تحولت شوارع القاهرة الكبرى إلى جراجات كبيرة لسيارات النقل الجماعي التي أصبح قائدوها فوق القانون وحولوا الشوارع الرئيسية الى مواقف عشوائية لتحميل الركاب ضاربين بالقانون عرض الحائط مستغلين غياب رجال المرور الذين يظهرون على فترات متباعدة. ووصل الحال الى درجة ان بعض الكباري العلوية المفترض ان تحقق السيولة المرورية تحولت هي الاخرى الى مواقف عشوائية بلا ضابط أو رابط . الكثافة المرورية تسببت في عشرات المشاجرات اليومية فضلا عن تأثيرها السلبي على حجم الانتاج وزيادة استهلاك الوقود . "أخبار الحوادث" من خلال هذا التحقيق الميداني نكشف عن بعض المواقف العشوائية بهدف مساعدة رجال المرور في الوصول اليها والاستجابة لصرخات المواطنين . بدايتنا كانت في ميدان السيدة عائشة والذي يعتبر من أكبر الميادين عشوائية في القاهرة فالفوضى هى العنوان الأمثل لذلك الميدان الذي تحول إلى موقف كبير عشوائي على الرغم من وجود موقف رسمي مرخص في المكان إلا أن أغلب سيارات الميكروباص لاتدخل الموقف بل أحتلت أسفل كوبري السيدة عائشة من كل الجهات لتحميل الركاب وذلك على الرغم من وجود عدد من رجال المرور في المكان بالإضافة لنقطة تمركز أمني إلا أن ذلك لم يمنع من تحول الميدان لموقف عشوائي . منطقة الإسعاف منطقة أخرى سيطرت عليها العشوائية وهى منطقة وسط البلد وتحديدا ميدان الإسعاف ففي ذلك المكان أسفل كوبري أكتوبر سيطر عليه البلطجية وسيارات الميكروباص والتي أغلقت الطريق الواصل من رمسيس حتى عبد المنعم رياض مما أدى لوجود كثافة مرورية كبيرة خاصة أن الطريق لايمر فيه أكثر من سيارتين في نفس الوقت احتلت سيارات الميكروباص حارة منهم وفي الحارة الأخرى تتقاسمها أيضا سيارات الميكروباص مع باقي السيارات من أتوبيسات وسيارات ملاكي مما يؤدي يوميا لزحمة رهيبة في ذلك المكان الحيوي والذي يقع على بعد أمتار قليلة من دار القضاء العالي أكبر محكمة قضائية في مصر لكن الفوضى المرورية لاتعرف أهمية ذلك المكان وذلك على الرغم من الحملات الكثيرة لشرطة المرور والمرافق والمباحث في تلك المنطقة لكن تستمر هذه الفوضى في ذلك الموقف العشوائي الكبير دون حل شارع الصحافة وعلى بعد أمتار من منطقة الإسعاف يقع شارع الصحافة الحيوي والذي زادت أهميته مع غلق بعض الشوارع الحيوية نتيجة أعمال إنشائية خاصة بمترو الأنفاق سيطر على مداخل مداخله سيارات الميكروباص وأصبح ذلك الشارع الذي يربط منطقة الكورنيش والقادم من الجيزة لشرق وشمال القاهرة موقف عشوائي لسيارات الميكروباص وبعدها أضيف إليهم موقف للتوك توك في نفس المكان وتحول الشارع الذي يتسع لأربع حارات لطريق مفرد لا تمر فيه إلا سيارة واحدة وبسرعة بسيطة حتى لاتصطدم بالسيارات المتوقفة في المكان والتي إحتلت ثلاث حارات كاملة وذلك على الرغم من تواجد رجل شرطة دائم في المكان لكن لايحدث شيء وحتى عندما تكون هناك حملات وهى كثيرة في ذلك الشارع بسبب المطالبات الصحفية والنشر لكنها كمثل أدوية المسكنات عندما تنتهي يعود الألم مرة آخرى لذلك الشارع . غمرة تختنق تخيل الجميع أن تواجد مترو الأنفاق سيساعد على تقليل الكثافة المرورية هذا صحيح بالتأكيد لكنه في منطقة غمرة غير ذلك