المهندس المصري هاني عازر مستشار رئيس الجمهورية للشئون الهندسية .. والذي أشرف على بناء محطة قطارات برلين .. سافر إلى ألمانيا ليدرس الهندسة المدنية في بوخوم .. ثم ترأس هاني عازر فريق بناء نفق Tiergarten تحت برلين سنة 1994 .. بعدها أصبح كبير المهندسين لأكبر محطة قطارات في أوروبا "ليرتر بانهوف" في برلين .. كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2006 في افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية .. والآن يعمل مستشار لرئيس الجمهورية للشئون الهندسية يفتح قلبه ل "بوابة أخبار اليوم" .. ليجب علي كافة التساؤلات المتعلقة بالعلاقات المصرية الألمانية ومستقبل السكة الحديد ومترو الأنفاق داخل البلاد . - في البداية ما تقييمك لزيارة نائب المستشار الألمانية علي رأس وفد كبير للقاهرة ؟ هذه هى الزيارة الثالثة ل "زيجمار جابريل" نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة للبلاد ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شارك من قبل في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ ، كما شارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، أما هذه المرة على رأس وفد من 120 شركة للاستثمارات في كافة المجالات منها الطاقة المتجددة والطب والتعليم الفني وصناعة الورق ، ووهي زيارة لها أهمية كبيرة . - وما هى أهمية هذه الزيارة من وجهة نظرك ؟ الوفد الألماني أطلق عدة رسائل خلال الزيارة أكد خلالها على انه يرغب في مساعدة البلاد في مختلف المجالات ، بالإضافة إلى أنهم سألوا عن كل كبيرة وصغيرة في الاستثمارات، وأكدوا أنهم لم يتخيلوا حجم الانجازات التي تمت خلال عامين، لذلك قالوا لابد أن نساعد مصر، وكانت المناقشات بين الوفد والمسئولين كانت مثمرة للغاية وسوف تظهر نتائجها خلال الشهور القليلة القادمة. - وماذا عن السياحة الألمانية لمصر؟ تم مناقشة السياحة الألمانية، واعتقد أن الرحلات الألمانية مستمرة في مدن البحر الأحمر، كما أن الوفد الألماني لم يقف عند هذا الحد بل قام بزيارة المناطق السياحة بالقاهرة خاصة الأهرامات، كما قام رئيس الوفد بزيارة المتحف المصري بالتحرير، وكانت لها مردود رائع، حيث إن صورة الأمن والأمان بالبلد كانت محل مناقشة الوفد الذي ضم 20 إعلاميا ألمانيا، أكدوا أنهم سوف ينقلون الصورة الحقيقة التي شاهدوا في الشوارع والمناطق السياحية ومدي الترحيب بزيارتهم . - وما أوجه الاستثمار التي نقشها الجانب الألماني في الزيارة ؟ الوفد الألماني ناقش كل أوجه الاستثمار وكان تركيزه على الطاقات وخاصة الطاقة المتجددة وحماية البيئة، وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد لهم أن لدينا في مصر 65% من أعداد السكان تحت سن الأربعين عام، وهذه تعد ثروة كبيرة لابد من استخدمها في مختلف المجالات . - وكيف ترى استثمار زيارة الوفد الألماني لمصر ؟ أولا نحاول أن لا تقف العلاقة بعد الزيارة الناجحة، لابد من فتح قنوات اتصال وإزالة أي عقبات المستثمرين الألمان، خاصة أنهم متفهمين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد في تلك المرحلة، والرئيس السيسي أرسل دعوة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل لزيارة القاهرة . - من خلال خبرتك ماذا ينقصنا من أجل النجاح ؟ لا ينقصنا شيء سوء الاجتهاد في العمل والتضحية، نحتاج للعمل بنظام وأمانة وضمير وأمل، وعلى الجميع أن ينظر للرئيس السيسي وعمله المستمر وحكمته الدولية التي من خلالها استطاع توصيل صورة جديدة لمصر ينظر لها العالم بتعجب، علينا استثمار ذلك في العمل ومساعدته لأنه لا توجد دولة في العالم يزدهر اقتصادها بدون عمل وعلم وصبر . - ماذا عن استثمار الشباب حتى يكون قيادة في المستقبل ؟ بهذه المناسبة لقد تقابلت مع نماذج مشرفة من الشباب والشابات ورأيت أن لديهم أفكار وتجارب وخبرات، وظهر هذا خلال زيارة الوفد الألماني، علينا استثمار هذا الشباب بالتعليم وإتاحة الفرصة حتى يصبح القيادة في المستقبل . - من خلال خبرتك الكبيرة لماذا تأخرنا في السكة الحديد ؟ السكة الحديد في مصر تعد أقدم سكة حديد في العالم لكن للأسف لم يتم تطويرها أو تجديدها، هناك 3 عوامل أساسية لنجاح أي سكة حديد على مستوي العالم "الصناعة والصيانة والتدريب" لابد من تصنيع الجرارات وعربات القطارات ثم الصيانة المستمرة للسكة الحديد والمحطات ثم العنصر البشري وبرامج تدريبية المستمرة، ولابد من السير في الثلاث اتجاهات في وقت واحد وببرنامج محدد، بالإضافة إلى خطة مستقبلية لخطوط جديدة لا تتعارض مع العاملة الآن . - لو طورنا السكة الحديد هل نستطيع تطوير طرق بيع التذاكر وخاصة أن هناك أزمات أوقات المناسبات ؟ يمكن حل أزمة التذاكر من خلال الحجز بالمحمول والإنترنت والماكينات الأوتوماتيكية في المحطات، لكنها تحتاج إلى تجهيز وخطة شاملة حتى يكون مشروع قومي، واعتقد أن هناك تحسن تدريجي في السكة الحديد منها تحسين المزلقانات والإشارات الضوئية . - وكيف يتم تطوير مشروعات مترو الأنفاق ؟ اعتقد الآن يوجد 3 خطوط مترو أنفاق بالقاهرة، ولابد أن يدخل المترو إلى المحافظات مثل الإسكندرية وبورسعيد ، ولابد من دراسة التكاليف والإمكانيات وعمل خطة شاملة لمترو الأنفاق لأنه وسيلة مواصلات توفير الكثير من الوقت والجهد وتخفف الزحام من الشوارع . - وكيف يحقق مكاسب أو يغطي تكاليف الصيانة ؟ اسمع من وسائل الإعلام المختلفة أن المشروع يحقق خسائر مثل غيره من مشروعات النقل العام، ولكن هناك خطة لابد من السير عليها حتى يحقق مكاسب من خلال دعم المشروع للمواطنين لكن لابد من زيادة سعر التذكرة كل عدة سنوات حتى تتواكب مع أسعار الطاقة والخدمات والإمكانيات المستخدمة، بالإضافة إلى تطوير المترو حتى يتناسب مع الركاب وثمن التذكرة التي يتم دفعها، وللعلم تذكرة المترو مدعومة في ألمانيا لكنها ليست مثل مصر، الدعم هناك غير كامل، لأن أسعار التذاكر تقسم على حسب المسافات وعلى أنواع القطارات التي يتم استخدامها، ونستطيع أن نربط ثمن التذكرة بخدمات يتم تقديمها في المترو أو القطارات أو إتاحة الانترنت المجاني ويكون محصل على ثمن التذكرة، بالإضافة إلى تحصيل ثمن التذاكر من كافة فئات الشعب، لأن هناك من يركب القطارات أو المترو ولا يدفع ثمن التذكرة أساسا وهذا يحقق خسائر، ولابد إذا تم ضبط أمثال هؤلاء عليهم دفع غرامات مالية كبيرة . - أري انك صريح للغاية وتضع يدك على المشاكل ؟ إذا أردت النجاح عليك تخصيص الخطأ، وهناك أمور لا نتكلم عنها لكنها خطأ ولا تحدث في الخارج، لا يوجد أي استثناءات هناك دعم لكن الجميع يدفع ثمن التذاكر "مافيش حد بيركب ببلاش" وإذا تم ضبطه يدفع غرامة كبيرة، لابد من تنظيم برامج توعية للمواطنين بأهمية وسائل المواصلات وخاصة المترو والقطارات ولابد من تقديم خدمات وربطها بثمن التذكرة ، واعتقد أن وزير النقل لديه رؤية حول هذا . - وما النصيحة التي توجهها إلى الشعب المصري ؟ يجب على المواطنين أن يعلموا أن التغيير صعب لكنه ضروري للغاية، لما أحب أغيّر من نفسي بيكون صعب.. لكنه شيء ضروري حتى نتواكب مع الآخرين، أوروبا كلها تتغير كل عدة سنوات، هناك تضحيات وصبر من أجل بناء أي وطن، استخدام التكنولوجيا يعد تغييرا، تغيير نمط العمل وأسلوبه للأفضل يكون صعب لكنه ضروري.