واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية صباح أمس غاراتها الجوية علي الاحياء الشرقية في مدينة حلب في وقت يستعد فيه المجتمع الدولي بعد سلسلة اخفاقات لمحادثات جديدة لبحث النزاع السوري. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 20 غارة جوية استهدفت فجر أمس الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة مما اسفر عن مقتل سبعة مدنيين واصابة آخرين. وقال مدير الدفاع المدني في شرق حلب إن تجدد الغارات علي المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل أسفر عن مقتل 145 شخصا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. في الوقت نفسه أعلنت وزارة الخارجية الروسية انه تم استهداف سفارتها في دمشق في هجوم بقذائف مورتر امس الاول دون أن تتسبب في إصابات بين موظفيها. ودعت روسيا شركاءها في المنطقة إلي عدم تزويد مسلحي الفصائل السورية بالصواريخ المحمولة المضادة للطائرات. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سوريا لن تمر دون رد مناسب من موسكو. من جانبه، اعرب الرئيس السوري بشار الاسد في حديث مع صحيفة »كومسومولسكايا برافدا» الروسية سينشر اليوم عن امله في ان يسمح التقارب بين روسيا وتركيا لموسكو بتغيير سياسة انقرة تجاه سوريا. في غضون ذلك، اجري وزيرا الخارجية الفرنسي والروسي محادثات هاتفية أمس حول الوضع في سوريا، رغم التوتر الحاد بين موسكو وباريس بشأن الملف السوري، والتي حملت الرئيس فلاديمير بوتين علي الغاء زيارة إلي فرنسا. من جهة اخري، قدمت نيوزيلندا العضو غير الدائم في مجلس الامن الدولي مشروع قرار جديدا يدعو لوقف الغارات الجوية علي حلب، وذلك بعد اسبوع من فشل مجلس الامن الدولي في تمرير قرارين احدهما روسي والثاني فرنسي. ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن الازمة السورية مجددا خلال ساعات وذلك خلال اجتماع مع السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون يسبق اجتماعا جديدا مقررا الاثنين المقبل. وفي لندن، اكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون امام لجنة برلمانية ضرورة ان تدرس بريطانيا الخيارات العسكرية في سوريا لكنه أوضح أن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولاياتالمتحدة متوقعا ألا يحدث ذلك علي المدي القصير. كما شدد جونسون علي انه يتعين علي بريطانيا الا تثير امالا كاذبة بشأن فكرة اقامة منطقة حظر طيران فوق اجزاء من سوريا لمنع الضربات الجوية الروسية والسورية علي حلب. وقلل من شأن الحديث عن حرب باردة جديدة مع روسيا مشيرا إلي ان موسكو لا تشكل خطرا علي الاستقرار العالمي كالذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي السابق. وعلي الفور رد الكرملين علي جونسون قائلا ان روسيا ترحب بالتدخل العسكري البريطاني في الصراع السوري اذا ما استهدف الارهابيين وليس نظام الرئيس بشار الاسد.