في إطار الاحتفال بذكري ميلاد المهاتما غاندي، نظمت سفارة الهند معرضاً للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "رحلة تحول غاندي إلي المهاتما غاندي" حيث رصد المعرض الذي ضم خمسين صورة فوتوغرافية لبعض المحطات الهامة في حياة المهاتما غاندي منذ أن كان صبياً وحتي أصبح شخصية عامة اشتهر بين الناس بلقب "المهاتما" أو "الروح العظيمة"، حيث لا تزال أفكاره خالدة علي مر الأجيال. استهل المعرض بصورة لغاندي وهو في السابعة من عمره..وانتهي بصورتين واحدة لجثمان المهاتما غاندي أثناء إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، والثانية للمهاتما غاندي في مثواه الأخير في راجهات. ولد غاندي في الهند في 2 أكتوبر عام 1869، وتلقي تعليمه في الهند ولندن، ومارس مهنة المحاماة في جنوب أفريقيا، وناضل من أجل حقوق السكان الأصليين في جنوب أفريقيا ثم عاد إلي الهند وقاد بلاده إلي الحرية، وقد أثرت فكرة اللاعنف والعصيان المدني في العديد من قادة العالم الذين ناضلوا من أجل حقوق شعوبهم التي عانت في ظل الحكومات الموالية للاستعمار، وأكدوا أن حرية الحقوق هي حق من الحقوق العالمية، وألهمت حياة غاندي ومسيرته العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعل الأممالمتحدة تعلن في عام 2007 اعتبار يوم ميلاد غاندي، الموافق 2 أكتوبر "اليوم العالمي للا عنف". تضمن المعرض لمحات تغطي معظم المحطات الهامة في حياة غاندي، ومنها صورة له خلال السنوات الأولي من ممارسته لمهنة المحاماة بجوهانسبرج بجنوب أفريقيا في1900، وعودته إلي الهند بصحبة زوجته كاستوربا، إضافة إلي عدد من الصور لرحلة كفاحة ومنها صورة له وهو يدشن حركة الساتياجراها من خلال خرق قانون الملح، وصورة له في سجن دوم دوم المركزي- كولكاتا بعد زيارة لمقابلة المسجونين في قضايا متعلقة بالأمن، وكذلك رحلة المهاتما غاندي لحضور مؤتمر المائدة المستديرة في لندن . الجدير بالذكر أن المهاتما غاندي زار مصر للمرة الأولي في 6 سبتمبر 1931 عندما رست السفينة التي كان يستقلها في طريقه إلي بريطانيا في مدينة بورسعيد. وكان في استقبال غاندي في الميناء وفد من حزب الوفد المصري. إلا أن التفاعل بين غاندي ورموز الحركة الوطنية في مصر في تلك الرحلة كان محدودا جدا، حيث أنه كان في طريقه لحضور مؤتمر المائدة المستديرة في لندن. و قد غادر مصر مع وعد بأنه سوف يتوقف مرة أخري علي طريق العودة. وقد قام السياسيون والمثقفون وأبناء الجالية الهندية في مصر بوضع برنامج موسع استعدادا للفترة التي سيقضيها غاندي في مصر عند عودته. كان من بين تلك الإعدادات أن يقوم غاندي بزيارة القاهرة. ولكن للأسف، لم تسمح الحكومة البريطانية لغاندي بالنزول من السفينة. لذلك، التقي ممثلون من مصر بغاندي علي متن الباخرة عند عودته في ميناء بورسعيد، وأعرب غاندي خلال اللقاء عن تضامنه مع القضية المصرية. إضافة إلي الخمسين الصورة الفوتوغرافية، ضم المعرض عشر لوحات فنية لغاندي رسمها طلاب المدارس المصرية الذين شاركوا في مسابقة الرسم السنوية التي تنظمها سفارة الهندبالقاهرة تحت عنوان "لمحات من الهند"، والتي أٌقيمت هذا العام في ثماني محافظات في مختلف أنحاء مصر، من بينها محافظة بورسعيد. وتتراوح الفئات العمرية للطلاب الذين شاركوا في المسابقة ما بين السادسة إلي الثامنة عشر عاماً. وجسدت كل لوحة من هذه اللوحات الانطباع الذي تركه المهاتما في أذهان هؤلاء الأطفال. من جانبه ذكر السفير سانجاي باتاتشاريا سفير الهند لدي جمهورية مصر العربية أن "غاندي سيظل له تأثير أبدي وهو يمثل نموذجا ملهما في وقت نواجه فيه تحديات وعنفا، وتحثنا مبادئ غاندي علي التوقف مع النفس والتفكير في أهمية أن تكافح البشرية وتسعي حثيثا من أجل السلام". أقيم المعرض في كل من القاهرة، وبورسعيد حيث توقفت سفينة المهاتما غاندي أثناء عبوره بمصر، وتضمنت الفاعليات الأخري عرض فيلم "تكوين شخصية المهاتما"، للمخرج الهندي الشهير شيام بينجال، وذلك يوم 25 أكتوبر بمقر المركز الثقافي الهنديبالقاهرة، حيث استعرض الفيلم فترة شباب المهاتما غاندي والفترة التي قضاها في جنوب أفريقيا، وكيف ساعد السكان الأصليين هناك من أجل الكفاح للحصول علي حقوقهم. كما تضمنت الفاعليات التي تم تنظيمها في بورسعيد - إضافة إلي معرض الصور - إقامة مائدة مستديرة تحت عنوان "عودة بالتاريخ: لقاء غاندي ومصر من علي ظهر السفينة"، وركزت علي زيارة غاندي إلي مصر، وحواره مع المثقفين المصريين، والتطورات التي حدثت منذ ذلك الحين وتأثير فلسفة غاندي علي الهند ومصر،وقد شارك فيها كل من البروفسير ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي الهندي الإسلامي بنيودلهي، والسفير محمود كريم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية والسفير أحمد حجاج رئيس مجلس إدارة الجمعية الأفريقية في مصر ود.جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية وأدار الندوة السفير سانجاي باتاشاريا. تم تنظيم هذه الاحتفالية بالتعاون مع محافظة بورسعيد وهيئة قناة السويس، وبحضور اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، والمحاسب محمد إسماعيل عبد السلام ممثلا عن رئيس هيئة قناة السويس وقيادات محافظة الإسماعيلية وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة ورئيس جامعة بورسعيد. كما عقد مركز مولانا آزاد الثقافي الهنديبالقاهرة مائدة مستديرة في 27 أكتوبر المنصرم بمقر المركز حول موضوع "غاندي في التحرير" لإلقاء الضوء علي فلسفة المهاتما غاندي،وأهميتها في العصر الحديث وشارك فيها جمال نكروما المحرر الدبلوماسي بجريدة الأهرام ويكلي، والبروفيسور حسن نافعة الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والبروفسير ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي الهندي-الإسلامي في نيودلهي.