لم يجد الشاب الثلاثيني أو ذلك الذئب البشري سوي ابنة الجيران الطفلة البريئة التي لم تكمل عامها الثالث لكي ينفذ جريمته الشنعاء لإشباع رغبته الجنسية بدون وعي أو إدراك لخطورة ما يفعل ودون ان تأخذه شفقة أو رحمة بها. انقض عليها محاولاً افتراسها فصرخت كثيراً لعل أحد يسمعها وينقذها من بين أنيابه لكنه أبى أن يتركها لحالها ، فقام بالتخلص منها بخنقها حتى لا ينكشف أمره وفر هارباً .. تفاصيل تلك الجريمة الشنعاء التي وقعت في مركز دمنهور بالبحيرة نرصدها في السطور القادمة كان الجو هادئاً والسماء تملؤها بعض الغيوم والظلام بدأ يتسلل معلناً قرب رحيل النهار ودخول الليل في ذلك الشارع الهادئ بإحدى قري مركز دمنهور حيث يلهو الأطفال مع بعضهم , هكذا تسير الأمور بشكل طبيعي كالمعتاد , وسط هؤلاء الأطفال الصغار وقفت الطفلة هدير ذات الثلاث سنوات تلهو وتندمج مع قرنائها الذين بدأوا ينسحبون ويتقلصون لكن الطفلة هدير أبت ان تترك اللهو رغم مناداة والدها لها كثيراً فظلت تلهو في الشارع بمفردها , لم تكن تدرى أن هناك ذئباً بشرياً سوف يتربص بها , وبمنتهي البراءة أمسكت الطفلة عروستها الصغيرة وراحت تلهو وتحدثها كما لو كانت تحدث طفلة معها , علي بعد خطوات بسيطة كان يقف أحد الجيران ذات الثلاثين عاماً وفي يده سيجارة الحشيش متأملاً الطفلة وينظر لها نظرات غير عادية فقد زين له الشيطان الصورة وهيأ له الجو المناسب لكي يفترسها , اقترب منها وبدأ يداعبها ويلهو معها وبمنتهي البراءة بادلته اللعب حتى استدرجها بعيداً عن الشارع وتوجه بها لمنطقة زراعية مهجورة بالقرب من المنزل وهناك أظهر لها وجهه القبيح , لم تكن تعلم الطفلة ماذا يريد منها لكنها شعرت بخوف شديد لبعدها عن أسرتها فحاولت البكاء مرددة " عايزه ماما " , كان الذئب البشري قد هيأ نفسه لتنفيذ جريمته فاقترب منها محاولاً تجريدها من ملابسها فصرخت صراخاً شديداً محاولة الهروب من تحت أنيابه لكن لم تجد من يغيثها بينما هو ظل يحاول اكمال جريمته فأدرك أن صوت صراخها سوف يكشفه فلم يجد امامه سوي ضربها وكتم انفاسها حتي تسكت فوضع يده علي فمها حتي فقدت الوعي تماماً ثم هم مسرعاً قبل أن يكشفه أحد وهرب بعيداً عن المكان. في منزل الأسرة القريب من الواقعة وقف الأب ينادي على ابنته بعد ان استغيبها ولم يسمع صوتها فبدأ القلق يتسلل بداخله وظل يبحث عنها في كل مكان في أرجاء الشارع ويسأل الجيران عن هدير فلم يجد الإجابة , تجمع الجيران حوله يبحثون عن الطفلة في كل مكان ومنهم من سارع بالنداء عبر ميكروفون المسجد ووقف المتهم وسطهم متظاهراً بالبحث عنها وعلي وجهه علامات القلق , مر الوقت بصعوبة وتضاءل الأمل في العثور علي الطفلة التي أصبحت ذكرى حتى تمكن بعض الأهالي من الكشف عن مكانها ليجدوها ملقاة على الأرض فحملها والدها محاولاً افاقتها بشتي الطرق على أمل أن تكون فاقدة للوعي فقط لكنها لفظت انفاسها الأخيرة . انتقل ضباط المباحث لمكان الواقعة للمعاينة وتبين لهم وجود كدمات برقبة المجني عليها وخدوش بالوجه , توجه رئيس المباحث بسؤاله المعتاد لوالد الطفلة " تتهم مين بارتكاب الواقعة ؟ " لم يكن لدي الأب المكلوم رد علي السؤال فأجابه قائلاً " بنتي كانت بتلعب في الشارع مع ولاد الجيران واختفت حتي وجدناها مقتولة والناس كلهم بيحبوها . علي الفور تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف مدير إدارة البحث الجنائي بالبحيرة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام لكشف ملابسات الواقعة وأسفرت جهود فريق البحث عن تحديد مرتكب الواقعة والذي اتضح انه أحد جيران أسرة المجني عليها "عاطل" يبلغ من العمر 33 عاماً وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيلياً بارتكاب الحادث مؤكداً أنه أثناء سيره أمام منزل الطفلة المجنى عليها شاهدها بمفردها فقام باستدراجها للأرض الزراعية المجاورة لمنزلها ولدى محاولته التعدي عليها قامت بالاستغاثة مما دفعه إلى كتم أنفاسها وخنقها بيديه فأودى بحياتها وفر هارباً وبعرض المتهم على النيابة العامة قررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق وتم تجديدهم 15 يوماً أخرى .