أكدت دراسة علمية أعدها الباحث حسام شاكر المعيد بقسم الصحافة والنشر باعلام الأزهر بعنوان (معالجة الكاريكاتير للقضايا السياسية بعد ثورة 25 يناير 2011م دراسة تحليلية علي عينة ضمن الصحف المصرية -الأخبار والوفد والمصري اليوم ) أن صحيفة الأخبار كانت من أكثر الصحف القومية توزيعا عقب ثورة يناير وشهدت تحولاً حقيقياً في خطابها بسبب تولى ياسر رزق رئاسة تحريرها فى ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه وبسبب تركيز الصحيفة على رصد الأحداث والأوضاع دون تعتيم أو تلوين الأخبار وأن القراء لم يعتادوا فى صحيفة قومية نشر موضوعات وأخبار تنقل نبض الجماهير فى الشارع مثلها . وأشارت الدراسة إلى أن رسامي جريدة (الأخبار) من أكبر وأشهر رسامي الكاريكاتير الذين أحدثوا فيه طفرة كبيرة فى مصر، موضحة أن الكاريكاتير كان له دور مهم فى التمهيد لثورة يناير والتعبير عنها، حيث كانت رسومه من أكثر الأشياء تجسيدا للقضايا السياسية التى ظهرت خلال تلك الفترة من محاكمات لرموز النظام وانفلات أمنى وانتخابات برلمانية ورئاسية ومظاهرات فئوية واعتصامات وتعديلات دستورية، ومطالبات بالإصلاح السياسى والاجتماعي ارتفعت أصواتها للمطالبة بالإصلاح داخلياً وخارجياً .. وبينت الدراسة أن الكاريكاتير كان أحد الأدوات للتعبير عن مطالب الثوار على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، وأن المواطنين سارعوا بإبراز احتياجاتهم واعتراضاتهم بالرسم الساخر على الحوائط والجدران. وقالت الدراسة إن رسامي مؤسسة الأخبار كانوا أكثر إجادة لفن التناص الكاريكاتيري الذي يعني قدرة الرسام على استحضار نصوص قديمة وتوظيفها مع رسومه الحالية بحكم خبرتهم وثقافتهم وإعطاء المجال لهم من قبل قيادتها المتمثلة فى رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير ياسر رزق فتنقلوا بين تناص التراث الشعبى والدينى والأدبى وانفردوا بالتناص الذاتى وأنها ساندت وثائق الأزهر في تلك الفترة من خلال رسوم مصطفى حسين التي أشاد فيها بوثيقة الأزهر التي جمعت كل التيارات والأحزاب السياسية والدينية وجميع طوائف الشعب المصرى عندما جسد الحدث باعتباره حدثا تاريخيا فرسم جموع الشعب يشمرون عن سواعدهم ليركبوا فى سفينة شيخ الأزهر باعتبارها طوق النجاة وعلى الجميع أن يسارع إلى تلبية ندائها قبل أن تتفاقم المشاكل ولا يتمكن أحد من حلها.. ألمحت الدراسة إلى أن رسوم الفنان أحمد عبدالنعيم بطالأخبار المسائى" القائم على رئاسة تحريرها الكاتب الصحفى جمال حسين تميزت بالبساطة والوضوح اضافة لاتقانه الرسم بتعليق وبدون تعليق واجادته لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تلوين الرسوم ومصاحبة توقيعه لريشه تميزة عن غيره ، كما ان الفنان تاج زاوج في رسومه بين الرسم بالحروف والرسوم العادية وهو مالا يجيده الكثير من الرسامين واستخدم التناص وكانت تعليقاته قصيرة وتوقيعه واضح ، وأن الفنان عمرو فهمي تميز بشخصياته الرمزية (ابن البلد والست سوسة ) واعتمد على الألوان في الكثير من رسومه ، بينما انفرد الفنان مصطفى حسين بثراء شخصياته الرمزية المسماة وغير المسماة (فلاح كفر الهنادوة وقاسم السماوى والمواطن مصرى) وجسد تلاحم الشعب مع الجيش وأبرز انفعالة الشخصي في رسومه ، وتبنى حملات منظمة لحث الناس على وضع الدستور قبل الانتخابات وكان الأجرأ في نقد المعزول مرسي والقذافي وبعض التيارات الاسلامية فضلا عن بروز الألوان في رسومه وثبات موقعها في الصفحة الأخيرة ، وأن رسوم الفنان محمد عمر اهتمت بالرسوم عن الثورات العربية والمزاوجة بين الألوان والأبيض والأسود ولم يستخدم الإيروتيكية فى رسومه كونها لاتتناسب مع أذواق القراء، وأن رسوم الفنان اسلام رجب تميزت بالسهولة والوضوح .. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأحداث السياسية عقب الثورة ساهمت فى زيادة عدد رسوم الكاريكاتير فى صحف الدراسة فاستعانت المصرى اليوم بعدد من الرسامين خلال هذه الفترة ، ضوأفردت الأخبار صفحة حاول تبتسم للهواة والمحترفين أسبوعيا ، وعاد فلاح كفر الهنادوة للصحيفة بعد غيابه عنها لمدة سنوات، وأن قضية الانفلات الأمنى احتلت المرتبة الأولى نظرا لكثرة أحداث السرقات ،وقطع الطرقات وانتشار الأسلحة النارية كما انفردت صحيفة الأخبار برسوم تختص بانتخابات مجلس الشورى بخلاف الصحف الأخرى التى لم تشر إليها فى رسوماتها . وأوصت الدراسة بالعمل على زيادة عدد رسامى الكاريكاتير داخل المؤسسات الصحفية لإحداث مزيد من التنافس والاهتمام بتحديد مساحات للكاريكاتير وزيادتها ، وإنشاء ملاحق دورية توزع مع الصحف على أن تتضمن رسوم للهواة تمكنهم من الإحتراف فيما بعد وإصدار صحف خاصة بالكاريكاتير ودعمها ماديا ومعنويا من وزارة الثقافة ونقابة الصحفيين فمصر ليست أقل شأنا من تركيا وإيران اللتين تحظيان بوجود عدة صحف كاريكاتيرية وإجراء المزيد من الأبحاث العلمية التى تتناول فن الكاريكاتير فى الصحف يذكر أن لجنة الإشراف والحكم والمناقشة -التي تكونت من الدكتور عبدالصبور فاضل عميد الكلية والدكتور أحمد زارع وكيل الكلية والدكتور محمد وهدان رئيس قسم الصحافة والاعلام بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنات والدكتور شوقي الدسوقي متولي رئيس قسم الإعلان والطباعة والنشر بكلية الفنون التطبيقية ببنها- قررت منح الباحث درجة الماجستير بتقدير امتياز.