فبجانب محطة المترو التي يقع بابها أعلى كوبري غمرة تحول المكان إلى موقف كبير عشوائي على الكوبري بسبب أن المكان هو منطقة متوسطة لعدد من المناطق في القاهرة لذلك يتواجد به عدد كبير من سيارات الميكروباص في موقف عشوائي يكبر كل يوم عن اليوم الذي قبله وطبعا دون وجود رقابة لتقليل الزحمة المرورية التي تكون أغلب ساعات اليوم في ذلك المكان . المعادى من أهم المناطق في القاهرة فهى تعتبر من المناطق الراقية المنظمة لكن في الفترة الآخيرة عندما دخلها التوكتوكوتحول إلى وسيلة مواصلات في ذلك المكان وأصبح له مواقف في عدد من طرق المعادي زادت الكثافة المرورية والزحمة في تلك المنطقة الهادئة وما زاد الطين بله هو تحول خارج محطة مترو المعادي لموقف سيارات وتكاتك حتى أصبح الشارع لايتحرك على الإطلاق فإذا كنت تعيس الحظ فتدخل في ذلك الشارع لإنك لن تخرج منه قبل عدة ساعات ومن يتحاول أن يتحدث مع هؤلاء البلطجية الذين يسيطرون على ذلك الموقف العشوائي يكون العقاب فوري في الشارع وعلى مرأى ومسمع الجميع لذلك تستمر الفوضى في المكان حتى يظهر مسؤول من الحي أو المرور ليحل ذلك الموضوع . شارع بورسعيد شارع بورسعيد هو واحد من اكبر الشوارع في العاصمة حيث يربط عدد من المناطق من السيدة زينب وصولا للعتبة مارا بالدرب الأحمر والحلمية الجديدة والجمالية وباب الخلق وباب الشعرية وغيرها من المناطق أما أهم معلم موجود في ذلك الشارع هو مقر مديرية أمن القاهرة لذلك كان من السيء هو أن يتحول كل ركن في ذلك الشارع لموقف عشوائي لسيارات الميكروباص مما يؤدي إلى زحمة مرورية رهيبة طوال ساعات اليوم ومن المثير أن يكون أحد هذه المواقف العشوائية على بعد 100 متر من مقر مديرية الأمن دون أن يكون هناك حملة واحدة لتنظيم ذلك الموقف على الأقل . شارع الهرم أما في شارع الهرم في الجيزة فقد سيطرت عليه سيارات الميكروباص خاصة على ناصية شارع العريش الذي تحول لموقف يسد الطريق لتصل للطالبية على بعد كيلو متر آخر فهناك تجد موقف عشوائي هو الأكبر في محافظة الجيزة بأكملها دون وجود أمني للسيطرة على ذلك الموقف الذي يغلق الشارع فقد يمر مواطن عادي من شارع الهرم والذي طوله 4 كيلو متر فقط في المعدل الطبيعي قد يخرج من الشارع بعد دقائق قليلة إذا لم يكن هناك مواقف عشوائية تؤدي لأزمات مرورية قد تجعله يستمر لعدة ساعات في ذلك الشارع قبل أن يتخطى هذه الكيلو مترات الأربعة والمثير في الأمر هو تواجد مقر محافظة الجيزة في الشارع وهى المسافة الوحيدة في الشارع التي لايوجد بها زحمة مرورية . ما زلنا في الجيزة في ميدان الكيت كات على كورنيش النيل والذي به نقطة مرور في قلب الميدان لكن سيارات الميكروباص احتلت ذلك الميدان بأكمله وزاد الأمر عندما تم غلق عدد من الشوارع المحيطة بالميدان بسبب أعمال مترو الأنفاق في تلك المنطقة . أما في المنيب وهى آخر المناطق التي كانت بها جولتنا فهو الميدان الأكبر في الجيزة فبه مواقف رسمية لأغلب محافظات الصعيد لكن بعض من قائدي سيارات الأجرة احتلوا الشوارع المحيطة بالمواقف العشوائية وخاصة أمام محطة مترو المنيب والذي يوصل لمنطقة جنوبالجيزة مما تحول إلى موقف عشوائي كبير دون وجود مروري .