عندما تفقد الزوجة الأمان مع زوجها وتصطدم بقسوته ومعاملته السيئة ، تهرع إلي بيت أسرتها طالبة الحماية من زوجها، أما "نسرين" فقد افتقدت هذا الاحساس بالأمان ، بعد أن وقفت فى وجه أسرتها للزواج بمن اختاره قلبها، وتركت الدنيا خلفها وبلدها وطارت معه إلى بلاد الغربة ، تعمل وتجتهد لتقف بجانبه ومعاونته على هموم الدنيا ، وبدلا من ان يشكر لها غربتها لأجله ووقوفها بظهره ، قابل حبها بالخيانة والضرب والتعذيب النفسي والمعنوي! حتى حضن اسرتها افتقدته لترمى نفسها بينهم تشكو آلامها وأوجاعها بسبب الغربة ، وتحملت وأغلقت قلبها على مشاكلها مع زوجها ، حتى فاض بها الكيل وضاقت عليها الدنيا ، ولاذت بالفرار إلى ارض الوطن لان به الحل الوحيد لمأساتها وهى أن تتقدم بدعوى خلع ضده انتقامًا منه ، وهى تقول "اخلعونى من هذا الرجل الذى جعلنى أكره رجال الدنيا كلهم" ! وأمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة اسرة مدينة نصر ، حضرت الزوجة نسرين "34 سنه" تعمل موظفة فى الإدارة المالية لإحدى الشركات الكبرى بدولة خليجية ، تتقدم بدعوى خلع ضد زوجها "خالد" 38 سنه الذي يعمل موظفًا بنفس الدولة الخليجية ، بعد زواج استمر 8 سنوات أثمر عنه طفلتين فى عمر الزهور ، وقالت بصوت يملؤه الشجن والكراهية لزوجها وتقول: أضعت نفسى بنفسى عندما هرولت وراء قلبى ولم استمع إلى عقلى او نصائح اسرتى عندما نصحوني بعدم الزواج منه ، لكن الحب مرآته عمياء فلم أر عيوبه الكثيرة ، واغمضت عيني عن كل هفواته ومصائبه لأجل الفوز بالزواج منه وتحقيق حلمى بأن أشاركه حياته ، لم أدرك انه سوف ينهي على ما تبقى من حياتى انا! فقد تعرفت بخالد زوجى منذ أن كنت فى الجامعة، حيث كنا فى نفس الكلية لكنه كان يسبقني بعامين لانه كان يعيد عامه الدراسى ، ولانه يمتلك قدرًا كبيرًا من الوسامة أعجبت به بسرعه شديدة ، لكن بعدما تقاربنا وقعت فى حبه وكدت أجن بسبب إعجاب الكثير من الفتيات به ، لانه كان خفيف الظل ومن النوع الذى يجذب الانتباه اليه بسرعة! مرت سنوات الدراسة وأنا غارقة فى حبه واحلم باليوم الذى اتزوجه ، هذه السنوات أظهرت عيوبه ، لكن لانى اغلقت عيني عليه فلم انتبه لها جيدًا ، خيانته وكنت كلما اكتشف خيانته كان يكذب ويخدعني بانهن يحاولن التقرب له وهو ليس له أى ذنب ، وكنت اصدقه واقول لنفسى انه يحبنى وبعد الزواج سوف يتغير ويلتزم ، وكذلك بخله فكان واضحًا جدا لكن كان يتعلل بظروفه الماديه السيئة ، ويكذب بأن والده لا يريد اعطاءه المال بسبب فشله فى الدراسة وانه يضطر للخروج للعمل للإنفاق على نفسه! ولانى مغفلة وساذجة بدرجة كبيرة فقد صدقت أكاذيبه، وكنت اقول لنفسى عندما نتزوج سوف يتغير الحال ونصبح أفضل بمساعدة بعضنا البعض ، وبالكاد أقنعته بالتقدم لخطبتي وكان يتعلل بظروفه السيئة ، لكن فوجئت برفض اسرتي له وأخبرونى بأنه واضح عليه انه شاب غير ملتزم وغير مسئول وسوف تكون حياتى معه مليئة بالمتاعب والمشاكل ، لكنى لم أصدقهم وطلبت منهم عدم الوقوف امام رغبتي ، وللاسف وافقوا على طلبه للزواج! تستكمل "نسرين" كلامها بدموع عينيها وبأسى وندم بالغين قائلة: كان بخله واضحًا بشدة ايام الخطوبة ، بدأت عند شرائنا للشبكة ورغم اعتراض اسرتى لكنى قلت ان ظروفه المادية صعبة وهو شاب ولابد من مساعدته ، ورضيت بالدبلة فقط مقابل طلب اسرتى بأن يكتب المصوغات الذهبية فى قائمة المنقولات ، وكأنهم يعلمون ما سيحدث مستقبلا ، وفى كل المناسبات التى مرت علينا فى فترة الخطوبة لم يشتر "خالد" اى شيء لى ولم يصطحبنى للتنزه او يفعل ما يفعله المخطوبين! ومن قلة عقلى كنت اصبر نفسى بأن ظروفه صعبة وعلي تحمله ، ورضيت بأقل القليل معه وليتني لم أفعل، حضر فى احد الايام واخبرنى بفرحته الشديدة لحصوله على فرصة عمل بإحدى الدول الخليجية ، كانت سعادتي كبيرة خاصة انه اخبرنى بانه سوف يجلب لى فرصة عمل