تنظر إليك بنظرات غريبة، تجذبك بحركات مثيرة، ثم تهمس لك في أذناك بصوت عذب " تعجبني كثيرا هل تقبل دعوتي للعشاء اليوم". لم يعد يقتصر التحرش الجنسي على المرأة فقط وما تعانيه كل يوم من مضايقات يكون سببها آدم حتى تعودنا على سماع صرخات الأنثى، التي ضاقت درعا بسبب وقاحة الرجال دون جدوى. لكن ماذا لو انقلبت الآية، وأصبح للتحرش طعم أنثوي، يقولون إن كيد النساء لعظيم وعندما ترسم لك حواء طريقا في رأسها فلن تقدر على مقاومة إعجابك والأهم من ذلك " قلقك" تجاه هذا التصرف. محمد شاب في الثلاثنيات من عمره، يشتغل في إحدى الشركات عاش تجربة إغواء حواء له بشتى الوسائل حتى كاد أن يفقد وظيفته، بسبب عدم تلبية طلبها الشهواني يقول ل " الاسماعلية بريس" " لم أكن أظن يوما أنني سأكون مركز إغواء للنساء وخاصة رئيسة القسم الذي أشتغل به، إذ لا تتوانى يوما عن إبراز إعجابها بي بألفاظ جنسية، تتبعها دائما حركات إغراء واضحة، وصلت بها إلى درجة تقبيلي محاولة حل زرار قميصي، مضيفا "لم يعجبني قط هذا التصرف حاولت في كل مرة صدها عن طريقي لولا ستر الله لفقدت وظيفتي بسبب حماقتها الغير المبررة، صراحة يقولها مبتسما " إن كيدكن لعظيم". على عكس محمد فإن حسام الشاب العشريني، لا يخفي إعجابه بأن تتحرش النساء به على الرحب والسعة كما يقول، فهو يعيش كل يوم حالة تحرش من طرف شابات حييه، يقول ل "الاسماعلية بريس" " أعرف جيدا أن نساء الحي الذي أقطن به وخاصة المراهقات منهن يتحرشن بي، تارة بالألفاظ وتارة أخرى بنظرات، ذات مرة كنت مارا بجانبهن بالصدفة وسألت إحداها الأخرى " ماهذا الجمال هل ممكن أن يكون مخطوبا" ابتسمت وسألت نفسي " بما أنني وسيم إلى هذه الدرجة إذا لما أشتغل إطار بنكي؟ مكاني هو هوليود بقرب النجوم وليس البنوك ، يقولها ضاحكا. أما بالنسبة لعادل مدرس اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس الخاصة، تعرض هو الآخر للتحرش من قبل إحدى طالباته هذه الأخيرة حسب قوله لم تخفي إعجابها به يقول ل " الاسماعلية بريس" " كانت تحاول جذبي لها إن كان باللفظ أو بالملابس القصيرة الكاشفة التي ترتديها، محاولة إغوائي بجميع الطرق، وكأنني سمكة تحاول اصطيادها ، حتى زملائها في الفصل لاحظوا ذلك. في الأخير لن تلام هي على هذا السلوك المرفوض بل أنا من سيلام على أساس أن الرجل هو الذي يتحرش بالمرأة وليس العكس. هي إذن قصص ثلاثة رجال حاولن ثلاثة نساء إيقاعهن في شباكهن لكن دون جدوى. .. هذه المرة آدم يقاوم حواء ولا ينصاع لرغباتها، منهم من تجنب كيدها ومنهم من استمتع وهو يسمع ندائها الممزوج بالدلع وأحمر الشفاه. في النهاية يسمى تحرش جنسي وإن كان من طرف الجنس اللطيف وبهذا تكون حواء كسرت مفهوم الحياء وحل محله مفهوم الجرأة على قول كلام تعودنا أن الرجل هو من يتولى مهمة قوله.