"وجه واحد وألف شخصية" نعم هذه شفرة أغلب الرجال العرب، حقيقة لايمكن إنكارها، أو محاولة إخفاء معالمها، فأغلب النساء يشتكين من شخصيتك يا عربي، يحاولن فهمك وتحليل تصرفاتك بكل كتب المنطق الموجودة فوق هذه الأرض، لكن دون جدوى. هل تعرف لماذا ؟ لأنك بكل بساطة تعاني من انفصام في الشخصية. لا تنزعج، اقرأ ما تبقى من المقال وصارح نفسك في سرك هل أنا فعلا وباقي النساء محقات أم لا. مهما بلغت من درجات العلم وحصلت على أعلى الشواهد الجامعية فإن لازمة "سي سيد" تسيطر على شخصيتك، ولا تحاول التخلص منها أبدا، والدليل عندما تسألك حواء عن رأيك في الحب تجيبها بكل ثقة، عن ضرورة إقامة علاقة مبنية على الإنفتاح والحرية لفهم الآخر، وأن لا مانع لديك من أن تذهب أنت وهي إلى الأماكن العمومية ومسك يدها أمام الملأ، بدعوى أنها " زوجتك المستقبلية"، لكن عندما تقوم أختك بنفس التصرف مع آدم، يجن جنونك محاولا تكسير رأسها وقطع لسانها إن أمكن، نعم حرام على أهل بيتك وحلال على ابنة الجيران وزميلة العمل وبنات العالم أجمعين. حتى عندما تفكر في الإستقرار والزواج، فإنك تضع قائمة من الشروط يجب أن تتوفر في شريكة حياتك المستقبلية، كأن تكون متعلمة، جميلة ومنفتحة، والأهم من ذلك أن يكون لديها راتب شهري محترم، وعندما يقف الأمر عند الجد، تسلم هذه المهمة إلى والدتك. في الأخير تتزوج زواج تقليدي، بامرأة لا تعرف عن أسلوب عيشها شيئا، فقط صورتها التي مدتها لك أمك. أمام أصدقائك في المقهى تنادي بالمساواة والديمقراطية بين الجنسين، وضرورة تبادل الأفكار واحترام الآراء مهما اختلفت، لكن بمجرد دخولك إلى البيت حتى تنقلب المساواة عنصرية والديمقراطية ديكتاتورية، مرسلا صاعقة غضبك على زوجتك وأولادك لأتفه الأسباب. تسب وتلعن، كثرة القنوات الفضائية واصفا إياها بالمنحلة أخلاقيا، وتتهمها بنشر الفساد وسط الشباب، لكن بمجرد أن ينشر الليل سواده حتى تتسلل بخفية كاللص خوفا من زوجتك، لكي تسقي عيناك بشهوة مشاهدة صدور المغنيات الفاتنة، ووسط الراقصات الذي يهتز بلا توقف. تحب دائما أن ترى المرأة أنيقة كاشفة عن محاسن جسمها، بدعوى أنها امرأة عصرية و"كول"، حيث لا تتردد ولو للحظة في معاكستها في الشوارع بالألفاظ وقد تصل بك درجة الوقاحة إلى اللمس، أما أمك، أختك، أو زوجتك تفرض عليهن لبس البرقع لكي لا يقعن فريسة سهلة لأنياب المتحرشين. يجن جنونك، عندما تعلم أن رئيسك يمدح في عمل زميلة لك، ويقرر زيادة راتبها وترقيتها في الرتبة، فتقرر بعدها التحالف مع الشيطان، محاولا محاربتها، وإزاحتها بكل الوسائل عن طريقك، حتى لو وصلت بك الدرجة إلى الطعن في شرفها بدعوى أنها "عشيقة المدير" رغم أنك تعلم جيدا أنها نالت هذه الدرجة بكدها وجدها وتفانيها في العمل. لا تتوانى أبدا في أن تثبت لزملائك، بأنك رجل "مودرن" تحب مساعدة زوجتك في الأعمال المنزلية، من تقشير الخضروات وتحضير الوجبات، لكن عندما ترن أمعاءك من كثرة الجوع يتبخر كل هذا، تعامل زوجتك كالخادمة، وتنسى تقشير البطاطس وغسل الأواني. والآن بعد أن قرات هذا المقال، هل أخطأت حواء في حقك يا آدم، أم أنها كانت على صواب. لا عليك أنت معذور في ذلك نشأت وسط مجتمع يقدس مكانتك ويجعلك مركز الكون، و"كلامك هو اللي غايمشي" أما الشعارات التي ترفعها لتطبيق المساواة بينك وبين حواء، لا أساس لها مجرد كلام ذهب مع الريح، فكل الحقوق لك أما بالنسبة لها، فهي مجرد تابعة لك تحركها كما تشاء وقت ما تشاء. لا تنزعج هذه حقيقة لا يمكنك إنكارها.