أنا الأخرى معه ، وقررنا الزواج سريعًا حتى نتمكن من السفر فى أقرب فرصة ، وألا نضيع هذه الفرصة من أيدينا! وتم الزواج رغم اعتراض اسرتى وخوفهم ، لكنى اصريت على انهاء إجراءات الزفاف بدلا من أن يسافر وانتظر انا لسنوات ، خاصة انه كان جديدا فى العمل ولا يمكنه الحصول على اجازة فى وقت قريب ، المهم اننا تزوجنا وطرنا إلى البلد الخليجى ، لتبدأ وصلة من التعذيب والإهانة والحياة التعيسة المؤلمة! سعادتى كانت كبيرة بعد سفرنا بفترة قصيرة حيث اكتشفت حملي فى اول طفلة لى ، ورغم ان زوجى كان هو الآخر سعيدا لكنه لم يغير شيئا فى نفسه مثلما يفعل كل الرجال ، وبدأت أكره بخله واتحدث معه بصراحة ، واضطريت للخروج للعمل من اجل الإنفاق على نفسي، خاصة انه هو من جلب لى فرصة العمل وطلب منى الخروج للعمل لمساعدته ، وبعدما بدأت احصل على راتبى كان يأخذه كله وينفق علينا بالكاد حتى على طفلته الصغيرة ، فافتعلت معه المشاكل واخبرته بانى لن اعطيه راتبي مرة اخرى! وبدأت حياتى معه تأخذ منحنى آخر ، حيث فتحت عينى المغلقتين ورأيت حقيقته ، لكنى خفت أن اشكو مشاكلى لأحد من اسرتى ، خاصة اننى فى غربة ولا اريد ان احملهم همومى ، حتى رزقنى الله بابنتى الثانية ، ولا انكر انى كنت حزينة فى ذلك الوقت بسبب شعور داخلى بقوة أن حياتى معه صعبة ولن تستمر ولا يمكننى تحمل مسئولية طفلتين! وكل يوم يمر فى حياتنا طوال سنوات زواجنا الثمانية كانت تملؤه المشاكل والتعب ويزداد كرهى له يومًا عن الآخر ، لا ينفق على انا او بناتنا ولا مليم ، رغم انه كان يحصل على راتب جيد جدا ، لكنه لم يخبرنى بل علمت من احد زملائه فى العمل ، بل وطلب أن انفق على وعليهن ، لانى احصل على راتب جيد انا الأخرى، خاصة انى كنت مجتهده فى عملى ويحترمنى رؤسائى! وصمتت للحظات وبعد انفاس عميقة من قلبها قالت بأسى شديد: رغم كل ما فعلته وتحملت بخله ، فوجئت بأنه يحصل على امواله حتى يخوننى بها ، واكتشفت رسائل ومكالمات هاتفية متبادلة بينه و الكثير من الفتيات سواء من مصر او من البلد الذى نعيش فيه ، ومقابلات بينه و ساقطات او سيدات اخريات ، وكل ذلك من خلال ما قرأته على هاتفه المحمول الذى نسى ان يغلقه بالصدفة ، وعندما واجهته قابلنى بالضرب والإهانة والسباب! كان ذلك منذ عامين ، عشت فيها اسوأ ايام حياتى، جعلنى أكره كل الرجال فى الدنيا ، الكراهية زادت بيننا بشدة والفجوة اتسعت ، كان يأخذ الضرب لغة الحوار بيننا ، بل وتجرأ واصبحت الخيانة جزءا فى حياته ، وأهاننى بانه لن يتغير من أجلى او من اجل أى أحد ، وعلي ان اتحمل لأنه داء ولن يغيره! تارة ادعو له بالهداية وتارة اقف فى وجهه وأهدده بالطلاق ، وكان يتبسم بمنتهى البرود والقسوة ويقول بانه يدرك انى لن اقدر على العودة والعيش بطفلتاى فى مصر ، وعندما اتصل بأى امرأة يعرفها ، كان يقابل ذلك بالضرب والإهانة! كرهت حياتى معه بخله وخيانته وضربه ، وكل هذا امام ابنتاى اللتين بدأ يسألان عن سبب المشاكل بيننا ويتأثران منها بشدة، وانتظرت لفترة أفكر فى الحل وانا اغلق على همومى فى قلبى حتى كاد ينفجر ، وفكرت فيها من كل الجوانب ، وبدأت اعد الليالى بعد الليالى حتى اعود لبلدي، وارتمي بين احضان اسرتى! وفى النهاية اضطريت لاخبارهم بما يحدث ، خاصة بعد ان ضربنى آخر علقة كدت اموت فيها واصبت بعدد من الكدمات فى مناطق مختلفة بجسدى ، وبالطبع امروني بالعودة فورا لمصر لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضده ، ودون مقدمات حملت ابنتاى وقدمت اجازة طويلة للعمل وعدت إلى مصر ، وفى صباح اليوم التالى كنت امام المحكمة لاخلعه انتقامًا منه على ما فعله! كما تقدمت الزوجة بدعوى للحصول على نفقة لطفلتيها وسكن للحضانة ودعوى اخرى للحصول على قائمة المنقولات ، وقد فشلت كل محاولات الصلح بين الزوجين لعدم حضور الزوج وتمت إحالة الدعوى الى المحكمة للفصل فيها!