أصبحنا في زمن لا نأمن فيه علي فلذات أكبادنا في الشوارع وهناك من يتربص بهم وينسج الحيل الشيطانية لخطف أرواحهم وإنزال الفجيعة في قلوب ذويهم؟ جريمة بشعة ارتكبت في حق طفلة لا يتجاوز عمرها 10أعوام ، حينما وجدت جثتها ملقاة في أحد الأراضي الزراعية، والكلاب تنهش فيها، بعد أسبوعين من اختفائها. تفاصيل تلك القصة التي تجاوزت الخيال بل الكابوس المرعب ترويها السطور التالية. فاطمة إبراهيم، طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، تسكن بقرية "20"، بمنطقة الحفير التابعة لمركز شرطة الستاموني، بمحافظة الدقهلية، مع أسرتها البسيطة التي تتكون من أربعة أشخاص، كانت فاطمة متفوقة في دراستها، لا تعشق سوى الدراسة والمذاكرة، ليس كالأطفال الذين يعشقون اللعب أكثر من المذاكرة، كان حلمها الذي تسعى لتحقيقه هو أن تصبح طبيبة، ولكن القدر لم يمهلها لحظة واحدة لتحقيق ما تتمنى، فمنذ أسبوعين كانت تستعد المسكينة، لتذهب إلى الدرس في القرية المجاورة، التي تبعد ما يقرب من 5 كيلو عن قريتها، وخلال تلك المسافة إما أن تستقل "موتوسيكل"، أو "توك توك"، لتوصيلها لهناك، أخذت فاطمة الدرس، وبعدما انتهت منه، أخذت تلهو وتلعب كعادتها مع صديقاتها، وفي لمح البصر اختفت فاطمة عن الأنظار وكأن الأرض ابتلعتها، مرت ساعات طويلة ولم تعد فاطمة لمنزلها، بدأ القلق يساور عقل وقلب أمها وأبيها، اللذان خرجا للبحث عنها في كل الشوارع، وسؤال معلمها، وصديقاتها، ولكن لا أثر لها، وفي غمضة عين، هبت القرية بأكملها للبحث عن تلك الطفلة المسكينة ولكن دون جدوى. لم يجد الأب أمامه سوى الذهاب إلى قسم الشرطة لتحرير محضرًا باختفاء ابنته، واتهم في المحضر رقم 9 لسنة 2019، ابن عمه لوجود خلافات بينهما على قطعة أرض، بدأت المباحث في تحرياتها عن الواقعة، وأحضرت ابن عم والد الطفلة المختفية، ولكن تم إخلاء سبيله لعدم وجود دليل ضده. بدأ الكل يبحث عنها هنا وهناك، ووضعوا صورتها على الفيس بوك على أمل أن يعثر عليها أحد، وخصص والدها مكافأة مالية قدرها مائة ألف جنيه لمن يعثر عليها، كل محاولات الأسرة المسكينة باءت بالفشل. وبدأ الحزن يرسم خيوطه داخل بيت فاطمة، وتبدلت الفرحة والبهجة إلى تعاسة وحزن، بلغ القلق والخوف لدى أسرتها، أقصى درجاته، لمدة أسبوعين والطفلة مختفية، لم يذق أهلها طعم النوم، لم يتركوا مكان إلا وبحثوا فيه. وكانت المفاجأة بعد أسبوعين من اختفائها، عندما كان أحد الفلاحين ذاهبًا إلى أرضه الزراعية، لمباشرة أعماله فيها، سمع نباح الكلاب بطريقة متواصلة ومستمرة، فهو لم يعتد على سماع هذا النباح من قبل، ذهب سريعًا لمعرفة ما يحدث، وكانت الصاعقة جثة طفلة ملقاة على وجهها والكلاب تنهش في جثتها، بدأ يصرخ بأعلى صوته، إلى أن اجتمع أهل القرية لمعرفة ما يحدث، وكانت جثة تلك الطفلة المسكينة. التقت "أخبار الحوادث" بأسرة تلك الطفلة لمعرفة ما حدث؟، فبدأ الأب حديثه معنا قائلًا: "أنا فلاح بسيط، ليس لدي عداوة مع أحد، لدي من الأبناء أربعة، لكن فاطمة كانت أعز عندي من الكل، طفلة جميلة، الكل يحبها، كانت متفوقة في دراستها، ولكن حرموني منها في غمضة عين، أي ذنب اقترفته تلك الطفلة لتقتل وتلقى للكلاب تنهش جسدها بهذا الشكل". وعن يوم الاختفاء، قال: "يوم اختفاء فاطمة كان عندها درسين، أحدهما الساعة واحدة، والثاني الساعة أربعة عصرًا، خلال الفترة بين الدرسين كانت تعود للبيت، ولكن هذا اليوم لم تعد، فاتصلت بوالدتها فأبلغتني أنها أخذت كتب الدرسين معها، واعتقدناأنها ستذهب للاثنين سويًا، ثم تعود للبيت، فعاودت الاتصال بمدرسها ولكنه أبلغني أنها لم تأت بعد، لم انتظر لحظة واحدة، وبدأت أبحث عنها هنا وهناك، لم أترك مكان إلا وبحثت فيه عنها، أسبوعين،وأنا يوميًا أذهب إلى كل مكان لمجرد أن يبلغني أحد أنه عثر على طفلة أو جثة، ولكن دون جدوى". وعن يوم العثور عن جثتها قال: "في هذا اليوم كنت في قسم الشرطة، واتصل بي ابن عمي ليبلغني أنهم عثروا على جثة طفلة، في القرية المجاورة لنا، فقولت له اذهب لهناك وبلغني، عندما ذهب وجدها هيفاطمة، فاتصل بي ليبلغني أنها وجدت مقتولة، لم أقل له سوى استر ابنتي، ذهبت مسرعًا لهناك لأرى ابنتي للمرة الأخيرة". بدأت الدموع تسيل من أعين هذا الأب بغزارة لوجود مشهد واحد فقط أمامه ، تقشعر له الأبدان، هو جثة ابنته المقتولة، والكلاب تأكل، بل أكلت من لحمها، التقط أنفاسه، ومسح دموعه، واستكمل حديثه:" أنا لا أتهم أحد في قتل ابنتي، ولكني لا أريد سوى حقها، حسبي الله ونعم الوكيل فيمن حرمني منها".