كثيرا ما نقرأ عدة مقالات لكتاب عرب وأجانب منها من تنال إعجابنا وتترسخ في ذهننا لدرجة نحفظ بعضهاعن ظهر قلب من كثرة ما نقع في حب أسلوب كتابها ومنها من تمر علينا مرور الكرام وكأننا لم نقرأ منها حرف واحد. كذلك الشان بالنسبة للبرامج سواء كانت إذاعية أم تلفزية منها من تحفر علامة إعجاب بداخلنا وتجذب إنتباهنا من كثرة أناقة مذيعيها في طرح مواضيع جريئة بكل موضوعية ، ومنها لا داعي لإحراج مذيعيها. صراحة فكرت في كتابة هذا المقال لكي أصرح بحقيقة لا بد من قولها فليس كل من كتب حرفا أو أذاع خبرا أو قدم برنامجا هو خادم حقيقي لصاحبة الجلالة، لا أقول هذا الكلام من فراغ وإنما عشت تفاصيله خمسة أشهر بكل ثوانيها ، دقائقها، وساعاتها داخل إذاعة إستثنائية ، إستثناء لامسته لأول وهلة عندما حطت قدماي أمام أبوابها صراحة أحسست وكأني أمام أبواب سجن بكل المقاييس لا أمام وسيلة اختارت أن تخدم صاحبة الجلالة وترضي أذواق شعبها ، بصحفيين أقصد ب " سخافيين" لا يعرفون سوى منطق عرض عضلاتهم أمام المتدريين بدعوى تخضرمهم في المجال. بالله عليكم هل من له بالفعل تجربة في المجال الصحفي يطبق نظرية " نقل المواضيع بدون تغيير في الأسلوب وعرضها أمام المستمعين وكأنهم هم من تفننوا في كتابتها طبعا لأن أغلبية الناس لن يدركوا أن هذا الأسلوب ليس للمذيع الذي تعودوا على سماع برنامجه " التافه" المليئ فقط بالوصلات الإشهارية لكي تمر ساعته دون ملل من سماع صوت وكأنه يخطب أمام جنود لا أمامي وأمامك وأمامهم وأمامنا جميعا. بدعوى التجربة فالإذاعة " المحترمة" لا ترسل صحفييها إلى القيام بربورطاجات وتحقيقات وتغطيات لأن هذه الأجناس لا تناسب " سيادتهم" فقط تجاوزوا مرحلة إنجازها والنزول إلى الشارع لنقل هموم المواطن الذي لا حول له ولاقوة، الصحفي المتدرب هو من يتولى مهمة القيام بذلك وعندما يحضر المسكين المادة التي تعب في نقل تفاصيله إلى المستمع ينهال عليه النقذ من كل ناحية بدون سبب يذكر من طرف " العظماء" لأن المهم هو عرض عضلاتهم الفارغة لا غير. إذا اجتهدت أكثر وحاولت إثبات ذاتك وشخصيتك لكي يتعرف الناس على اسمك أكثر من وراء ميكرفون هذه الإذاعة ستفتح على نفسك أبواب جهنم وسيكون مصيرك " الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود". صحافيو أقصد " سخافيو هذه الوسيلة " المحترمة" لا يفرقوا بين كرسي البيت لمشاهدة فيلم أومسلسل وكرسي العمل. ف "سخافيات" هذه الإذاعة يجلسن لمشاهدة مسلسلات تركية في أوقات العمل طبعا لما العجلة مادامت نقرة من هنا ونقرة من هناك ستحل المشكلة. "المحترمات" لا يتبعهن ربورطاج أو تحقيق مطالبات بإنجازه فقط نسخ الأخبار والدخول إلى الإستديو لاستظهارها كالمحفوظات لا غير مادامت وكالات الأنباء و"لله الحمد" موجودة لماذا يزعجن أنفسهن. ليس بالضرورة أن تكون صحفي حتى تتعلم أن مكتب العمل ليس المكان المناسب لتناول الطعام . لأننا بشر والبشر يجب أن يعلم أن لكل مقام مقال. لكن " السخافيون المحترمون" يتناولون أطعمتهم الدسمة أمام الكمبيوتر وأوراق النشرات والمواجيز " المنقولة" ليس حبهم في العمل بل حبهم في " العشق الممنوع "و" فاطمة غول" وغيرها من السيناريوهات التركية. مدير هذه الإذاعة المحترمة لازال لا يفرق بين مهنة المتاعب ومهنة " عامل النظافة" مع احترامي لهذه الفئة من الناس أتعرفون لماذا لأن الراتب الشهري الذي يستلمه عامل النظافة مثله يستلمه رجل المتاعب بدون زيادة أو نقصان. راتب لا يكفيك حتى في تغطية مصاريف شراء معجون الأسنان. ألم أقل لكم في البداية إنها إذاعة إستثنائية حاولوا إغتصاب حلمي بأن أصبح مذيعة بشتى الوسائل حتى اتهموني بالجنون لذلك قررت أن ينتهي مشواري معهم، فأنا لا أقدر أن أستحمل متعجرفين لا يعرفون سوى نفخ العضلات كالدمى. من هذا المنبر أقول لهم " لن أستسلم سأظل صحفية حتى لو وقفت أمامي مئة عقبة وعقبة.