تواكبت زيارة الرئيس السنغافوري توني تان كينج لمصر، والتي تعد الأولي من نوعها، بناء علي دعوة رسمية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الاحتفال بذكري مرور خمسين عاما علي قيام العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسنغافورة. زيارة الرئيس السنغافوري التي تأتي في إطار جولة شرق أوسطية بدأها بزيارة القاهرة علي مدار ثلاثة أيام في الفترة من 31 حتي الثاني من نوفمبر الجاري تعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، لاسيما أنها جاءت بعد أقل من عام علي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لسنغافورة، وبالتالي أكدت هذه الزيارة، علي حد تصريحات بريمجت سداسيفان، سفير سنغافورةبالقاهرة علي اهتمام البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية بينهما، وهي العلاقات الممتدة، والتي تتسم بالقوة والصلابة لاسيما أن هناك رغبة متبادلة من الجانبين لدفعها للإمام. مباحثات القمة ركزت علي دعم التعاون الثنائي في كافة المجالات وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما بؤر التوتر في المنطقة وظاهرة الإرهاب التي تعد ظاهرة دولية تتأثر بها كافة دول العالم. وخلال هذه الزيارة الهامة للرئيس السنغافوري لمصر تم توقيع مذكرة تفاهم تغطي تسعة مجالات للتعاون بين البلدين هي الإدارة العامة وإدارة مصادر المياه والموانئ وتحلية مياه الشرب والتعليم الفني والتعليم والطيران المدني وتكنولوجيا المعلومات والحوكمة الإلكترونية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقد اصطحب الرئيس السنغافوري خلال زيارته لمصر وفدا من رجال الأعمال لبحث سبل الاستثمار في مصر حيث انعقد منتدي الأعمال بين البلدين برئاسة الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي وكوه بوه كون وزير التجارة والصناعة بسنغافورة. وتم قبيل الزيارة عقد لقاء بين رئيس شركة "باسيفيك إنترناشونال لاينز"، المتخصصة في اللوجستيات بحضور داليا خورشيد وزيرة الاستثمار، ووزير الدولة للتجارة والصناعة السنغافوري، وهي الشركة الحاصلة علي المركز الرابع عشر عالميا في مجال الحاويات. وأوضح سفير سنغافورة لدي القاهرة بريمجت سداسيفان، أن الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس وقعت خطاب نوايا مع شركة (هايفلكس) السنغافورية لإقامة مشروع لتوليد الكهرباء ومحطة لتحلية المياه بطاقة 051 ألف متر مكعب في اليوم بتكلفة إجمالية 500 مليون دولار بغرض توفير الطاقة ودعم البنية التحتية بمنطقة العين السخنة. وأكد السفير السنغافوري، اهتمام الشركات السنغافورية بالاستثمار في مصر خاصة في منطقة محور قناة السويس وأن وفد رجال الأعمال المرافقين للرئيس كان هدفهم استشكاف فرص الاستثمار وهم يتطلعون إلي صدور قانون الاستثمار الجديد. كما حرص الرئيس السنغافوري، خلال زيارته الهامة لمصر علي لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ويأتي ذلك في ضوء إدراك الجانب السنغافوري لأهمية مواجهة الإرهاب، ذلك الخطر الذي لم يعد مقصورا علي منطقة الشرق الأوسط فقط ويعاني منه الجميع في كافة أنحاء العالم، وفي هذا الإطار أعرب الجانب السنغافوري تقديره لدور الأزهر كأهم وأكبر مؤسسة دينية في العالم في نشر الفكر الوسطي وأهمية تقوية العلاقات معها.