الليلة وفى الذكرى التاسعة والخمسون لثورة 1952م يسطر الشرفاء من هذا الشعب سطراً جديدا فى ملحمة الكفاح ضد الظلم والطغيان . فبعد ثورة 25 يناير المجيدة وما تبعها من تباطؤ وتواطؤ لمدة سنة أشهر من القائمين على شئون هذا البلد لقتل روح هذه الثورة وهى فى المهد هب الثوار الشرفاء لوضع النقاط على الحروف وهم يدركون تماماً خطورة الخطوة التى إتخذوها . أعلن اليوم ثوار ميدان التحرير من أعلى المنصة القريبة من الجامعة الأمريكية أن القوى السياسية وجميع الإئتلافات والحركات وشباب المستقلين المتواجدين بميدان التحرير، ترشيح مجلس رئاسى مدنى ورشحوا عدداً كبيراً من القوى السياسية من الشخصيات العامة وأجمعت عليها التيارات السياسية المتواجدة بالميدان ومن أبرز هذه الأسماء الدكتور محمد البرادعى والدكتور محمد سليم العوا وحمدين صباحى والدكتور هشام البسطويسى والشيخ حازم أبو إسماعيل والشيخ محمد حسان والشيخ صفوت حجازى والدكتور عبد الحليم قنديل والداعية عمرو خالد والأستاذ فهمى هويدى . من جهة أخرى أكد المتظاهرون أن دور المجلس الرئاسى الذى اتفقت عليه جميع القوى بميدان التحرير ينحصر عمله فى تطهير الفساد وتنفيذ مطالب الثورة والإشراف على الحكومة مشيرين أن مده هذا المجلس 6 أشهر وهى كافية لصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات مجلسى الشعب والرئاسة وأن قرار المجلس الرئاسى له قوة القانون وتسقط فورا انتخابات مجلس الشعب ما لم يصدق عليها المجلس الرئاسى . وأضافوا أنه لابد أن يعود المجلس العسكرى إلى مباشرة مهامه العسكرية فقط طبقا لما نص عليه القانون والدستور ويمتنع عن التدخل فى الشئون السياسية . ومساء اليوم خرجت مسيرة حاشدة من آلاف المتظاهرين متجهة إلى مقر المجلس العسكرى للتنديد بأحداث العنف والاعتقالات التى شهدتها مدينة السويس أمام مديرية الأمن . وخرجت مسيرة أخرى من كافة القوي السياسية والحركات والائتلافات والشباب المستقلين من ميدان التحرير شارك فيها الآلاف المتظاهرين اتجهت نحو شارع القصر العيني وتوقفوا لمدة 5 دقائق أمام مجلس الشورى واستكملوا مسيرتهم الي مجلس الوزراء لمطالبة الحكومة والمجلس العسكري بسرعة اتخاذ الإجراءات لتحقيق مطالب الثورة وأولاها المحاكمة العلنية والقصاص من قتلة الشهداء وإقالة النائب العام . وردد المتظاهرون هتافات منها "أنت يا مصري ساكت ليه الحرية ليك ولينا يلا يا جيش انضم لينا"،" يا نموت زيهم يا نجيب حقهم"،"سلمية سلمية حرية عدالة اجتماعية" . ومن جهة أخري قامت اللجان الشعبية بعمل دروع بشرية لحماية المنشآت العامة لمنع احتكات المتظاهرين بقوات الجيش بداخلها في حين شهدت المسيرة انقسماً منهم من عاد مرة أخري الي الميدان ومنهم من اتجه للتظاهر أمام وزارة الداخلية، مرددين الداخلية بلطجية" وفى الإسكندرية اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين الموجودين أمام المنطقة الشمالية العسكرية بعد قيام المتظاهرين بإلقاء الحجارة على المنطقة الشمالية وعلى أفراد الشرطة العسكرية الذين تواجدوا لحراسة المنطقة الشمالية . اضطر أفراد الأمن إلى إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء وطرد المتظاهرين من أمام المنطقة مما أثار حفيظة المتظاهرين الذين قاموا بالفرار فى الشوارع الجانبية وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتظاهرين . وأكد أحمد نصار عضو ائتلاف شباب الثورة على ثمة اجتماع سوف يتم مساء اليوم فى ميدان سعد زغلول بين كافة القوى الوطنية والسياسية والحركات والإئتلافات لبحث عن سب أكثر سلمية للضغط لتحقيق المطالب مبدياً استنكار الائتلاف لما تم اليوم من عنف، ومتهماً مجموع من أنصار أمن الدولة فى التسلل إلى التظاهرة والمسيرة وإفتعال الإشتباك لإعطاء مبرر للشرطة العسكرية فى إستخدام العنف مع المتظاهرين . وما تزال الأحداث جارية وندعوا الله أن تمر هذه الليلة على خير ولما فيه مصلحة مصر وشعبها .