* يقال أن براقش كانت كلبة و كانت تقوم بحراسة المنازل و الحقل لقرية في بلاد المغرب العربي .. ولم يكن أحد يجرؤ علي الاقتراب منها أو المرور في طريقها ! وعلمها صاحبها ان تطيع أوامره لتفرق بين العدو والصديق... فإذا ما أقبل الليل نام أهل القرية و هم آمنون , لأن براقش تحميهم و تسهر طول الليل تحرسهم !ت و في ليلة ظلماء ... هجم الأعداء علي بيوت أصحابها و منازلهم . فصاحت براقش و نبحت نباحا متواصلا .. فاستيقظ قومها و فروا إلي مغارة بالجبل القريب من قريتهم و بحث الأعداء عنهم فلم يجدوهم .. وعندما هدأت الامور أراد أهل القرية العودة من حيث أتوا و أيقنوا أنهم قد أمنوا شر الأعداء بفضل براقش لكن براقش من شدة فرحتها راحت تنبح .. فأشار إليها أصحابها بالسكوت لكنها لم تفهم الإشارة وراحت تنبح نباحا متواصلا , و عاد الأعداء و عرفوا مكانهم و قضوا عليهم جميعاً. وقتلوا براقش التي كانت سببا في القضاء علي قومها . و هكذا علي نفسها جنت براقش. ** هذه هي قصة براقش ولكن ما هي قصتنا نحن ؟ قصتنا باختصار اننا عملنا ثورة عظيمة تحاكي بها العالم . وبدأنا نخطو اولي خطوات الديمقراطية ، وعلي مدار عام كانت البلاد فيه تمر بأهم مرحلة انتقالية في تاريخها بدأت تلوح في الافق بوادر حصد الثمار من خلال انتخابات مجلس الشعب الذي جاء لأول مرة في ظل انتخابات حقيقة نزيهة .. وعلي الرغم من التخبط الذي شهده المجلس في الشهور الاولي الا اننا تحملنا ذلك التخبط علي أمل أن نصنع دستورنا ثم نختار رئيسنا ثم نحقق الهدوء المنشود والاستقرار المرجو .. هكذا كنا نظن جميعاً ولكن أحد عباقرة المجلس ظل يحفر لنفسه وللمجلس كله حفرة سقط فيها وأسقط معه المجلس كله أخذ يعوي ويعوي ثم يعوي ويقول قانون العزل ولا انتخابات إلا بعد العزل ووافقه المجلس بحسن نيه او ان شئت قل بقلة خبرة ولكنها تدابير القدر ولعبة السياسة القذرة ذهب القانون للمحكمة الدستورية التي أقرت بعدم دستورية قانون العزل ولم تكتف بذلك بل حلت البرلمان لتعود مصر الي المربع رقم صفر وفي وجهة نظري لولا الدعوة الي تطبيق هذا القانون ما وصلت الامور الي هذا الحد فخسر المجلس معركته وخسرت مصر اموالها التي أنفقت علي الانتخابات البرلمانية وخسر الشعب برلمانه وفقد الثقة في قراراته ونفسه .. ولا أحد يعلم ماذا تخبئ لنا الايام المقبلة .. وهكذا كانت نهاية المجلس مثل نهاية قوم براقش مع كامل الاحترام لكل أعضاء المجلس فرداً فرداً ولكن أخطأ شخص وأشعل الدنيا فجني علي باقي زملائه وتم حل البرلمان وفي وجهة نظري أن هذا المجلس سيتسبب في إنتاج النظام القديم عندما تعاد الانتخابات البرلمانية مرة اخري .. لتكون المحصلة النهائية أننا جميعاً في (( كي جي تو ديمقراطية ))