ناقشنا ممثلي اتحادي الصناعات والغرف التجارية للتعرف علي توصيفهم للأوضاع في سوق الذهب ورؤيتهم لمواجهة الركود وجنون الأسعار.قال د. وصفي امين واصف رئيس الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية الذي أكد ان الارتفاعات المتتالية في أسعارالذهب والتي وصفها بالجنونية وغير المسبوقة سببها الرئيسي هو ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء مؤكدا ان اسعار الذهب مرتبطة بأسعار الدولار وأنه لو ارتفع سعر الدولار مرة اخري سيكون هناك طفرة جديدة في اسعار الذهب ، كما ان الأسعار والبورصات العالمية تلعب دورا كبيرا في تحديد اسعار الذهب. أكد وصفي ان حركة المبيعات حاليا لم تعد موجودة ولو بنسبة بسيطة حيث تراجعت حركة المبيعات في اسواق الذهب بشكل كبير بسبب الزيادة المتعاقبة في سعره علي مدار الشهور الماضية مما تسبب في حدوث شلل تام في محلات الصاغة واستمر الارتفاع خلال الشهر الماضي مما جعل الزبون لا يقبل بالأسعار الموجودة حاليا، كما انه لا يوجد زبون لديه سيولة كافية للشراء بهذه الأسعار مؤكدا انه عندما كان سعر الجنيه الذهب 2600 جنيه لم يكن الزبون يقبل علي الشراء بالشكل المناسب وحاليا اصبح سعره 4080جنيها والأوقية 1250 دولارًا في البورصات العالمية وبلغ سعر عيار 21 إلي 510 جنيهات، في حين وصل عيار 24الي 583 جنيهًا، كما ارتفع عيار 18الي 436 جنيهًا، وعيار 14 نحو 330 جنيهًا مما جعل الزبون يبتعد تماما علي التفكير في الشراء. خسائر كبيرة وأضاف انه يوجد في مصر حوالي 3 آلاف مصنع وورشة للذهب ونتيجة لهذا الارتفاع الجنوني بأسعار الذهب تكبد اصحاب المصانع والورش خسائر كبيرة نتج عن ذلك إغلاق 50% من المصانع والورش علي مستوي الجمهورية و50% منهم قاموا بالاستغناء عن نصف عمالتها والمصانع المتبقية تعمل حاليا بنصف طاقتها. وطالب بإزالة كافة المعوقات امام المصنعين لزيادة قدرات الورش علي الاستمرار في الإنتاج ومنع توقف المصانع والورش،مشيرا إلي ان سعر الذهب مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي وترتفع أسعاره في فترات الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية فهو سلعة لها أهمية في الميزان الاقتصادي الدولي، وقال إن سعر سبيكة الذهب أكثر استقرارا من المشغولات الذهبية المضاف اليها » المصنعية » والضريبة، وقال ان سبيكة الذهب رصيد مضمون للظروف. وأوضح ان الشعبة لا تستطيع التدخل في السوق وليس لديها سلطة لخفض الأسعار العالمية أو اسعار الدولار في السوق الموازية وإنما الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الاتجاه إلي التصدير بشكل كبير ودعم الدولة للعملة عن طريق تحملها لأي نوع من انواع الرسوم والقيود والقضاء علي التعقيدات في الإجراءات حتي يتم القضاء علي هذه الأزمة. وأضاف وصفي ان الغرفة نجحت في تجربتها عندما قامت منذ ايام بوقف بيع الذهب لمدة يوم والتي تم تطبيقها لأول مرة، مؤكدا انها ساهمت في خفض الأسعار بشكل معقول ، وانخفض سعر كل عيار 50 جنيها والجنيه الذهب انخفض 280 جنيها، وقال ان ذلك تم بالاتفاق مع التجار ومجلس ادارة الشعبة حيث أجري اتصالات مع كبار تجار الجملة لتعليق تصنيع وبيع خامات الذهب التي تعد العامل الأساسي في تحديد اسعار المشغولات الذهبية مؤكدا انهم التزموا جميعا لأنهم الأكثر تضررا من الارتفاعات الجنونية التي اصابت سوق الذهب. وقال انه سوف يكرر التجربة مجددا في حال ارتفاع اسعار الذهب بشكل مبالغ، مؤكدا ان القفزات التي شهدتها اسعار الذهب مؤخرا غير حقيقية حيث قام بعض التجار والمتعاملين في سوق الذهب بإطلاق شائعات خلال الفترة الأخيرة عن ارتفاعات وشيكة في اسعار الذهب مما ادي إلي اشتعال اسعار الذهب دون سبب حقيقي. وعن أسباب زيادة المصنعية يقول وصفي ان المصنعيات علي الذهب تزداد كلما ارتفع سعر الذهب لأنها تمثل قيمة الفاقد خلال عمليات التصنيع لذلك كلما زادت قيمة الذهب زادت قيمة الفاقد وبالتالي زادت