كل الأباء والأمهات الذين لديهم أبناء بالجامعة يحلمون بيوم تخرجهم .. فالأب يحرم نفسه من الكثير حتى ينهى إبنه دراسته الجامعية ويكون مسئولاً عن نفسه وعضو عامل وفاعل بالمجتمع. وخلال الأيام الماضية شاهدت بعينى دموع أباء وأمهات من مختلف محافظات مصر لم يلتحق أولادهم بالمدن الجامعية لأسباب ليس للجامعة دخل فيها ، بل هى قواعد وشروط القبول بالمدن الجامعية. ولكن شعور المسؤولين بالأبوة ومسئولياتهم تجاه أولادهم الطلاب تم قبول الكثير والكثيرات منهم وتوفير أماكن لهم قدر المستطاع. أيضاً الجامعة من رسالتها توفير المناخ الجيد والمناسب للأبناء لتلقى العلم والمعرفة ، والمفترض أن الطالب والطالبة إلتحقوا بالجامعة لنهل هذا العلم وإتقانه طوال سنوات الدراسة الجامعية وليتفوق من يتفوق وينضم لقافلة التعليم الجامعى أو يسلك طريقاً آخر ولكنه بلا شك مفيد للمجتمع. أما الذى يحدث الآن بالجامعة بعيد كل البعد عن العلم ، فغير معقول أن يكون النسبة العظمى من الطلاب يريدون العلم والتعلم ويعوقهم قلة قليلة بلا شك ضالة فى الفكر يحركهم أناس هم بلا شك أعداء للوطن ولا يحبون شباب مصر. هؤلاء القلة يعطلون العملية التعليمية بل ويكدرون الصفو العام داخل الجامعة وخارجها ، وهذا ما حدث فى جامعات المنصورة والأزهر والزقازيق ، وتعطلت الدراسة بالأزهر حتى نهاية أكتوبر ، وربما يحدث ما هو أكثر عنفاً بجامعات أخرى. إذن المطلوب قرار يحمل بين بنوده منع التظاهرات والإحتجاجات داخل سور الحرم الجامعى نهائياً وأن ينفذ هذا القانون بأى وسيلة وحرمان من يخالف ذلك بالفصل من الجامعة حتى يعود للحرم الجامعى قدسيته. فنحن نقول : "الحَرَم" .. أى المكان : المحترم .. المقدس .. الأمن .. والذى لايتم فيه أى جرم أو إخلال لنظامه ، فما بالك بطلاب ليسوا بطلبة علم يحملون الأسلحة أى كان نوعها يهددون الحياة الجامعية. الطالب له رسالة والأستاذ لديه رسالة .. الطالب عليه أن يتلقى العلم والمعرفة والأستاذ مهمته تلقينه هذا العلم ، ولا أعتقد أن الأساتذة يقصرون فى ذلك. إن مصرنا الغالية تمر بمرحلة غاية الحساسية وهى مرحلة إنتقالية .. قيادات جديدة ودستور جديد وديمقراطية جديدة وعلينا أن نصبر على بعض وألا يتعجل الآخر فى مطالبه حتى نصل ببلدنا إلى ما نبغاه من حرية وعيش أفضل. على شباب الجامعة وهم أمل الأمة أن يدركوا أن المتربصين بمصر كُثر وأن المدخل لتحقيق أطماعهم هم شباب الجامعة. ولهذا يجب أن نفوت عليهم الفرصة بقليل من الإلتزام وأن نبتعد عن الأمور السياسية وصراعاتها خارج أسوار الجامعة وأن نترك الحرم الجامعى للعلم والأنشطة الطلابية التى توليها الجامعة إهتماماً كبيراً ، لأن هذه الأنشطة هى التى تحقق البطل والقائد والدليل أن قادة اليوم الذين يتقلدون ارفع المناصب فى ربوع الوطن كانوا طلابا جامعيين ناجحون فى دراستهم متميزون فى نشاطهم فأستحقوا هذا التميز. فالمحافظة على الوطن تبدأ بالمحافظة على الحرم الجامعى.