هناك الكثيرون ممن لا يجدون مذاقا لرمضان حيث غابت عنهم ايامه ولياليه دون إرادتهم، تفرقت بهم السبل وغابت عنهم الاجواء الساحرة، تشتت الاهل والاقارب وأفراد الاسرة الواحدة، اسعدهم حظا من نجوا بحياتهم الا انهم فقدوا الوطن او فقدوا الامان على اراضيهم، ملايين اللاجئين السوريين يروون قصصهم لتتناقل الصحف مأساتهم وسط ردود أفعال روتينية. تفرق اهل سوريا واصبحوا لاجئين ما بين الدول العربية المجاورة أو الملاجئ العامة بأوروبا وبعضهم اختار الاستقرار وهم خائفون مرتعدون داخل وطنهم الذي فقط روحه الرمضانية وأيامه المعتادة، حيث تكشف التقارير الصحفية عن قصص مأساوية للأسف إعتاد العالم سماعها فهناك اطفال ماتت أمهاتهم اورجال تفرقوا عن زوجاتهم ممن وقعن ضحايا على الارض او الشاطئ او سبايا لدي التنظيمات الارهابية، وهناك من اتخذوا قراراتهم بالهجرة عبر الشواطئ برفقة ابنائهم ليصلوا وحيدين بعد تشتت عائلاتهم عبر امواج البحر العاتية، وتتحول مائدة رمضان الى حالة ألم يتذكرون بها ايام يصفونها بإستحالة عودتها مرة أخري، يجمعون افضل المشروبات والاطعمة التى يتميزون بها والآن يكشفون ان جيوبهم خالية من النقود وينتظرون الجمعيات والمنظمات الدولية والحكومية لإطعامهم. نداء جديد أصدرته المفوضية العامة لشئون اللاجئين بالاممالمتحدة منذ ايام قليلة، يعلن عن قدوم شهر رمضان ليكشف عن تجدد التحديات والأزمات امام النازحين مرة أخرى، لتعلن الاممالمتحدة في تقاريرها عن استنفاذ الموارد وتناشد المجتمعات من أجل تقديم الدعم السياسي والمالي لمساعدة المحتاجين فى سوريا. كشفت تقارير الاممالمتحدة ان اعداد اللاجئين السوريين فى الدول المحيطة بسوريا وصلت الى خمسة ملايين لاجئ يتركزون فى دول بعضها يعاني من أزمات سياسية واقتصادية، ازدادت الامور توترا بعد انتشار مخيمات اللجوء على حدودها دفعت الى اعلان الاتحاد الاوروبي حالة استنفار شاملة لمواكبة تدفق اللاجئين ممن اجتاحوا اراضيها عبر الشواطئ الاوروبية، وتكشف دانا سليمان الناطقة باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان اغلب هؤلاء اللاجئين الذين سببوا ازمات فى تركيا او لبنان او الاردنيين كانوا نازحين بداخل سوريا والنازحين هم من يتركون ديارهم ليتنقلوا بين المدن السورية محاولين البحث عن مكان آمن ويصل عدد النازحين السوريين الآن الى حوالى 14 مليون نازح، فاللجوء الى دول اخر سبقته محاولات الاستقرار في بلادهم الا ان اختيارهم للدول الاقرب كان اكثر. وتكشف خريطة مفوضية اللاجئين للامم المتحدة عن ارقام اللاجئيين السوريين في اوروبا والتى تزداد عن مليون لاجئ ينتشرون بين بقاع الدول الاوروبية في محاولة لتحسين احوالهم ومواجهة العوائق التى تدفع الاجراءات الصارمة الى اختيار الافضل منهم وترحيل الغير مؤهلين، اما عن الدول المجاورة فيتخذ السوريون تركيا الوجهة الاولي لهم، وتقدر اعدادهم بنحو ثلاثة ملايين لاجئ يتوزعون ما بين محاولة الاستقرار فى المدن التركية او مخيمات اللاجئين التى انتشرت على الحدود مع سوريا، وفي لبنان هناك ثلاثة آلاف مخيم وتجمع يأوي اللاجئين السوريين موزعة على الاراضي اللبنانية لتعلن الحكومة اللبنانية ارتفاع اعداد اللاجئين السوريين لتزيد عن مليون شخص لتحدث ضغط هائل على البنية الاساسية للبنان مما دفعها الى تقديم المناشداتالدولية لطلب التدخل والمساعدة فى حل الازمة السورية، وتعد الاردن ملجأ للملايين من اللاجئين السوريين ويصل عددهم الى ما يزيد عن نصف مليون شخص فى مخيمات تنتشر على المناطق الحدودية في سوريا، وأدى التدفق الهائل للاجئين الى اتخاذ الدول اجراءات صارمة على حدودها مع سوريا للحد من تدفق الاعداد الهائلة للاجئين ووضعت شروط ومعايير خاصة مثل لبنان التى لم تتوقف عن استقبال السوريين الا انها وضعت معايير انسانية لضبط حالة التدفق . صور 1 اللاجئون السوريون فى رمضان 2 خريطة الاممالمتحدة توضح دول تمركز السوريين فى دول الجوار