سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتصار في قضية مريم الشرطة الإنجليزية لا تستبعد الدوافع العنصرية وراء القتل تفاصيل رسالة الأبوين لإيطاليا :"لماذا لم تهتموا بمريم كما فعلتم مع ريجيني؟!"
أوقات عصيبة مازالت تمر علي والدي مريم، الساعات ثقيلة، والأيام تتعاقب بلا جديد ، ومازالت الشرطة تؤكد أنهما لن يستلما جثمان صغيرتهما إلا بعد 12 أسبوعًا، وفاجأتهما بأن الفترة قد تطول أكثر. أعضاء الصغيرة مازالت موصولة بأجهزة معايشة لتحديد كفاءة عملها، والجسد مازال حبيس الثلاجة ينتظر الإفراج عنه، للعودة إلي تراب الوطن. ماذا تفعل أسرة مريم ، المسئولية كبيرة والخيارات كلها صعبة وقاسية ، نعم توفيت الصغيرة، لكنهما مازالا مسئولين عنها، عن حق دمائها التي سالت، وجسدها الذي خارت قواه لتهجره روحها الطاهرة بلا عودة، لن يقفا مكتوفي الأيدي في انتظار رحمات الإنجليز عليهما، دائمًا هناك باب يجب أن يطرقاه، ربما يأتي من خلفه ما يساعد على إعادة الحق لأصحابه. حزم حاتم وزوجته نسرين أغراضهما، وهما يعلمان أن رحلتهما سريعة، لكن لابد منها، استقلا الطائرة لإيطاليا، كانا على موعد مع الإعلام هناك، يريدان توصيل صوتهما لصناع القرار في الدولة التي يحملان جنسيتها مع جنسيتهما المصرية، كانت الرسالة واضحة، لقد تخليتم عنا، لم تهتموا بقضية مريم مثلما اهتمت مصر، ركنتم إلى تحركات الدبلوماسية المصرية وتركتم القضية، حتى المعلومات حول القضية اكتفيتم بمعرفتها من القنصلية المصرية، فالإنجليز لا يشعرون بكم، ولا تشكلون أي ضغط يذكر في طريق معاقبة قتلة مريم، أين اهتمامكم برعاياكم؟، أين اهتمامكم الذي خرج للعالم كله وقت حادث ريجيني، هل كان لكم مأرب سياسي من اهتمامكم بقضية ريجيني؟ ومريم لا تشكل لديكم مثل هذا الهدف؟ كانت كلمات الأبوين صادمة للرأي العام الإيطالي، والرحلة حركت الماء الراكد هناك على المستوى الشعبي، خصوصًا بعد أن تقدما بطلب رسمي في البرلمان هناك باستدعاء وزير الخارجية الإيطالي ومناقشته حول تحركاته في القضية، لكن على المستوى الرسمي لم يتحرك أحد، لكن الأمر بالنسبة للأبوين كان بابًا لابد من طرقه، من ضمن أبواب كثيرة مطروقة في رحلة البحث عن حق مريم. عادا من ايطاليا مرة أخرى لمتابعة القضية عن قرب، فالشرطة وافقت على طلب عماد أبو حسين المحامي المنتدب من الخارجية المصرية للدفاع عن اسرة مريم، وافقت على ضم شهود جدد، ليفجروا مفاجأة من العيار الثقيل، قالوا إنهم شاهدوا المتهمات بقتل مريم في أكثر من مرة يضايقنها ويشرن لها بأذرعهن علامات خارجة، وعنصرية، وتهديد لها وسخرية من كونها مسلمة، كما يشرن لها بأنها تحمل حزامًا ناسفًا تحت ملابسها، كما ينعتونها بالإرهابية، ويسخرن منها بقولهن كلمة "الله أكبر". هذه الشهادة أجبرت الشرطة الإنجليزية على عدم إنكار عنصرية الجريمة، وأنهم اعترفوا أخيرًا أنها قد تكون قد تمت لسبب عنصري، ويبدو أن صبر الأب والأم يؤتي بثماره في القضية، وأن تحملهما مالا يطيقه بشر أجبر جهات التحقيق في نوتينجهام على المضي قدمًا في انتزاع حق الصغيرة. ويبدو أيضًا، أن رحلة إيطاليا لها تداعيات ، فبعد عودة الأبوين، تساءل "ماركو سيلفر" البرلماني عن المكان الذي كانت تعيش مريم فيه مع أسرتها في ايطاليا "اوستيا ليدو" تواصل مع الأب، أكد له أنه طالب رسميًا بوضع اسم مريم على إحدى حدائق المدينة، كما إنه سيقيم دعوى قضائية ضد القنصلية الإيطالية في بريطانيا لتخاذلها في القضية. وقد انتقد حاتم مصطفى والد مريم في تصريح له "لأخبار الحوادث"، تصريحات الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة و التى تفيد بأن الشهيدة مريم كانت على علاقة بالفتيات المعتديات، قال الأب "إن هذه التصريحات أضرت القضية برمتها، هذا التصريح مغلوط و مكذوب ولا يمت للواقع بصلة، هذا و إن دل على شيء فيدل على عدم علم السيدة الوزيرة بأى معلومات بشأن القضية بالكامل، فإن ابنتي مريم لم تكن على علاقة صداقة مع البنات المعتديات، ولم يكن لها أى علاقة من أى نوع مع المعتدين عليها، وتعرفت قبل دخولها فى غيبوبة على إحدى الفتيات المعتديات عليها، وذلك لأنها تعرضت لاعتداء مسبق من نفس الفتاة فى شهر أغسطس من العام 2017، كما إنها لم تكن فى نفس المرحلة التعليمية للفتيات المعتديات، مريم كانت تدرس الهندسة، والمعتديات كن وما زلن فى مرحلة الدراسة قبل الجامعية، وثبت لدينا و لجهات التحقيق بما لا يدع مجالا للشك وجود الشقيقتين المتهمتين ضمن المجموعة التي اعتدت على مريم فى 2018، وتم ربط الواقعتين ببعض" . ويطالب الأب الوزيرة بالتراجع عن تصريحاتها، والاعتراف أن مصادر معلوماتها ليست دقيقة، أو الإفصاح عن مصادر معلوماتها هذه، لأنها بتصريحاتها غير الصحيحة هذه تساعد مجرمات على الإفلات من العقاب. ويبدو أن مريم أيضًا عملت على اتحاد المصريين بالخارج، فقد صرح يوسف عبدالقادر عضو اتحاد شباب مصر بالخارج ومستشار الاتحاد المنسق العام لحملة حق مريم أمانة ياريس من بلجيكا، أن العديد من الكيانات المصرية بالداخل والخارج انتفضت تلبية للنداء الوطني للتضامن مع حق مريم، وأعلن أحمد سمير رئيس اتحاد شباب مصر بالخارج أن الاتحاد أطلق هذه الحملة إيمانًا منه بقضية بنت من أبناء مصر بالخارج، وأضاف تذكروا تلك الكلمات جيدًا ستكون قضية مريم بنت مصر الشعلة التي سيجتمع بسببها المصريون بالخارج.