المهندس هاني عازر ماركة مصرية للنجاح.. وصل ألمانيا عام 1974 بعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة.. ومع تنظيم ألمانيا لكأس العالم أصبح عازر هو الاسم الأشهر بألمانيا.. قبلها كان الألمان قد فشلوا في بناء محطة قطارات برلين فأسندوا إليه المشروع ليسجل ملحمة كبري خلال 5 سنوات ويتم افتتاح المحطة بنجاح في موعدها قبل كأس العالم. بعد النجاح الكبير في ألمانيا لم يبخل الرجل علي بلاده وأكد استعداده لخدمة بلده بأي جهد ليصبح واحدا من فريق العلماء المستشارين للرئيس السيسي، وليشارك مع رجال القوات المسلحة برأيه وجهده في حفر أكبر أنفاق في العالم تحت قناة السويس. تقديرا للمهندس هاني ركبنا معا »الكابينة» مع سائق القطار الألماني فائق السرعة، وهي المرة الاولي التي يتم فيها السماح بذلك في ألمانيا . شاهدنا معا 4 محطات للقطارات والمترو قام بانشائها في برلين .. وفتح الرجل قلبه ليتحدث ل »الأخبار» عن المشروعات القومية الكبري.. تحدث عن الشباب وفرص الانطلاق الاقتصادي .. أكد أن النجاح له ثمن وأنه دفعه غاليا وأن الشباب هم أمل المستقبل. أنفاق القناة هي الأكبر في العالم ومصر علي الطريق الصحيح مؤتمر الشباب بداية انطلاقة حقيقية والسيسي فتح قلبه وعقله لهم كل أزمة بداخلها فرصة.. والنجاح له ثمن دفعته غاليا البعض يحترف الانتقاد و»تسويد» الدنيا ويقدم حلولا فلسفية غير عملية مواجهة ارتفاع الأسعار بزيادة الإنتاج والمشكلة الاقتصادية في طريقها للحل البداية كانت من انفاق قناة السويس الستة الجديدة.. سألته هل تقدم استشارتك باستمرار.. وكيف تري هذا المشروع الضخم.. وماذا يمكن أن نستفيد منه؟ - أنا تحت أمر مصر وفي خدمتها في أي وقت.. وأشارك في مشروع الانفاق بتقديم الاستشارة عندما تطلب مني.. وأزور المكان باستمرار وبصراحة العمل هناك يفتح النفس.. الشغل ماشي كويس قوي في حفر 3 أنفاق أسفل قناة السويس بالإسماعيلية و3 أنفاق ببورسعيد ،برغم ان التربة ببورسعيد تحتاج معالجة خاصة وخلال أيام ستبدأ ماكينتان في حفر نفقين للسيارات في كل موقع.. والماكينة التي ستنتهي من الحفر أولا ستبدأ في حفر النفق الثالث وهو للقطارات بكل موقع. فوائد متعددة وكيف تري فوائد هذه الانفاق الجديدة؟ - الفوائد كثيرة متعددة فالانفاق الجديدة ستربط سيناء بالدلتا ومصر كلها.. والبضائع والركاب سيتم نقلهم بمنتهي السهولة والسرعة.. كما أن شبكة طرق الساحل الشمالي ستمتد من السلوم إلي العريش فتضمن حركة سريعة لمن يحتاجها.. والانفاق ستساعد علي التنقل بين سيناء وكل مصر خلال 15 دقيقة فقط.. كما أن المشروع سيجعل الانتقال في مشروع محور القناة الجديد سهلا جدا وميسرا في أسرع وقت، ولنتحدث بصراحة من غير نقل وطرق وشبكات انتقال مافيش تقدم.. من غيرهم مافيش اقتصاد ولا حضارة.. فالاقتصاد يعتمد علي الانتاج والتصدير وتقليل الواردات وتيسير التواصل بين البشر.. والبنية التحتية هي اساس التقدم الاقتصادي في أي دولة. وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية تهدمت تماما.. وعندما بدأوا البناء ورحلة التقدم بدأوا أولا بالطرق السريعة والكباري والمواصلات والسكة الحديد لربط البلد بعضه ببعض.. وهذا هو نفس ما يحدث بمصر الآن.. فشبكة الطرق الجديدة التي التي ينفذها الرئيس عبدالفتاح السيسي تربط مصر كلها من القاهرة للسلوم للعريش لأسوان للبحر الأحمر والواحات.. وشبكات النقل الجديدة تتنوع بين البحري والنهري والبري والسكة الحديد وكلها تيسر نقل البضائع والبشر وعملية التواصل. فرص العمل البعض يشكك في مشروعات النقل والطرق فكيف يمكن الرد عليهم ؟ - كما قلنا لا تقدم بدون شبكة نقل وطرق متكاملة وهذا ما بدأت به ألمانيا والدول المتقدمة.. وفي ألمانيا شركات السيارات الكبري كمرسيدس وفولكس أدخلت السكة الحديد إلي داخل مصانعها لنقل منتجاتها، هكذا يفكر العالم المتقدم.. واليابان وصلت بسرعة القطار إلي 450 كم/ ساعة ويفكرون ويعملون للوصول إلي سرعة 550كم/ساعة هذا ما يشجع الصناعة علي أن تتطور ويساعد البلد علي أن يزيد من صادراتها.. وألمانيا أنفقت مبالغ طائلة لتصل لمرحلة القطار فائق السرعة.. وذلك وفر فرص عمل وبعد ذلك استفادوا به في الداخل وقاموا بتصديره لكل دول العالم بما فيها أمريكا. وماذا عن الجديد في وسائل الانتقال بالسيارات؟ - الجديدأن السيارات الكهربية يتم التوسع فيها الآن للحفاظ علي البيئة.. وبدأ العمل بنظام جديد مختلط في السيارات الصغيرة حيث تعمل بالكهرباء والبنزين معا.. فتسير بالكهرباء وعندما تنفد الكهرباء تنتقل اتوماتيكيا للعمل بالبنزين حتي يتم شحنها بالكهرباء من جديد فتعود للعمل بالكهرباء وهكذا دواليك، وفي محطات القطارات تجري أبحاث للعمل علي توليد الطاقة من الفرامل وشحنها في بطاريات ثم استخدامها في الانارة. الأزمة والفرصة عندما تواجه أي دولة مشكلة.. هل يجب أن تتوقف أمامها كثيرا أم تسارع بالبحث عن حلول لها؟ - ما أؤمن به أن كل أزمة يوجد بداخلها فرصة.. فألمانيا بعد أزماتها الضخمة عند نهاية الحروب العالمية أصبحوا الآن يصدرون 30٪ من الطاقة لأوروبا.. وطاقة الرياح يتم توليدها وتصل إلي ميونخ عبر اسلاك تحت الارض.. وهذه الابحاث المستمرة تساعد علي توفير فرص العمل والتصدير.. وعندما واجهت ألمانيا أزمة الطاقة بعد حرب أكتوبر 1973 وقطع العرب للبترول عن أمريكا وأوروبا صدر قرار بمنع استخدام السيارات نهائيا يوم الاحد - الاجازة - وقضاء المشاوير بالسير علي الأقدام واستخدام العجل و الناس وجدتها تجربة لذيذة واتبسطوا منها. هل يمكن تطبيق مثل هذه الأفكار في مصر؟ - قطعا هناك أفكار كثيرة وجديدة يمكن تطبيقها بمصر.. ولقد اقترحت علي الحكومة اختيار يوم الجمعة لمنع سير السيارات به نهائيا، ولو لمرة واحدة في الشهر وبالتبادل بين المحافظات.. وهو أمر يمكن أن يساعد في توفير الطاقة وتقليل نسبة العادم والتقريب الانساني بين المواطنين بقضاء المشاوير علي الأقدام، وممارسة الرياضة التي تساعد علي تحسين الصحة العامة.. كما يمكن تحديد يوم آخر تلتزم فيه السيارات بعدم السير بسرعة تجاوز 30 كيلو/ ساعة وعدم استخدام الكلاكس نهائيا. وأضاف أن فكرة استخدام الطاقة المتجددة خرجت من ألمانيا سواء طاقة شمسية أو رياحا.. ويجب أن نعرف أن كل فكرة جديدة يعمل معها مصنع جديد وتجري حوله أبحاث ودراسات بما يتيح فرص عمل جديدة ومنتجات يمكن أن تباع. الخطوة الأولي وهل ننتظر أن يحدث هذا بمصر في الايام القادمة؟ - يجب أن نعترف أن الطريق الطويل يبدأ بخطوة واحدة.. والشعب المصري لديه ميزة كبيرة وهي قدرته علي الحفاظ علي استمرار النجاح وليس تحقيق النجاح فقط.. لكن المهم أن نبتعد عن أسلوب الشتائم وتسويد الدنيا فمصر لديها فرص حقيقية للنجاح والانطلاق.. ويجب أن نتوقف عن الانتقاد بدون تقديم حلول بل لنحاول معا أن نعرض مشاكلنا علي أن نبحث لها عن حلول، فللأسف هناك من يحترفون الانتقاد فقط أو فلاسفة يقدمون حلولا غير عملية وغير قابلة للتطبيق فمن يقدم حلولا يجب أن يتأكد أنها عملية ولديها فرصة للتطبيق والنجاح ، فالمشاكل موجودة ولا أحد يمكن أن ينكرها، ولكن لا مفر من التعمير والاصلاح الاقتصادي فهو ضرورة حتي لا نقع كما حدث في اليونان وغيرها، ولهذا يجب أن نفكر معا في حلول إيجابية وسريعة وسليمة وعملية وقابلة للتنفيذ. وكيف تري دور الشباب في مصر؟ - لابد أن نشيد بالشباب الذي بذل جهدا حقيقيا وشارك في اعداد استراتيجية 2030 ، فهو يستأهل أن نفخر به. والاستراتيجية جيدة جدا وبها آليات للتنفيذ والمتابعة.. وكما تعب الألمان وتمكنوا من الوصول إلي القمة بعد الحرب العالمية الثانية ، فنحن أيضا بشبابنا لدينا الامكانية لأن ننجح ونتقدم، مع الاختلاف في طبيعة وظروف وعدد سكان كل بلد.. ونحن نواجه الآن تحديات حقيقية بينما هم يفكرون كيف يمكن أن تسيرالسيارة آليا بدون قيادة البشر. فارق الثقافة وما الفارق بيننا وبينهم؟ - في مصر سلوك قيادة السيارة - علي سبيل المثال - مختلف كما أن كل مواطن لا يمتلك سيارة بالضرورة وفي ألمانيا يحترمون المرور والاشارات بشكل كامل في غياب عسكري المرور.. هذه ثقافة وحضارة وتعليم وقانون.. إذا تمكنا من تعليم أولادنا الالتزام بالسلوك واحترام القانون وعدم مخالفة الضمير وقتها سنختصر وقتا طويلا في تحقيق التقدم الذي نريده ، وقطعا لا يمكن تكليف عسكري بمراقبة كل مواطن بل يجب زرع الاخلاقيات والضمير في نفوس الجميع، ويجب أن نتعامل مع الشارع ونحافظ عليه وعلي نظافته كما نحافظ علي بيوتنا تماما، هذه أزمة حقيقية بمصر تحتاج لحلول عاجلة، فهنا في المانيا الناس تشعر ان الشارع ملكهم ومحطة القطارات بتاعتهم ويحافظون عليها مثل منازلهم تماما، هذه الثقافة نحتاج لزرعها بشدة وبسرعة في مصر. كما يجب أن نؤمن بأننا داخلين علي مرحلة تحتاج للشغل والتعب والصبر حتي نصل للتقدم الذي نتمناه..والرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل جهدا كبيرا ويحتاجنا جميعا معه، كما يجب أن يكون الاعتماد الاكبر علي الشباب. وهم غالبية الشعب.. والشباب الآن يختلف تماما في عاداته وتصرفاته عن الشباب أيامنا قبل 30 أو 40 سنة، ويجب منحهم الفرصة ليتقدموا المسيرة وأن يكونوا قادرين علي العمل والنجاح ثم تسلم الراية للجيل الذي يأتي بعدهم.. وبالفعل الشباب عايز وقادر علي النجاح. مؤتمر الشباب وكيف تابعت مؤتمر الشباب الأخير الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ وخرج بتوصيات محددة وبرامج عمل واضحة؟ - للأسف لم أتمكن من حضور المؤتمر بسبب ارتباطات عمل في المانيا، لكن الحقيقة ان المؤتمر كان ناجحا جدا.. والرئيس منح فرصة حقيقية للشباب من مختلف الانتماءات ليتحدثوا واستمع لهم وفتح قلبه لهم.. وهذه خطوة ايجابية للامام.. والرئيس اكد انها ستتكرر وان مصر ستستفيد من شبابها.. واتذكر ايام كنا شبابا في منظمة الشباب كنا نشارك في تنظيم المرور في الشارع وفي جولات الكشافة، وهذا كان يعلمنا الانتماء وحب العمل والعطاء. ويجب استيعاب الشباب وتشغيلهم في المشروعات القومية كمحو الامية..فالشعب كله يجب ان يتحمل المسئولية، ويجب ان يشعر كل شاب أن عليه واجبا وأن له قيما يجب الالتزام بها كما له حقوقه في المجتمع. تحقيق النجاح في رسالة للشباب.. كيف تمكنت من تحقيق هذا النجاح الكبير في ألمانيا وماذا فعلت لتنجح؟ - جئت إلي ألمانيا عام 1974 وعملت بجد وتعبت كثيرا فلم أكن أنام في اليوم سوي 4 ساعات فقط.. وكان نتيجة التعب انني اشتهرت في ألمانيا بأنني قادر علي تنفيذ المشروعات المعقدة بعد نجاحي في تنفيذ 4 محطات للقطار والمترو في برلين في وقت قياسي قبل تنظيم كأس العالم بألمانيا عام 2006، وطلبوني بعدها لتنفيذ مشروع تطوير مطار برلين ولكنني رفضت بسبب الجهد الشاق وبعد تنفيذ مشروعات شاقة في شتوتجارت. ورسالتي للشباب أن النجاح له ثمن ولابد من التعب وبذل الجهد حتي تشعر بلذة النجاح في النهاية، وأنا مهندس خرسانة ولكن حتي أنفذ محطات برلين عملت لأفهم في كل حاجة من كهرباء وطاقة وتشطيبات وكل ده علشان ما حدش يشتغلني أو يضحك علي.. والعمود الذي يحمل الكباري التي تمر عليها القطارات وزنه 2800 طن، ولهذا جعلت كل التوصيلات تبدأ من الأرض من أسفله حتي إذا احتاج لإصلاح نبدأ من أسفل.. ونحن هنا في محطة قطارات برلين تلاحظ أنك لا تسمع أصوات القطارات أبدا وبهذا لا تتسبب في أي ازعاج للسكان أو ل70 محلا تعمل لبيع مختلف البضائع داخل المحطة. للمرة الأولي د.هاني شعرنا بنجاحك ويكفي انه لأول مرة يتم السماح لنا بدخول كابينة القطار فائق السرعة والذي يسير بسرعة 300كم/ساعة والجلوس مع سائقه وهو ما لم يحدث مطلقا مع أي أحد من قبل.. نرجو ان تحدثنا عن محطة برلين التي أنجزتها في وقت قياسي؟ - محطة برلين تضم 12 رصيفا للقطارات وهي الأكبر في برلين فتأتي لها القطارات من شمال وجنوب وشرق وغرب ألمانيا وأوروبا كلها.. وتضم نفقا ومترو ومحطة أتوبيس ومحطة أتوبيس نهري.. وقد عملت بها بعد فشل المهندسين الألمان في الانتهاء منها قبل كأس العالم الذي نظمته ألمانيا.. وكان التحدي الأول تجميد التربة الرملية واستخدمت 120 تكتيكا جديدا واستخدمت مواصفات جديدة.. والمحطة ترتبط بمطار برلين الجديد علي بعد 5 دقائق.. ويقع أمامها مباشرة مكتب المستشارة الألمانية ميركل ومجلس النواب -البوند ستاج- وكانوا يتابعون عملي يوما بيوم من شبابيك مكاتبهم.. والقطارات تنطلق منها إلي أوروبا كلها، وطول القطار الواحد يمكن ان يصل إلي 430 مترا والسكك الحديدية تتحمل سرعات حتي 350كم/ساعة، وهناك أماكن خاصة تساعد المكفوفين علي السير دون مساعدة من أحد، وهي محطة خضراء صديقة للبيئة، والأتوبيسات يتم شحنها بالكهرباء عن طريق الطاقة التي يتم توليدها من الرياح.. وعندما ينزل الراكب من القطار وبنفس التذكرة يتم ركوب الأتوبيس أو المترو، والأتوبيس يسير بكهرباء يتم توليدها في المحطة من طاقة الرياح، ولأن المحطة تقع في منطقة سكانية مزدحمة فقد تم تقليل الغازات المنبعثة مثل ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50٪. ويضيف: كما قمت أيضا بإنشاء 3 محطات أخري وشبكة الطرق المرتبطة بها وشبكة السكة الحديد والانفاق للسكة الحديد والطرق، وكل هذه المشروعات تم تسليمها قبل موعدها بأسبوع وافتتاحها قبل كأس العالم بعد عمل استمر 5 سنوات كاملة. خدمة مصر وكيف تستفيد مصر من هذه الخبرات الكبيرة؟ - حاليا أنا أحد المستشارين العلميين للرئيس السيسي ومستشار رئيس الوزراء للمشروعات الكبري والنقل والسكة الحديد والانفاق.. واشارك بمشورتي مع اللواء المتميز جدا والذي لا يهدأ ولا يكل ولا يمل كامل الوزير في تنفيذ أنفاق قناة السويس والتي تشرف علي تنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتشهد انجازا ضخما. وهل السكة الحديد والمترو يحققان أية مكاسب في ألمانيا وكيف تتم ادارتهما؟ - السكة الحديد بألمانيا تنقل 50 مليون راكب سنويا وفي كل محطة قطار تخرج إلي محطة أتوبيس أو مترو لتوصيل الراكب للمكان الذي يريده.. والسكة الحديد في ألمانيا تحقق خسائر 20٪ من تكلفتها وهذه تتحملها الدولة كدعم للمواطنين، والقطار يسير في موعده المحدد سواء كان ممتلئا أو به راكب واحد، ولكن كل 6 شهور يتم مراجعة احصائيات الركاب وحركة القطارات والمترو ويتم تغيير جداول المواعيد والحركة وإعلانها لمدة 6 أشهر كاملة ثم مراجعتها، ويمكن كل 6 أشهر إلغاء محطة أو خط أو تغيير المواعيد حسب الركاب وكثافتهم وحاجتهم. وطريق قطار الركاب غير طريق قطار البضائع فهناك خطوط مستقلة للبضائع، وتم ربط شبكة السكة الحديد بالطائرات ومواعيدها والبريد السريع.. وهناك قطار يتحرك كل دقيقة في ألمانيا، وبالقطار مناطق خاصة للأطفال والأمهات. قطارات مصر وكيف تري وضع القطارات في مصر؟ - القطارات بمصر لا تتحرك كل دقيقة ولهذا يتم نقل البضائع علي نفس خطوط نقل الركاب.. ولكنني لم أتدخل في ملف السكة الحديد بمصر.. ويجب أن نعرف أن المانيا تمتلك اكبر سكة حديد في اوروبا وتنقل 90٪ من البضائع بينما قطارات مصر لاتنقل الا 6٪ من البضائع و94٪ بالطرق.. والسكك الحديد بالمانيا تحصل علي دعم مقابل الحفاظ علي البيئة و الطرق، وسكك حديد المانيا كانت تحتكر الخطوط داخل المانيا وعندما شكت اوروبا سمحوا لقطاراتهم باستخدام الخطوط مقابل حق انتفاع. وقد توقف الطيران بين هامبورج وبرلين بعد أن أصبح القطار يقطع الطريق في 90 دقيقة فقط، وفي القطار من سيسافر بالطائرة يتم نقل حقائبه مباشرة للطائرة وعمل فحص وحجز المكان بالطائرة وهو في القطار.. وقطارات المانيا من انتاج شركة سيمنز. وكيف يتم احتساب ثمن تذاكر القطار والمترو؟ - هناك تخفيضات لمن يحجز في مجموعات او قبلها بفترة طويلة ويتم حساب التذكرة بالكيلو متر والمناطق والوقت وهناك اشتراك شهري مخفض في قطار الضواحي والمترو واشتراك خاص للطلاب والشركات، وغرامة الركوب بدون تذكرة 40 يورو، فلا يوجد في المانيا ماكينات دخول حيث يتم افتراض الامانة في الجميع وهناك رقابة عالية وغرامة مرتفعة، ودعم المترو أعلي من دعم القطارات، وشركات حكومية تدير القطارات والمترو ولها أسهم يتم طرحها في البورصة.. والاشارات ميكانيكية تعمل آليا، ويتم صيانة القطارات والطرق كل شهر، ولو تأخر القطار 45 دقيقة يتم دفع 15٪ من ثمن التذكرة تعويضا للراكب. نقل التكنولوجيا كيف يمكن نقل هذه التكنولوجيا الي مصر؟ - يرد المهندس هاني عازر.. طالما توافرت الامكانات نستطيع نقل التكنولوجيا الي مصر.. وكلما زادت سرعة القطار يزيد ثمن التذكرة ويوجد بالمانيا 7 آلاف محطة قطار علي مساحة 33 الف كيلومتر من الطرق.. وتم تخفيض سرعة القطار فائق السرعة من 350 كم/ ساعة الي 250كم/ ساعة لتقليل الكهرباء المستخدمة، واذا زادت سرعة القطار عن السرعة المحددة يتم تخفيضها آليا عن طريق المحطة الرئيسية.. والقطارات ونظام التحكم قامت شركة سيمنز بانتاجه، والشركة هي الاكبر في اوروبا ومن اكبر الشركات العالمية.. كما انها قامت بتصنيع وادارة كل الاشارات الالكترونية.. والشركة حاليا تقوم بتجهيز 200كم من السكة الحديد بمصر باشارات الكترونية. وهذه التكنولوجيا يمكن نقلها لمصر وقد دربت الشركة الالمانية بالفعل مهندسين وعمالا مصريين يعملون الآن في مشروعات محطات الكهرباء والاشارات الالكترونية.. والمهندس والعامل المصري قادر علي استيعاب التكنولوجيا الحديثة، وسرعة انجاز المشروعات كما يحدث في مصر الآن تؤدي الي تقليل التكاليف وذلك لارتفاع ثمن الاجهزة والمادة الخام وتكاليف العمال. وهل تم تدريب مهندسين مصريين آخرين بالمانيا؟ - بالفعل تم تدريب مهندسين يعملون بمشروع حفر الانفاق بالقناة.. وهذا يثبت ان الشعب المصري اذا أراد شيئا يقدر يعمله، وانفاق القناة هي الأكبر في العالم من حيث الحجم والمساحة وكمية العمل والعدد. ويضيف.. في مصر نمتلك عمالا والمستقبل للعمال المدربين علي التكنولوجيا الحديثة ويجب علي الحكومة والقطاع الخاص تهيئة وتدريب العمال مهنيا وفنيا علي أحدث تكنولوجيا.. ويجب تحديد دور كل من الحكومة والقطاع الخاص بشكل واضح واعداد خطة واضحة يتم فيها توزيع الاحمال علي الطرفين، وكل طرف له دور وله حقوق وعليه واجبات، وقطعا من حق كل شاب أن نوفر له فرصة عمل ولكن من واجبه أن ينجز عمله بدقة وضمير. وكيف تري مشكلة ارتفاع الاسعار بمصر وكيفية مواجهتها؟ - كل مشكلة قابلة للحل ولو اشتغل الجميع بضمير سيزيد الانتاج فتزيد الصادرات وتقل الواردات وتنخفض الاسعار.. والمهم أن نبدأ في ذلك فورا فليس لدينا وقت لتضييعه. ويؤكد ان المشكلة الاقتصادية بمصر تحتاج لبعض الوقت لكنها في طريقها للحل.. ويجب ان نواجه مشكلة الزيادة السكانية وان يقوم الاعلام والمجتمع بدوره في التوعية، فهذه مشكلة يجب ان يكون لها حلول واضحة، كما يجب أن نعتمد اكثر علي التكنولوجيا ولا نستعين من الخارج الا بالخبرات التي نحتاجها. والقطاع الخاص يمكن أن يشارك في أمور كثيرة منها التعليم الفني والمهني.. والتعليم يجب ربطه بسوق العمل، وفي المانيا التعليم الفني اضعاف التعليم الجامعي.. فيجب ان نحدد ماذا تحتاج مصر وماذا يحتاج السوق في السنوات القادمة وان نترك السوق وحاجة العمل تتحكم في التعليم. - في نهاية الحوار وعلي أبواب محطة برلين وأمام مكتب المستشارة الالمانية ميركل ودعني المهندس هاني عازر وأنا أشعر بالفخر بعالم مصري تتحدث عنه المانيا كلها ويريد أن يقدم لبلده مصر كل مساعدة ممكنة.