أدلي الناخبون الأمريكيون بأصواتهم أمس لحسم واحدة من أشرس الانتخابات الرئاسية في تاريخ البلاد والاختيار ما بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تبدو الأقرب للبيت الأبيض بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. وأيا كان اختيارهم سيكون الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون نقطة تحول في تاريخ البلاد التي لم تشهد من قبل تولي امرأة منصب الرئاسة - فضلا عن كونها زوجة لرئيس سابق - كما لم تشهد "رئيسا" مثل ترامب يدخل معترك السياسة للمرة الأولي حيث لم يتول أي منصب سياسي كما لم يتول أي منصب تنفيذي أو عسكري. ودعي نحو 225 مليون ناخب للتصويت في الانتخابات الرئاسية إلي جانب تجديد الكونجرس وانتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ كما يختار الناخبون حكام 12 ولاية وعشرات الآلاف من المسئولين المحليين. وأدلي نحو 42 مليون ناخب أمريكي بصوته بحسب نظام التصويت المبكر سواء عن طريق البريد الإلكتروني أو في مراكز الاقتراع وهو رقم قياسي يفوق الرقم المسجل في عام 2012. لكن وكالة اسوشيتدبرس قدرت أن نحو 50 مليون ناخب صوتوا بموجب هذا النظام وقالت إن ذلك يعني أن 40% من الناخبين صوتوا فعليا قبل الثلاثاء الحاسم. وذكرت الوكالة أن هذا الرقم الكبير جاء في ظل ارتفاع نسبة الإقبال من الناخبين المنحدرين من أمريكا اللاتينية والذين لم يغفروا لترامب تصريحاته عن المكسيكيين الذين وصفهم باللصوص وهو ما يصب في صالح كلينتون. وفي السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (11 بتوقيت جرينتش) فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها في 9 ولايات علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وبدأ الناخبون التصويت في صناديق الاقتراع في كونيكتيكت وانديانا وكنتاكي وماين ونيوهامشير ونيوجيرسي وولاية نيويورك وفيرمونت وفرجينيا. وستفتح مكاتب الاقتراع في ولايات اخري في وقت لاحق. من جهة أخري قالت وزارة العدل إنها أرسلت أكثر من 500 موظف إلي 28 ولاية لمراقبة الانتخابات وهو ما يقل بنحو 35% عن عدد الموظفين الذين أرسلتهم في انتخابات 2012. ويعمل المراقبون علي التأكد من عدم وقوع أي انتهاكات لحقوق المدنيين خاصة التمييز علي أساس العرق وسط مخاوف من ترويع الناخبين خاصة الأقليات. و تشهد العملية الانتخابية مخاوف غير مسبوقة في تاريخها هذه المرة في ظل تصاعد نبرات الاتهامات التشكيك المسبقة في العمليات الانتخابية من قبل المرشح الجمهوري تحديدا وتهديدات بعض أنصاره للجوء الي العنف في حالة خسارته وحمل السلاح في ظل القانون الامريكي الذي لا يجرم حيازة الأسلحة بدون ترخيص لدرجة جعلت صحيفة الواشنطن بوست تنقل عن مسئولين انهم يستعدون ليوم غير عادي من الاضطراب والفوضي مع ادلاء الناخبين باصواتهم كما قامت السلطات في ولايات بنسلفانيا وأريزونا بتوزيع منشورات تنصح الناخبين بتجنب الاستفزازات وعدم السير في المناطق المعزولة ، وقالت السلطات في بنسلفانيا في بيان رسمي صادروا عن حكومتها إن الأفراد الذين يتآمرون للتدخل في حق الشخص في التصويت يمكن أن يواجهون عقوبة تصل إلي 10 أعوام في السجن، كما قام أنصار للحزب الديمقراطي برفع دعاوي قضائية تتهم أنصار ترامب بترهيب الناخبين، بعد دعوات ترامب لأنصاره بالزحف إلي أماكن التصويت ومراقبة احتمالات التزوير، وذلك بخلاف التهديدات التي تلقتها السلطات الفيدرالية من تنظيم القاعدة بشن هجمات علي مدينة نيويورك وتكساس وفرجينيا في يوم الانتخابات.