استقبلت الأسرة خبر الحمل بسعادة بالغة، لكن الفرحة لم تتم، حيث أشار جهاز السونار إلي أن الأم حامل في توءم ملتصق. وبعد الولادة تحولت البهجة التقليدية إلي معاناة، فمجرد الحصول علي توءم يصيب أي أم بارتباك في التعامل معهما، فما بالنا اذا كانت طفلتين تعانيان من مشكلة تجعل التعامل معهما بالغ الصعوبة. لكن أطباء مستشفي طب الاطفال الجامعي بأسيوط تمكنوا من كتابة نهاية سعيدة لمعاناة الرضيعتين خلال اسبوع واحد بعد الولادة. حيث تم نقل الطفلتين إلي وحدة الاطفال حديثي الولادة بعد ساعتين من ولادتهما، واوضحت د. أماني محمد النائب بالوحدة انه تم اجراء الفحوصات الطبية لهما، وكان وزنهما طبيعيا وترضعان بشكل طبيعي. وقام أساتذة قسم الجراحة بفحص حالتهما ليتبين لهم انهما ملتصقان بالبطن والكبد وجزء من عظام الصدر. واشار الدكتور احمد صالح المدرس المساعد بالوحدة انه تم اجراء الاشعة والتحاليل لتحديد مدي الالتصاق. علي الفور تم تحديد موعد العملية التي تعد الأولي من نوعها في أسيوط، لكن كانت هناك مفاجأة في انتظار الفريق المكون من 6 اطباء، تكشفها الدكتورة هالة سعد عبدالغفار استاذ مساعد التخدير بكلية الطب قائلة: كانت خطتنا ان يتم تخدير احدي الطفلتين ثم الأخري، لكن بمجرد إعطاء جرعة التخدير للأولي فوجئنا بأن الثانية نامت، جعلنا هذا نشعر بالقلق، لكننا سارعنا باستكمال خطواتنا، بعد ان تأكدنا ان هناك التصاقا بالكبد وهو ما أدي إلي امتداد الجرعة من الطفلة الأولي إلي الثانية. ويوضح د. ابراهيم علي إبراهيم استاذ جراحة الاطفال بالمستشفي ان كبد الطفلتين كان مكتمل النمو، وهو ما جعل فصله يستغرق وقتا، لأن الامر يحتاج إلي دقة بالغة. وفي النهاية نجحت الجراحة وبدأت كلتا الطفلتين تعيشان حياتهما بشكل طبيعي ومنفصل عن الاخري. ويشير د. محمود مصطفي البحراوي استاذ الجراحة العامة والمشرف علي العملية ان الفريق تكون من الدكاترة ابراهيم علي ابراهيم، احمد ابراهيم عبدالوهاب، احمد جمال عبدالمالك، محمد حمادة، هالة عبدالغفار، ووسام نشأت. وتم تخصيص 3 أطباء لكل طفلة. واضاف ان الجراحة استغرقت 3 ساعات، واكد انه خلال 18 ساعة نجحت العملية وتم وضعهما علي اجهزة التنفس الصناعي وإرضاعهما بشكل طبيعي. وتم اطلاق اسمي نور وجنا عليهما.