مازال السحر الاسود والدجل والشعوزة معاني تضرب بجذورها في حياتنا وتؤثر فيها ونتأثر بها حيث شهدت قرية دناصور بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية قصة اغرب من الخيال لمدي تأثير السحر والشعوذة في حياة البسطاء ممن دفعتهم احلامهم الي السير في ذلك الركاب حيث فوجئ الاهالي بالقرية بسيدة تتحدث لهجة غريبة عليهم يبدو من ملامحها انها تنتمي لجنسية عربية تمارس افعالا عجيبة سرعان ما ان انتشر الخبر ان منزل المزارع محمد الصاوي به اعمال حفر غريبة استمرت لمدة اسبوع خلفت وراءها اكواما وتلالا من التراب بصورة تدعو للقلق بين الجميع بينما القاصي والداني يجد امامه سيدة في عقدها الرابع ذات ملامح جذابة تباشر اعمال الحفر بصورة اثارت دهشة الجميع لم يكن يتخيل الاهالي ان تلك المرأة ساحرة ودجالة تلعب بالسحر الاسود وترسم من خيالها عالما خاصا بها تؤثر من خلاله فيمن حولها وتسيطر عليهم في لحظات وسرعان ما تمارس جميع فنون الدجل والشعوذة معهم لتنال مرادها وامام ذلك الامر الجلل والغريب علي القرية بادر الاهالي بالشكوي ورفع الامر الي الجهات المعنية حيث ورد بلاغا الي الرائد خالد عبد الحليم رئيس مباحث مركز شرطة الشهداء بالامر الغريب لتبدأ سلسلة من التحريات باشراف اللواء جمال شكر مدير ادارة البحث الجنائي بتوجيهات من اللواء شريف البكباشي مدير امن المنوفية لتتحول المعلومة في مهدها الي سيناريو غريب لم يتوقعه احد حيث انتشر رجال الشرطة السرية يمشطون ارجاء القرية لجمع المعلومات حول ظروف تواجد تلك المرأة وطبيعة الممارسات العجيبة التي تقوم بها وبتكثيف الجهود التي باشرها الرائد خالد عبد الحليم كانت المفاجأة المدوية حيث انتقلت قوة من مباحث المركز لمتابعة المشهد ليتم الكشف عن مخطط من الدجل الاسود والسحر والشعوذة قامت به تلك المرأة والتي تبين من التحقيقات انها تدعي سهر الليالي الوكيل محمد المغربي 36 سنه وشهرتها الشيخة سهر الركامي تحمل الجنسية المغربية وفي اقوالها اشارت انها جاءت الي القرية برفقة محمد الصاوي موظفا بإحدي الشركات بمدينة الاسكندرية والتي تقيم بها حيث علمت ان لديه منزلا قديما ومهجورا وباستدراجه والقاء شباكها عليه اقنعته بان المنزل قد يكون به مخزن للآثار الفرعونية القديمة بما يعني انه في انتظار احد الكنوز التي ستحول حياته الي احلام وردية بعد استخراج تلك الآثار وبيعها مما يجعله في عداد الاثرياء اخذت سهر الليالي تنسج شباكها.العنكبوتية علي الضحية والذي لم يكذب خبرا ورضخ لسحرها الاسود ودجلها وبالفعل عقدا العزم علي التوجه للقرية وبدأ مرحلة الحفر اسفل العقار القديم واستقدم الضحية معه كل من عبد الوهاب محمد الصعيدي 35 سنه-ومحمد زكريا فرج 22 سنه-مزارعان-واستمرت اعمال الحفر باستخدام مواتير المياه لساعات طويلة من الليل مما ساهم في اصابة الاهالي والجيران بحالة من الملل والضجيج الامر الذي دفعهم للتبرم مرارا وتكرارا من تلك الافعال الغريبة عليهم وهم يرون بأعينهم كل يوم وليله تلالا من الركام والمخلفات تخرج لتضع حاجزا عملاقا يحول دون استمتاعهم برؤية الخضرة التي تكسو جنبات المكان وبضبط المتهمة ومن معها والادوات المستخدمة تبين انهم قاموا باعداد حفرة علي اعماق سحيقة تجاوزت 20 مترا اسفل باطن الارض وبسؤال المتهمة قالت كنت ابحث عن آثار تعود الي الملكة اوزوريس وبعرض المتهمة علي نيابة مركز الشهداء تقرر حبسها 4 ايام علي ذمة التحقيق ليسدل بذلك الستار علي واحدة من قصص الدجل والشعوذة والتي وجدت ارضا خصبة لتترعرع فيها بفضل الجهل والطمع الذي اعمي بصيرة ضحاياها ممن اطلقوا لخيالهم المريض العنان فسقطوا في بئر الجريمة واستيقظوا من احلامهم علي كوابيس سوداء.