ماذا تحوي مكتبات قصور الثقافة في محافظة الإسماعيلية وضواحيها من أعمال أدبية لأبناء الإسماعيلية ؟. فنجدها خالية علي عروشها إلا بأعمال مُحتكرة لفئة معينة من الكتاب العمالقة الذين رحلوا عن دنيانا أو بعض الترجمات لأدباء أجانب. وتفتقر للأعمال الأدبية لأبناء الإسماعيلية ولم تطعم بإعمال أدبية من الجيل الجديد من شبابنا من كتاب الألفية الثالثة . فنحن نأمل في يوم من الأيام أن تفتح القصور الثقافية بمحافظة الإسماعيلية مكتبتها لتزين أرففها بالإعمال الأدبية من أبناءها وإنقاذ ما تبقي من ثروتها الأدبية ونعيد الكتب التي إندثرت ولا يعلم عنها أجيال الحاضر من أجل المستقبل لتنتعش أرفف مكتبات القصور الثقافية بتاريخ وإبداعات أبناء محافظة الإسماعيلية الأدبية الذين رحلوا عن دنيانا ونبحث عن الذين تواروا في صفحات النسيان وباعوا اللي وراهم واللي أمامهم وهم أحياء من أجل أن يتركوا شيئاً للأجيال. فنحن لدينا الكثيرون من أبناء الإسماعيلية لهم إبداعاتهم الأدبية ولكن الأيد قصيرة والعين بصيرة. وهناك العديد من أعمالهم الأدبية نشرت لهم ولا يعلم عنها شيئا من الجيل الحاضر فهذه أمانة للتاريخ لكل من يعرف شيئا عن الأدباء الذين يعيشون في الظل من أجل المحافظة علي ثروتهم الأدبية. فهناك الكثيرون لم ينالهم الحظ لكي تتبناهم المراكز الثقافية وتنشر إبداعاتهم وتحتفظ بهذه الكنوز الأدبية لأنها ثروة أدبية وقومية وتراث ثقافي لمدينة الإسماعيلية لا تقدر بثمن. علماً بأن الكثيرين من الأدباء حرموا أنفسهم من كل شئ وإقتطعوا من قوت أسرهم من أجل أن ينشر لهم كتاب علي نفقتهم الخاصة. فهذه القلاع الثقافية المنتشرة في كل مكان ولم نفكر في يوم من الأيام وننظر لهؤلاء الأدباء من أبناء محافظة الإسماعيلية نظرة جدية من أجل أن يصلوا إلي مصاف الأدباء علي المستوي الذي يليق بمكانتهم الأدبية. فلا زالت وزارة الثقافة المصرية تنظر لهؤلاء الأدباء علي أنهم أدباء من الدرجة الخامسة. فمولد كتاب لكاتب أو ديوان لشاعر مثل مولد طفل وفي إحتياج للرعاية لكي يعطي المزيد. وللآسف الشديد الثقافة الرابحة في هذا الزمن الرديء من الطبل والزمر والرقص والكلام الفارغ في نشرتها الثقافية دون التنويه عن الأدباء والكتاب من أبناء الإسماعيلية والبحث عنهم. فإذا سألت عن إسم راقصة في آي مركز ثقافي بالإسماعيلية يعطوك علي الفور إسمها بالكامل وعنوانها ورقم تليفونها الموبايل وتليفون البقال والمكوجي إذا كان الخط مشغول. أما إذا سألت مدير قصر الثقافة بالإسماعيلية عن رواية لكاتب أو ديوان لشاعر من أبناء المدينة مثل الصحفي الكبير الراحل فتحي رزق مدير مكتب أخبار اليوم موسوعة تاريخية موثقة بالصور والمستندات في كتاب (جسر علي قناة السويس) والكاتب الكبير الراحل سناء الحمد بدوي رئيس تحرير جريدة القناة سابقاً (أغاني سندباد) أو الشاعر الرحل سعيد سلام وديوان (وحلمت خير ) والكاتب الكبير فؤاد طلبة رواية (صديقي ) والكاتب الصحفي نحاس راضي مدير تحرير جريدة القناة سابقاً رواية (حدائق البرتقال ) والكاتب الصحفي العبد لله رئيس تحرير مجلة العالم العربي باللغتين العربية والإيطالية رواية (أنغام علي البيانو ) وهناك شعراء وأدباء رحلوا عن دنيانا ولم يستطيعوا أن ينشروا أعمالهم مثل الشاعر محمد الصادق وآخرين من الجيل الجديد لم تسعفني الذاكرة لكي اذكرهم جميعاً علماً بأنهم قد نشرت أعمالهم علي صفحات الجرائد بالمدينة فإذا ذهبت إلي قصر الثقافة وتسأل مديرها الهُمام عن أعمال أدبية لأبناء الإسماعيلية ينظر لك بنظرة إشمئزاز ويقول عليك أكيد أنت راجل مجنون وبتخرف. فأعمال هؤلاء الأدباء تجني ثمارها من خلال ضربة حظ تظهر لهم في الوقت المناسب حينما تأخذ طريقها للنجاح والوصول علي المستوي الدولي رغم رحيلهم أو من منهم لازال علي قيد الحياة. وهناك الكثيرون من الأدباء من أبناء الإسماعيلية في إنتظار ضربة حظ تحقق أحلامهم مثل ما حدث لكاتب صحفي من أبناء الإسماعيلية والتي نشرت أعماله باللغات الأجنبية وأجريت عليها أبحاث في أعرق الجامعات الأوروبية وسلطت عليها الأضواء في الخارج وشق طريقه بدون وساطة وبدون أن يتمسح للذين لا يعرفون قيمة أبناء الإسماعيلية وإعتمدوا فقط علي الأسماء التي تحتكرها وزارة الثقافة علي مدي أكثر من نصف قرن من الزمن . وحينما تتسلط الأضواء علي أحد من أبناء الإسماعيلية تتمسح المراكز الثقافية بالتقرب منه لتنال من الحب جانب من الأضواء وتدعي فيما بعد بأنها صاحبة الفضل الكبير ومساعدته للوصول إلي هذه المكانة الأدبية والعالمية ؟ .