عاشت قرية صنصفط بمحافظة المنوفية مأساة انسانية عصيبة اقتحمت كل شارع وحارة فلم يسلم بيت من بيوت القرية من الاصابه باعراض التسمم الغريبة التي ضربت اسر القرية بالكامل حتي تصاعدت اعداد المصابين بصورة هائلة ليصل اجمالي الاصابات بالقرية الي اكبر معدل قياسي لتسجل بالارقام 4 آلاف حالة مرضية اكتظت بها المستشفيات واقسام الطوارئ ناهيك عن اعراض الفزع والهلع التي سادت المشهد منذ اول ايام عيد الفطر المبارك "اخبار الحوادث" كانت هناك لترصد بالصورة والكلمة كواليس وسيناريوهات تلك المأساة المخيفة والتي تفجرت بصورة مفزعة.. في البداية وردت عدة بلاغات بواسطة النجدة عن حالات قليلة للاصابة باعراض ارتفاع في درجات الحرارة ومظاهر القئ والاسهال الا انه وبمرور الوقت بدأت الحالات في التزايد بصورة لافتة للانتباه حتي وصل عدد البلاغات التي تم رصدها من خلال المحاضر اكثر من 470 حالة .. هنا فقط اخذ المشهد يتحول الي ما يشبه الكارثه واعلنت محافظة المنوفية من خلال المستشار اشرف هلال محافظ الاقليم ان القرية منطقه منكوبة ومن ثم اصدر دكتور ايمن عبد المنعم وكيل وزارة الصحه تعليمات مشددة برفع حالة الطوارئ القصوي واقامة المستشفيات الميدانية عبر الوحدة الصحية بالقرية ومركز الشباب وعلي الفور تم امداد قرية صنصفط المنكوبة باربع قوافل طبية تقدم الادويه والمضادات الحيويه اللازمه لانقاذ ما يمكن انقاذه كما تم فتح جميع الاقسام بمستشفي حميات منوف ومستشفي منوف العام لاستقبال الحالات المتواترة وانتقل علي الفور المحافظ اشرف هلال يرافقه وزير الصحة والذي هرع الي مستشفي منوف فور اخطار الوزارة بالكارثه لتفقد الموقف علي ارض الواقع ومن داخل القرية خرجت اصوات المصابين وذويهم لتوجه اصابع الاتهام الي شركة المياه بالمحافظة ليصبوا جام غضبهم علي مسئولي محطة المياه الحكوميه متهمين العاملين بها بالتقصير خاصة وان التقارير الفنية السابق صدورها منذ عام 2009 حول مدي صلاحية مياه الشرب بالمحطة جاءت لتؤكد انها غير صالحه للاستهلاك الادمي وعلي الفور انتقل المستشار ايمن العبد المحامي العام لنيابات المنوفية يرافقه فريق عمل من النيابة الكلية بالمنوفية والمستشار علاء عيسي مدير نيابه منوف حيث تم مناقشة اكثر من 70 من المصابين وكانت الاجابات علي كافه الاسئلة بصيغة واحدة مؤداها ان مياه الشرب هي السبب الرئيسي فيما اصابنا من امراض واعراض اخيرة افسدت علينا جميعا بهجة العيد واشار السيد عبد المعبود موظف- ان الازمه ظهرت علي السطح عقب اغلاق الحاج عبدالله الطحان لمحطة المياه الاهلية التي اقامها كوقف خيري لانقاذ الاهالي من عكارة المياه بمحطة الشرب الرسميه في حين استأنف فريق النيابه العامه المكون من محمد حواس واحمد عمار ومحمد يوسف ومحمد لطفي واحمد زايد ووسام مهنا ومحمد سكيكر تحقيقاتهم المكثفه والاستماع لاكبر عدد ممكن من المصابين للوقوف قدر الامكان علي حقيقه الاسباب التي ادت الي المأساه التي هزت الراي العام من جانبه اصدر محافظ المنوفية المستشار اشرف هلال قرارا بايقاف كل من مدير الوحدة الصحية ومدير محطة المياه وجميع العاملين بها عن العمل واحالتهم للتحقيق بتهمة الاهمال وقد بدأت المحافظة في ارسال اسطول من سيارات مياه الشرب النظيفه لاهالي القرية للتخفيف عن كاهلهم بينما امر المحامي العام لنيابات المنوفية المستشار ايمن العبد تشكيل لجان فنية متخصصه من مسئولي الصحه وشركه المياه والطب الوقائي والري لسحب عينات من المصابين ومياه محطتي القرية الخاصه والحكومه وارسالها لمعامل وزارة الصحه لبيان الاسباب الحقيقية وراء المأساة الانسانية التي عاشتها القرية