المصنعية، موكدا ان ارتفاع اسعار الذهب وضع عالمي لا يوجد دولة تتحكم فيه. مشيرا إلي ان سبب ارتفاعه عالميا يرجع إلي عدم الثقة في العملات والحالة الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي. عيار14 يقول المهندس رفيق عباسي رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات انه تم تشجيع تصنيع المصوغات عيار 14 الذي ظهر لتحقيق زيادة في نسبة المبيعات، مؤكدا ان تجار الذهب كان لديهم الأمل في تحقيق نسبة مبيعات بشكل اكبر خاصة مع دخول الموسم الذي يكثر فيه الخطوبة والأفراح ولكن خاب املهم. وأكد انهم كانوا يبيعون 300 طن في السنة اما هذا العام فلم يصل حجم المبيعات إلي 25 طنا في العام. وأضاف ان الزبون اصبح لا يمتلك الأموال لشراء الذهب حتي ولو عملنا له عيار 9. مؤكدا ان عيار 14 انتشر حاليا بنسبة اكبر في محلات اخري ويحتاج بعضا من الوقت حتي يتقبله الزبون. وأضاف ان السوق اصبح سيئا للغاية في حركة المبيعات حيث ان نسبة المبيعات لم تحقق سوي 5% مقارنة بالوضع منذ اكثر من خمس سنوات. وأوضح ان الذهب وسيلة ادخار لدي المواطن لذلك ليس من السهل ان يستوعب عيار 14 لأنه يفكر ايضا عند شرائه للذهب ان يحصل علي تحقيق مكسب في البيع. وأكد انه لا مجال إطلاقا للتلاعب بأسعار الذهب من التجار لأن اسعاره يتم تحديدها من بورصات عالمية، وقال ان حجم الاستثمار في الذهب سنويا بلغ 56 طناً بما يعادل 14 مليارا و840 مليون جنيه سنويا. مشيرا إلي ان الارتفاع المفاجئ في اسعار الذهب يرجع إلي القرارات الأخيرة للبنك المركزي التي خفضت الجنيه المصري في مقابل العملات الأجنبية، لافتا إلي ان تلك السياسات أضرت بتجار الذهب والعملاء علي حد سواء. البورصات العالمية من جانبه قال الجواهرجي علي السرجاني نائب رئيس شعبة الذهب ان هناك قفزة كبيرة حققتها أسعار الذهب مؤخرا مؤكدا انه لم يشهد مثل هذه الزيادة غير الطبيعية منذ سنوات ، مضيفا ان ارتفاع اسعار الذهب اثر بشكل كبير علي سوق الذهب المصري، ويرجع ذلك إلي ارتفاع سعر الدولار رسميا وفي السوق السوداء موضحا ان الذي يتحكم في سوق الذهب وارتفاعه وانخفاضه هي البورصات العالمية. وأضاف انه في ظل ارتفاع الذهب وتراجع حركة المبيعات للمشغولات الذهبيه اصبح الإقبال بشكل كبير علي شراء السبائك والجنيه الذهب الذي يعد اكثر امانا كنوع من انواع الاستثمار خاصة انه لا تضاف إليه مصنعية. تأجيل الخطبة وأن هناك عرائس وعرسانا يؤجلون خطبتهم لحين انخفاض سعر الذهب مؤكدا ان الزبون عندما يدخل عليه ويسمع بأسعار ارتفاع الذهب يحجم عن الشراء مشيرا إلي ان معظم الزبائن يؤجلون قرار الشراء أملا في تراجع الأسعار ولكن للأسف الغلاء في ارتفاع مستمر. وأضاف ان سبب حالة الركود التي نعاني منها هو عدم ثبات سعر الذهب،مما جعل اسعاره في تذبذب بشكل يومي وطالب بتثبيت السعر كحل للقضاء علي حالة الركود، واتهم السوق السوداء للدولار بالتسبب في رفع سعر الذهب. وقال وصفي إن التجار استحدثوا عيارا جديدا للذهب هو العيار 14 الأقل في السعر وأقل أيضا في نقاء الذهب المستخدم في المشغولات الذهبية كحل استثنائي يمكن من خلاله جذب شريحة جديدة من الزبائن ويكون ملاذا للتجار يحققون من خلاله مكاسب تعوض خسائر الشهور السابقة. وقال: نحن كتجار ذهب نعمل حاليا علي ترويج عيار 14 وتعريف الزبون به كفكرة لتنشيط المبيعات مؤكدا أنهم لن يستسلموا للغلاء الذي أصاب الذهب الشهور الأخيرة، مؤكدا ان عيار 14 هو اقل في نسبة الذهب والباقي نحاس، وأضاف ان إقناع الزبون بشراء عيار 14 يتطلب مزيدا من الوقت وهناك بالفعل مصانع بدأت في تصنيع ذهب عيار 14. وأضاف انه تم طرح عيار 14 كحل للبقاء لأن صناع الذهب في خطر وأضاف أن فكرة طرح عيار 14 جاءت بعد غلق الكثير من المصانع والورش التي بدأت في الخسارة ولم تعد تحقق مكسبا وأصابها الركود مما جعلنا نلجأ إلي هذه الفكرة لإنعاش حركة المبيعات مؤكدا ان معظم المصنعين في أوروبا وأمريكا وتركيا يصنعون عيار 14.