علينا أن نعترف ضمنياً أننا نعيش علي هذة الأرض، ننعم بالسلام والأمان فيها، لأن هناك أشخاص غيرنا، لا تربطنا بهم سابق معرفة، ضحوا بحايتهم حتى نصل إلى ما نحن عليه الأن، ولولاهم، ما كنا هنا، ولباتت مصر مستنقع يضم الإرهاب والتطرف فى جوفه، وأنهم، وحدهم، هم من ساقونا ببصيرتهم إلى مستقبل أفضل، شهيد يسلم الراية لشهيد، ليتركونا نقطف ثمار جهدهم وتضحيتهم. صورة واحدة، جمعت شهيدين، كل واحداً منهم يؤدى خدمته فى مكان غير الأخر، لكنهم اجتمعوا على التضحية، وبذل الغالى والثمين لرفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه. فى الصورة، تجد شباب مصر الأبطال، شهيد يصور شهيد، وضحكتهم هى أخر ما نعرفه عنهم، كأنها رسالة اجتمعا الاثنين على أن يرسلاها لنا، مضمونها الشهادة، وسلاحها الضحكة التى تغتال كل أوجة الإرهاب والتطرف. فى الصورة، تجد الروح التى امتزجت بحب العطاء، تجد سبيل الحق، ولمعان النصر فى أشد الظروف وأحلك الأوقات، شهيد يرفع يده، ويمسك هاتفه المحمول، ليصطف خلفة شهيد أخر، ويصورا أنفسهم صورة "سيلفى" خالد، وعلامة فارقة فى تضحيات قوات شرطتنا البواسل، وتاريخ لكل من يأتى بعدهم، وسيلحق بهم. البداية كانت باستشهاد الرائد "ماجد عبد الرازق" معاون مباحث قسم النزهة، وذلك بعد اشتباهه فى سيارة "هيونداى ماتريكس" سوداء اللون في شارع طه حسين، يستقلها 4 أشخاص، وأثناء ترجله لفحص السيارة، قام أحد ركاب السيارة بالنزول مترجلاً باتجاه سيارة الشرطة، وأطلق عليها النار من بندقية آلية، ثم لاذ الجناة بالفرار، وأسفر الحادث عن استشهاده، والسائق سيد عبدالعال، فضلاً عن إصابة أمينَى شرطة عبدالعال محمد، وفرج أحمد، من قوة مباحث قسم النزهة. الجدير بالذكر أن الرائد "ماجد عبد الرازق" قد أتم حفظ القرأن من عام، وهو زوج ابنة الشهيد العميد وائل طاحون، مفتش مباحث القاهرة. ليلحق الشهيد بحماه الشهيد، ويترك ابنته "ليلى" وهى لم تتجاوز بعد 7 أيام، دون حتى أن يفرح بسبوعها. بعدها بأقل من يومين، لحق به الشهيد الرائد "ماجد صبري" رئيس مباحث قسم الشيخ زويد، أثناء قيام قوة أمنية بإجراء عملية تمشيط بمنطقة السوق بدائرة قسم شرطة الشيخ زويد، فقام انتحارى يبلغ من العمر 15 عاما بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية، مما أسفر عن استشهاد ضابطين وفردى شرطة فضلًا عن استشهاد ثلاثة مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بالإضافة إلى إصابة 26 من المواطنين، وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج. داخل الصورة، ترى أرواح عانقت تراب هذا الأرض، التفاصيل الكاملة لرحلة كفاح بدايتها ضحكة، وما آلت إليه، شهادة، لتكون قصة كفاهم نبراساً نهتدى به فى طريقنا، الذى لولاهم لكان مظلماً إلى يومنا هذا.