في الوقت الذي أثار فيه افتتاح معرض"حين يصبح الفن حرية .. السرياليون المصريون (1938 1965)" ضجة كبيرة أعلنت قاعة المسار للفن المعاصر عن افتتاح معرض"جماعة الفن المعاصر- 1946 " ، في الفترة من 16 أكتوبر والذي يستمر حتي 22 نوفمبر حيث يسلط المعرض الضوء علي توجه هذه الجماعة الهامة بتاريخ الفن الحديث بمصر والتي كونها المفكر حسين أمين عقب أحداث الحرب العالمية الثانية، و قام بتوجيههم فنياً للانتقال بفنهم من الواقعية للسريالية المطلقة. يضم المعرض عددا من الأعمال للفنانين الراحلين: حسين يوسف أمين مؤسس الجماعة وكل من عبد الهادي الجزار، وسالم الحبشي الشهير بموجلي، ومحمود خليل، وماهر رائف، وسمير رافع ووليام مرقص. يقام هذا المعرض علي خلفية قيام جاليري المسار بعرض أعمال جماعة الفن المعاصر بالمعرض المقام حاليا بمتحف بومبيدو بباريس تحت عنوان " الفن، الحرية، الانشقاق، الحرب، والسريالية في مصر ( 1938-1948)"، الذي افتتحته يوم 19 أكتوبر 2016 وزيرة الثقافة الفرنسية ورئيس متحف بومبيدو بحضور لفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين والمهتمين بالفن، علي أن ينتقل بعدها إلي متحف الملكة صوفيا للفن الحديث بمدريد بأسبانيا في فبراير 2017، ثم إلي متحف الفن الحديث بدوسولدرف بألمانيا في يوليو 2017، وأخيرا سينتقل المعرض لمتحف التيت بليفربول ببريطانيا في يناير 2018 . وتشارك قاعة المسار في معرض جورج بومبيدو بأحد عشر عملاً هاماً ومحورياً لأربعة من فنانيها من رواد الفن المصري الحديث بالقرن العشرين، وهم الفنانون الراحلون : حسين يوسف أمين، وألكسندر صاروخان، سالم الحبشي ومحمود خليل إضافة إلي كتاب هام ونادر عن الحرب العالمية الثانية كتبه ونشره صاروخان عام 1946 . ويتناول المعرض الدور الهام الذي لعبته جماعة الفن والحرية التي أسسها جورج حنين وجماعة الفن المعاصر التي أسسها حسين يوسف أمين. وحسب البيان الصادر عن جاليري المسار، يضم المعرض المقام بمركز بومبيدو بباريس 130 عملاً فنياً للعديد من الفنانين المصريين الراحلين ممن عاصروا هذه المرحلة الزمنية من القرن الماضي، المصريون من جماعتي الفن والحرية والفن المعاصر وكان لهم إنتاج فني متميز، مثل رمسيس يونان وفؤاد كامل وماهر رائف وحسين يوسف أمين وصاروخان و سمير رافع والعديد من رواد الفن الحديث بمصر أنذاك. والفنان ألكسندر صاروخان الذي تم عرض أعماله عن الحرب العالمية الثانية. كما يحتوي المعرض علي العديد من الكتب والكتالوجات للمعارض الفنية التي تم إنتاجها ما بين عامي 1938 و1948 ، وأربعة أفلام تسجيلية تاريخية من نفس الفترة الزمنية عن الفن والحرب وهم من مقتنيات الكاتب الراحل جورج حنين مؤسس جماعة الفن و الحرية. كذلك يقام حاليا بمتحف الشارقة للفنون، معرض فني استيعادي للفنان المصري كمال يوسف، وذلك في الفترة من 17 سبتمر وحتي 17 نوفمبر 2016، حيث يقدم المعرض الذي يقام تحت عنوان "كمال يوسف: كبسولة الزمن للسريالية المصرية" نظرة شاملة علي الأعمال الفنية المتنوعة التي أبدعها الفنان المصري خلال مشواره الفني ، وحظيت باهتمام واسع في مختلف أرجاء العالم العربي وخارجه.. وما تزال الأعمال الفنية التي يقدمها كمال يوسف الذي يبلغ عمره