تعددت بلاغات سرقة المنازل بطريقة متكررة أمام ضباط مباحث المحلة الذين قاموا بالبحث عن هذا الهجام الذي عكر هدوء المدينة، لكن لم يتصورا أن يكون السارق هو واحد من كبار رجال الصاغة في المدينة فكانت صدمة عندما تم القبض عليه لكن كيف بدأ الأمر ولماذا انجرف وراء هذا الأمر؟! فتحي رجل في نهاية العقد الثالث من عمرة يعمل منذ صغره في تجارة الذهب مع والده في الصاغة بالمحلة، تطورت تجارته حتي امتلك محلاً لبيع الذهب خاص به، وصارت معظم أحلامه في متناول يديه ولايحتاج لأي عمل، خاصة أن يكون عملاً من الأعمال الخارجة على القانون، فهو ليس في حاجة للمال، لكنه ذهب في طريق الحرام بعد أن تعرف على أصدقاء السوء في الكافية الذي يجلس فيه. تغيرت حياته تمامًا حين طلب منه أحدهم أن يصرف له قطعة ذهب بدون أوراق وطلب منه مبلغ متدني لايرتقي لثمن هذه القطعة، وقتها أخذ فتحي القطعة وأعطاه ما طلب وهو يعرف أن هذه القطعة من المؤكد أنها مسروقة لكن ذلك لم يهمه فكل ما كان يفكر فيه وقتها هو كيف يحصل على غيرها من القطع الذهبية المسروقة ويُصرِّفها بطريقته لكي يحقق ذلك لابد أن ينزل إلى المنحدر ويتعامل مع المجرمين وفي هذا خطورة كبيرة لكن ذلك لم يكن في خاطره فاتفق مع أثنين من أصدقاء السوء ليحصل منهما على حصيلة سرقتهم بالإضافة إلى كل من يعرفوه من حرامية المنازل وذلك نظير مبلغ معين. شيخ منسر تواصلت السرقات واستمر فتحي في الحصول على الذهب المسروق وبيعه مرة آخرى للزبائن فزادت مكاسبه لكنه لم يكتف بذلك؛ بل قرر أن يقود اللصوص بنفسه فكان يدلهم على شقق الزبائن الأثرياء، ومن يعرف إن لديه مشغولات ذهبية قيمة ليقوما بسرقته ويعمل هو على إخفاء كل المسروقات حتى يأتي الوقت المناسب خاصة إذا كان الشخص المسروق من زملائه في الصاغة. الجريمة الأخيرة اقترح فتحي على صديقيه أن يسرقا إحدى السيدات المسنات والتي تقيم في بإحدى القرى التابعة للمحلة بعد أن علم أن لديها مشغولات ذهبية قيمة، وتقيم بمفردها بعد زواج أبنائها، أرشدهم على المكان وعاد إلى محله في انتظار عودة شريكيه بالغنائم وبالفعل قاما بسرقتهما، وأعطوه المصوغات الذهبية ليقوم بالتصرف في المسروقات مثل كل مرة لكن هذه المرة لم تكن مثل سابقاتها حيث كانت السيدة أبلغت اللواء أيمن لقية مدير المباحث الجنائية والذي قاد فريق البحث لكشف غموض القضية ومعرفة هذه العصابة التي شغلت الرأي العام بالغربية وأثناء البحث تبين أن هناك كاميرا موجودة في محل مطل على منزل السيدة المسنة قد صور اللصين وهما يخرجان من المنزل ليقوم رجال مباحث المحلة من البحث عن هذين الشخصين بين العناصر الإجرامية في الغربية ليتمكن في النهاية من تحديدهما وتبين أنهما "محمد.ع. ت- 25 سنة "عاطل و" محمد. ش- 35 سنة" عاطل ويقيمان بقرية صفط تراب بمركز المحلة وسبق اتهامهما في عدد من قضايا السرقة آخرها رقم 13825 جنح مركز المحلة 2018 ليتمكن العميد إيهاب عطية رئيس مباحث المديرية من ضبطهما وبمواجهتهما أمام اللواء طارق حسونة مدير الأمن اعترفا بأن لهم شريك ثالث مسئول عن تصريف المسروقات هو "فتحي. م -30 سنة" جواهرجي ليتم ضبطه وعثر بحوزته على المسروقات ليتم تحرير محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبس المتهمين 15 يومًا على ذمة التحقيق.