إنتقدنا فى العام الماضى ما يحدث فى كواليس "جائزة دبى للصحافة" أو ما يطلق عليها أصحابها زوراً وبهتاناً "جائزة الصحافة العربية" من حيث مسمى الجائزة أو من حيث أسلوب إختيار الأعمال الفائزة والذى يشوبه شبهات من حيث سوء نية منظميها وعدم حياديتهم. ولكن جائزة هذا العام كان لها مذاق خاص كريه اللون وسئ المذاق والرائحة ليفضح من جديد وهم صناعة الحضارة والسلطوية بالمال والإبهار المُصطنع. وأكثر ما شد إنتباهى فى نتيجة هذا العام هو تواضع عدد الصحفيين المصريين المرشحين أو الفائزين والذين يعملون فى صحف مصرية بالمقارنة مع الأعوام السابقة على غير العادة ، وهذا ما يضع عدة علامات إستفهام عن السبب فى ذلك ؟؟ !!. وقد فاز هذا العام صحفيتان مصريتان فقط أولهما الصحفية "منى مدكور" من صحيفة "الوطن" المصرية عن عملها "من قلب الأرض المُقدسة وعمليات تهريب الأسلحة" والذى فازت به بجائزة الحوار الصحفي ، والثانية هى الصحفية "عزة مغازي" من صحيفة "الشروق" المصرية عن تحقيق بعنوان "فوضى الأدوية المغشوشة" والذى فازت به بجائزة الصحافة الاستقصائية .. والتى هى موضوع حديثنا. فنحن لن نتحدث عن باقى الجوائز حتى لا نطيل على القارئ ولكن سنتحدث فقط عن "جائزة الصحافة الإستقصائية" كمثال فاضح وواضح على سوء النية المبيتة وعدم الحيادية ، وعلى إتخاذ الجائزة كأداة لتحقيق أهداف سياسية وإقتصادية خفية. ومن المعروف إعلامياً وبإعتراف منظمى الجائزة بأن "نادى دبى للصحافة" يستلم سنوياً آلاف الأعمال من آلاف الصحفيين العرب ، وقد صرحوا بأنهم قد إستلموا هذا العام 5008 عمل صحفى من 5008 صحفى عربى ، وبالرغم من أننا نرى بأن هذا الرقم فيه مبالغة ولكننا سنتجاهل رؤيتنا وسنجيز تصريحاتهم. وبالتالى فعندما نكتشف بأن الثلاثة أعمال المرشحة لجائزة الصحافة الإستقصائية أصحابها من جنسية واحدة وهى الجنسية المصرية وبنفس الموضوع وهو موضوع "مافيا الدواء" بالرغم من أن القائمين على الجائزة قد تسلموا مئات الأعمال الصحفية الإستقصائية من صحفيين عرب من عدة جنسيات بحسب زعمهم ، فهذا ما يُشير إلى أن هناك توجه من القائمين على الجائزة بإظهار مشكلة معينة فى "مصر" لحاجة فى نفس يعقوب. والجدير بالذكر بأن مشكلة "مافيا الدواء" ليس بالموضوع المُميز أو المستحدث ليفوز بجائزة صحفية لأنها مشكلة تعانى منها مصر منذ عقود مضت ، وليست مصر فحسب ولكن أيضاً غالبية الدول فى منطقتنا الأفريقية والعربية ، بالإضافة إلى أن القائمين بهذه التحقيقات الإستقصائية قد خالفوا القانون وقاموا بأفعال مُجرَمَة يُعاقب عليها القانون مثل إنتحال الشخصية وصناعة دواء بدون ترخيص .. - هذا إن كانوا صادقين فيما كتبوه وأدعوه - ، وللأسف بسبب غياب الوعى القانونى والغيبوبة التى أصابت نقابة الصيادلة المصرية لم يحرك أحد ساكناً بعد نشر هذه التحقيقات. بل الأدهى من هذا أن العمل الفائز يمكننا أن نصفه مع إفتراضنا لأقصى درجات حُسن النية بأنه عمل "مُقتبس حرفياً" بتصرف من حلقة من برنامج "الصندوق الاسود" والذى أنتجته "قناة الجزيرة القطرية" تحت عنوان "بتصريح من وزارة الصحة" والذى تمت إذاعته فى عام 2013 ، أى قبل نشر التحقيق الصحفى فى جريدة الشروق بعام كامل. وأيضاً قد إكتشفنا بأن العمل الفائز بجائزة الصحافة الإستقصائية والذى نشرته جريدة "الشروق" المصرية قد تم تعديله بعد نشره بأكثر من ثلاثة أشهر وقبل إغلاق باب التقدم للجائزة بساعات ، وهذا ما يضع أيضاً علامات إستفهام وعلامات تعجب وشك حول ما يدور فى كواليس سيناريو هذه الجائزة "المشبوهة" والتى تحرض الصحفيين على مخالفة القانون مع سبق الإصرار والترصد !!.