حروف تائهة .. بقلم : وفاء القناوى

لم أعد أعلم لماذا أصبحت الحروف تستعصى علي , ويعجز معها قلمى ويقف أمامها جثة هامده فوق أوراقى, ماذا أكتب وماذا أقول ؟ ، فقد ضاعت الحروف وتاهت الكلمات بين السطور وارتبك العقل,وتلعثم اللسان غارقة فى أحزانى ولا أدرك متى النجاة.
أنام وأصحو وأتساءل : هل أصبح مابداخلى أكبر من أن تعبر عنه الكلمات وتتشكل به الحروف؟.
أبحث عن اجابه أو عن مخرج من هذه الحالة , هل هى حالة طارئة أم انها أصبحت حالة مزمنة لا حل لها ولا أمل أو رجاء , أجد الكلمات حيرى تأتى وتطير فى لمح البصر قبل أن يمسك بها قلمى ,أوحتى تنسخها مخيلتى ماهو السبب وما هو الحل ؟.
تتزاحم الهموم فى عقلى معلنة حالة العصيان التى يمر بها قلمى , وحالة الطوارئ فى واحتى التى كنت أحلق فيها كلما ضاقت الدنيا باحثة عن الراحة باخراج مايثقل على وجدانى ,أتنهد وأتساءل كيف أنفض أوراق السنين الحزينة تلك ؟.
كيف أتخلص منها ومن حروفها البائسة ,ومن قلمها المكتئب الذى وصل الى حد الانهيار؟ ، فلم يعد يستطيع أن يرسم لوحاتى فكل شئ حوله سواد لا وجود لألوان من حوله ,لا يوجد غير الآهات.
أين الأحلام التى رسمتها بين السطور ؟.
أريد حروف غير الحروف كى أكتب كلمات غير الكلمات , كلمات أكتبها اليوم وتظل على مر الأيام لا أريد لها أن تضيع فى زحمة الكلمات , ولا أريد لها أن تظل حبيسة فى دفاترى بداخل الأدراج ,أريد أن أرفع أحجار الحزن وأنفضها عن أنفاسى ولا أريد كلماتى حزينة باكية مهما كانت جميلة وبليغة.
أين ما أريده وأين أجد هذه الحروف السعيدة هل هناك قاموس خاص بها ؟.
أريد قاموس خاص بى يعبر عن عالمى ليست أنانية ولكن حتى لاتضيع الكلمات وتسقط المعانى التى غيرت معالم الأشياء.
هى هى الحروف التى تتشكل منها الكلمات ولكن نحن من تغير وغير معانى الأشياء, نحن من غيرنا المسميات وبدلناها, نحن من اخترع قاموس باهت باطل كله نفاق ورياء ومصالح.
هل اختفت الحروف الجميلة حقا ؟ ، أم نحن لم نعد نراها.
ضاعت الكلمات فى درووب الحروف واختفت الحروف فى دهاليز الحياة وطواحينها.
ها أنا أتسلل هاربة من أيامى أخف الخطى لعلى أجد حروف وأمسك بكلمات ولكن هيهات والبركان الثائر يقذف كل شئ , أليست تلك أشيائى أليست تلك كلماتى ؟.
اذن فأنا أملك صك ملكيتها الذى طار مع الرياح التى هبت وعصفت به.
آن الأوان ياحروفى لتعودى دقت الساعة ياكلماتى حان وقت رجوعك أم انه كان ذهاب بلا عودة!!!.