علي عكس ما يتصور البعض أن اللص دائما يتمتع بالذكاء، وأنه لا يقبل على جريمة إلا بعد أن يكون خطط لها جيدًا، منذ لحظة دخوله مسرح الجريمة وحتى الخروج منها، وأنه ايضا وضع البديل لكل مفاجأة قد تقع له! ولكن في هاتين الواقعتين اللتان دارتا بمحافظتى الجيزة وبورسعيد تؤكد أن أي لص قد ينجح في تنفيذ مخططه لكن حتمًا يترك وراءه الدليل الذي يقود إليه، قرر فرد أمن مفصول بكلية التربية الرياضية بفيصل سرقة ماكينة الصراف الآلي، أعتقد أن معرفته لكواليس الحركة التأمنية داخل الجامعة ستكون طوق النجاة له، وسيحصل على ما يريد دون أكتشاف جريمته، لم يختلف الحال بالواقعة الثانية حيث ظن ثلاثة عاطلين أنهم قادرون على تحطيم ماكينة الصراف الالى والحصول على الأموال الكثيرة وستكون ضربة العمر، ولكنهم سريعا ما سقطوا! "محمد.م" 27 سنة طالب جامعى، ولكنه قرر أن يعمل كفرد أمن لكسب لقمة العيش الحلال، وبالفعل نجح فى العمل وأصبح من فريق أمن كلية تربية رياضية بالجيزة، لم يستطع خلال عمله فى الحصول على شهادته التى طال انتظارها، فعدم تواجده فى كليته والالتزام بمواعيد الأمتحانات كان السبب الأول فى رسوبه باستمرار، مرت الأيام والليالى وقرر الشاب ترك العمل، والبحث عن آخر يجعله من الاغنياء فى غمضة عين، أستمر الحال حتى جاءته فكرة شيطانية. سرقة ماكينة الصرف الألى الموجوده داخل عمله السابق "كلية تربية رياضية"، هي هدفه، فعلمه بإجراءات التأمين وتحركات أفراد الأمن الإدارى أثناء الفترة الليلية، يجعله قادرا على أختراقها وتنفيذ مخططه، وبالفعل قام بشراء صاروخ كهربائى ونجح فى أخفاءه داخل الملعب الخماسى بالكلية، وبعد ساعات النهار الطويلة نجح فى تسلق سور الكلية والحصول على "الصاروخ" وبدأ فى نشر الباب الحديدى بالغرفة الخاصة بماكينة الصراف الآلى، وقبل إتمام العملية شعر بالخوف، وبدأت دقات القلب تتزايد، فترك ما كان يفعله وهرب وقام بالتخلص من اداوات الجريمة فى صندوق قمامه قريب من الكلية، ولكن الخوف مازال يطارده، معتقداً أن كاميرات مراقبة بالوحدة الخلفية بماكينة الصراف ستلتقط صورته. لم تمر سوى ساعات قليلة وكان رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية يتلقى بلاغ من موظف البنك يؤكد فيه اكتشافه وجود كسر بالباب الحديدى الخاص بغرفة تغذية ماكينة الصارف الالى التابعة للبنك داخل سور كلية التربية الرياضية بشارع فيصل، وأضاف عدم سرقة أى مبالغ مالية من داخل الخزينة، لتبدأ رحلة البحث التحري، وفى أقل من ساعة تمكنت وحدة المباحث من تحديد اللص الغبى "محمد.م"، وبتكثيف الجهود الأمنية تمكنت القوات من القبض عليه، وبمناقشته أعترف بالجريمة، كما أكد أنه لم يسرق شئ فبعد التنفيذ تذكر أن هناك كاميرا خلفيه بالماكينة فهرب، وتم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق . في بورسعيد! الغباء واحد ولكن الحكاية كانت مختلفه قليلاً بمنطقة الزهور ببورسعيد، تلقت الأجهزة الأمنية بالمديرية بلاغاً من مشرف مركز تجميع ماكينات الصرراف الآلى بأحد البنوك بوجود إتلاف وعطل بإحدى ماكينات النقود . بدأت التحريات السرية، ومتابعة كاميرات المراقبة، فتمكنت القوات من تحديد هوية المتهمين وتبين أنهم مسجلين وكونا تشكيلا عصابيا تخصص فى السرقة، ويتكثيف الجهود الأمنية والمراقبة السرية تمكنت القوات من إلقاء القبض على "جابر.أ" 26 سنة، عاطل وسبق إتهامه فى قضية سرقة، ومقيم بدائرة قسم شرطة المناخ، حال قيامه بسرقة ماكينة الصارف الآلى، وبحوزته "صاروخ ، إسطوانة صاروخ، 2 صفيحة منشار، مفك"، وبمواجهته إعترف بمحاولته سرقة الماكينة، وكذا إرتكابه واقعة سرقة ماكينة الصارف الآلى الأولي، وأن تلك العملية هى الثانية، وقال أنه اعتقد أنه سيحصل على المال الكثير من الماكينة دون الوصول إليه، وبتطوير المناقشة أعترف بباقى تشكيل العصابة، لم تمر سوى ساعات معدوده وكانت القوات تتمكن من القبض علي "حسن.ح" 35 سنة، مسجل خطر، "كريم.أ" 22 سنة، مقيمان بدائرة قسم شرطة الزهور، وبمواجهتهما أعترفا بالجريمة، كما أعترفا أنهم رفضوا الاشتراك فى العملية الثانية خوفاً من أكتشافهم، وخصوصاً بعدما أكد لهم أحد الاصدقاء أن ماكينة النقود بها كاميرات، أيضا اشتركوا فى سرقة ماكينة الصرراف الالي بمجمع البنوك، تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالة المتهمين الى النيابة .