واسعة من البلاد". واوضحت ان الاحتياجات تتزايد بشكل سريع لاسيما في فصل الشتاء مع نقص الوقود وصعوبة التحرك بحرية وشراء المواد الغذائية وهي من بين الأمور التي تجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة من أي وقت مضى. واعرب التقرير عن قلق اللجنة الدولية الرئيس من استمرار وجود عقبات تحول دون حصول الجرحى والمرضى على الرعاية الطبية لاسيما مع وجود تقارير متكررة عن عدم احترام الطواقم الطبية والمرافق الصحية. واشار التقرير الى وجود تلك الصعوبات في كل من ادلب وحمص وحماة ودرعا ودير الزور وغيرها من المدن ما يمكن معه فقدان العديد من الأرواح اذا لم يتم توفير خدمات الطوارئ والرعاية الصحية دون عراقيل. واوضحت ميغيفان روغو في تقريرها "لقد كنا اساسا في سوريا لأكثر من 40 عاما لتقديم الدعم لسكان الجولان المحتل اما الآن فتوسعت أنشطتنا لمساعدة السكان المتضررين من العنف الداخلي". واكدت ان اللجنة الدولية تعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري على مدار الساعة "لتقديم مساعدات طبية وغذائية في ظروف بالغة الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر اذ يمكن ان يكلف اي تأخير أو عائق في تقديم الاسعافات الأولية المصابين حياتهم". واعربت اللجنة الدولية عن قلقها الشديد بشأن ما يحدث لعدة آلاف من المعتقلين مؤكدة "وجود حوار سري مع السلطات السورية ومواصلة جهودها لبناء الثقة والتفاهم المتبادل". واكدت ان "المناقشات مع السلطات مستمرة بهدف ايجاد أرضية مشتركة من شأنها أن تسمح لنا بزيارات للمحتجزين وفقا للاجراءات القياسية" مشددة على "ضرورة السماح لمندوبي اللجنة الدولية بالقيام بجولات والتحدث مع من تختارهم من الناس وتكرار تلك الزيارات اذا ما اقتضت الضرورة ذلك". واوضحت ان اللجنة الدولية تمكنت منذ يونيو الماضي وبعد تنسيق أنشطتها في سوريا من الحصول على فرص افضل للوصول الى مناطق الاضطرابات وتنظيم تقديم المساعدات الطبية والغذائية والمواد الأساسية الأخرى للسكان المتضررين. ورصد التقرير من بين انشطة اللجنة الدولية في سوريا توزيعها 140 ألف طرد من المواد الغذائية يحتوي كل منها على مواد غذائية تكفي لستة أشخاص لمدة شهر واحد واستفاد منها نحو 85 الف شخص وذلك خلال الفترة ما بين مايو وديسمبر من هذا العام. كما تم توزيع 30 الف حقيبة مدرسية كل منها يحوي مجموعة كاملة من القرطاسية لأطفال الأسر الفقيرة في المناطق المتضررة و1400 مجموعة من مستلزمات النظافة الى جانب مواد تضميد الجروح والامدادات لعلاج المرضى في المستشفيات الخاصة والحكومية في مدن مثل حماة ودرعا وحمص وادلب. ووزع الهلال الأحمر العربي السوري الآلاف من الطرود الغذائية والبطانيات والأدوية على الاكثر فقرا فيما لا يقل عن 20 مدينة وبلدة وقرية متضررة من جراء الاضطرابات. في الوقت ذاته نظمت اللجنة الدولية دورات تدريبية متقدمة في الاسعافات الأولية لأكثر من 60 طبيبا تطوعوا لمساعدة الهلال الأحمر العربي السوري في علاج المصابين مع توفير أربع وحدات متنقلة للاسعافات الأولية والرعاية الصحية الى جانب اكياس لحفظ الجثث