في كلمته في افتتاح المؤتمر الاول لشباب مصر الذي عقد في شرم الشيخ اعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن افتتاح المؤتمر والذي سيستمر ثلاثة أيام بحضور ثلاثة آلاف شاب من كل الأطياف والاتجاهات الي جانب كل المسئولين بالدولة وممثلين عن الاعلام والثقافة والرياضة. قال أن الدولة تعمل علي أن يكون الشباب جزءا أساسيا في جهود بناء مصر. قال أنه سيتم عقد هذا المؤتمر سنويا لمتابعة الخطوات لتنفيذ احلام وطموحات الشباب ورؤاهم للمستقبل. تحدث عن حتمية التعليم مشيرا الي انها عملية مكلفة تحتاج الي امكانات هائلة. قال انها ضرورية ولابد من تطويرها ليس للتعليم فحسب ولكن لبناء الانسان المصري. وكان مجموعة الشباب التي كلفت بالاشراف علي تنظيم هذا الحدث قد تحدثوا في البداية عن أهدافه والقضايا التي سيتم بحثها. طالبوا أخوانهم شباب مصر بالعمل وبذل الجهد فيما يمكن أن ينفعهم وينفع الوطن. من ناحية أخري لإنجاح هذا المؤتمر يتحتم تحديد الحقوق والواجبات وضمان آليات تفعيلها حتي لا يتحول إلي »مكلمة» وشعارات. لابد من خطوات جادة لتمكين هذا الشباب من »الابداع والانطلاق» المأمولين سواء من جانب الدولة أو من جانب الأسرة ثم من جانب الشباب أنفسهم. من المؤكد أن التطورات التي شهدها المجتمع علي مدي الخمسين عاما الماضية اجتماعيا واقتصاديا كانت لها انعكاسات أغلبها سلبية علي مسيرة هذا الشباب. أن قمة المهام التي تبنتها ثورة 30 يونيو هي اصلاح ما فسد واعلان ان الاهتمام بالشباب علي قمة الأولويات. جري هذا التحرك في اطار خطة عمل اعادت الأمن والاستقرار واقامة حياة ديمقراطية نزيهة وسليمة. ما حدث كان جديرا بتخليص الشباب من حالة القنوط والاحباط التي تملكته نتيجة ما اصاب ثورة 25 يناير التي افسدها الانتهازيون بالتحالف مع جماعة الإرهاب الإخواني وحلفائها من قوي أجنبية. كان علي الشباب أن يخرجوا من عزلتهم ليساهموا في مرحلة جديدة وحقيقية لبناء مصر. هذه المرحلة تمثلت في تنفيذ العديد من المشروعات القومية رغم كل المشاكل والمعوقات اعتمادا علي العزيمة وروح التحدي لدي الشعب المصري وقيادته السياسية. هذه المشروعات وما سوف تحققه فتحت أبواب الأمل أمام الشعب المصري خاصة الشباب الذي يمثل الغالبية. إن أخطر المعوقات لمسيرة التنمية تتجسد في الانفجار السكاني الذي أدي إلي ارتفاع التعداد من 20 مليونا عند قيام ثورة 23 يوليو 1952 ليقترب من 100 مليون نسمة حاليا. ونتيجة للتقاعس والاهمال والفساد تفاقمت وتعقدت مشاكل مصر المحروسة وهو ما تمثل في تراجع وتدني الأوضاع الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. زاد الطين بلة فشل الحكومات المتتالية في استثمار الطاقة البشرية المتاحة وتأهيلهم بالصورة المناسبة لتكون عنصرا ايجابيا في تقدم ونهوض الدولة. جاءت ثورة 25 يناير 2011 التي كان جوهرها الشباب عنوانا لهذه الحالة قبل ان تفسدها وتسطو عليها جماعة الإرهاب الإخواني. كانت تعبيرا عن حالة الضيق من جانب الشباب علي ما وصلت إليه أحوال مصر. إندلعت هذه الثورة بمبادئ وشعارات مثالية ولكن ما شابها من تدخلات تخريبية كان دافعا للشعب المصري للقيام بثورة مليونية يوم 30 يونيو 2013 لتغيير واصلاح مسارها. تعددت المناسبات والتصريحات والقرارات والدعوات تأكيدا للخطط والسياسات التي تعطي الشباب فرصة المشاركة في جهود اعادة بناء الدولة المصرية.. لم يكن مؤتمر شرم الشيخ الذي بدأ فعالياته أمس سوي واحدة من هذه التحركات التي نأمل أن تتحول أهدافه وشعاراته إلي حقيقة علي أرض الواقع. ليس مطلوبا للوصول إلي هذا الهدف سوي أن تتحمل الحكومة مسئولياتها كاملة وأن يخرج الشباب من عزلته مشمرا عن ساعديه للمشاركة في عملية البناء بالجهد والعرق والانتاج متخليا عن الشكوي والكسل والجلوس في المقاهي والكافيتريات. هذا الشباب مطالب بأن تكون قدوته نماذج شابة ناجحة حققت ذاتها وأفادت وطنها عملا وسمعة سواء في الداخل أو الخارج. إن تحقيق المشاركة الشبابية يتطلب استعادة الانتماء الوطني والتحلي بالعزيمة المدفوعة بروح التحدي والايمان. عليهم أن يدركوا أن مستقبل هذا الوطن مرهون بما يمكن أن يبذلوه ويقدموه من جهد وعرق باعتبار أن كل شيء في النهاية سوف يعود إليهم وإلي أبنائهم. في نفس الوقت فإن علي الدولة بكل أجهزتها أن تعمل في كل اتجاه من أجل اعادة الأمل المفقود لدي هذا الشباب وأن تتيح له الفرصة لاثبات وجوده وذاته. لابد أن يشمل تحرك الدولة العمل علي توفير كل ما هو مطلوب ليشق الشباب طريقه في الحياة سواء كانت رعاية تعليمية أو صحية أو اجتماعية أو اقتصادية. لا جدال أن إحساس هذا الشباب بواقعية تبني الدولة لهذه الواجبات سوف تكون حافزا لهم للتجاوب مع ما يجب أن يتحملوه من مسئوليات. كل هذا في اطار توافق عام بأن معالجة اندماج الشباب في كينونة هذا الوطن لاعلاء مكانته وقدره هي منظومة مشتركة تقوم علي الحقوق والواجبات.