اليوم 82 سنة ويقيم في ولاية بنسلفانيا،غزيرة وغنية بالإبداع كما كانت دوما ، كما تنقل بما تتميز به من عمق وشمولية رسائل تجتاز الحدود وتخاطب الإنسانية جمعاء. وينظر هذا المعرض الذي تعاونت علي تنظيمه إدارة متاحف الشارقة ومؤسسة الشارقة للفنون، إلي أعمال كمال يوسف الفنية باعتبارها كبسولة زمنية، وتجعل منها شاهدًا علي الإبداع ونموذجًا للفعاليات المميزة علي المستويات الفنية والثقافية والسياسية والتاريخية في مصر والعالم أجمع. ترجع أهمية هذا الفنان المصري العالمي حسبما ذكر د.صلاح حسن كونه أحد أبرز السرياليين المصريين في جيله، والذي لا يزال متمسكاً بأفكاره وأسلوبه الفني، وبتلك الروح العالمية التي انبثقت عن "جماعة الفن والحرية"، وهي جماعة فنية سريالية- مصرية عرض معها كمال في عام 1939 بدعوة من جورج حنين. كما لا يزال وفياً للتجارب الفنية والفكرية ل "جماعة الفن المعاصر"، وهي جماعة فنية طليعية أخري ساعد في تأسيسها في منتصف الأربعينيات تحت رعاية معلمه الراحل حسين يوسف أمين. وفي كلمتهما بكتيب المعرض كتب كل من د.صلاح حسن وحور القاسمي : تُعرض أعمال كمال يوسف في ترتيب شبه زمني مع أخذ الاعتبار للثيمات المتكررة في أعماله الفنية المعقدة، والتي اختبر فيها مجموعة متنوعة من الأساليب، والموضوعات، والوسائط التقنية. كما يعكس عمله الفني وعيه وتمكنه من المفردات البصرية والممارسات الجمالية للحداثيين في فترة ما قبل وبعد الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين، وتتراوح أعماله بين التصويرية والتجريدية . يشير د.صلاح حسن إلي أن هذا المعرض يسلط الضوء أيضا علي المساهمات الهامة لفناني المهجر من أمثال كمال يوسف وتأثيرهم علي الحداثة العالمية، وعلي نسيج المجتمعات التي تبنوها كمواطن جديدة لهم . إن كل تلك المعارض التي تقام في ذات التوقيت فضلا عن معرض قصر الفنون إنما يدل علي الاهتمام العالمي بالحركة السريالية المصرية ، ولكن يبدو أن تلك المعارض قد خرجت لتثير ضجة كبيرة بين محبي الفن ، فليس معرض القاهرة وحده ما أثار هذه العاصفة من الانتقادات، بل امتد الأمر ليصل إلي معرض بومبيدو بباريس حيث فجرت د.مي التلمساني مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلنت علي صفحتها علي الفيس بوك أن عددا من الأعمال التي تم عرضها وتحمل توقيع الفنان كامل التلمساني هي لوحات مزيفة ، وأتبعت ذلك بمقال نشرته بجريدة القاهرة وآخر أعلنت عن نشره بجريدة الحياة اللندنية ، وقد دار حوار كبير علي صفحتها بينها وبين سام بردويل منسق المعرض الذي يبدو من سياق حديثه أن ثمة حوارا سابقا دار بينه وبين دكتورة مي حول نفس الموضوع ، وذكر أن الاختبارات العلمية والأشعة السينية تحت الحمراء التي أجرتها مديرة الترميم في مركز بومبيدو، وهي التي رممت أيضا كل الأعمال الفنية للمعرض، أثبتت أن جميع لوحات التلمساني في المعرض لها نفس تطبيق الطلاء،حركة الفرشاة والتركيب الكيميائي، إلا أن التلمساني أصرت علي موقفها وأكدت أنها ستظل تدافع عن وجهة نظرها وما تراه حقيقي وصحيح باعتبارها راعية لتراث التلمساني، مضيفة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات العبث بتراث التلمساني. ولا يزال الملف مفتوحا.