مازالت الأزمة بين التاكسي الأبيض وشركتي »أوبر» و»كريم» مشتعلة، فالكل يبحث عن الربحية وتقديم خدمات متميزة، والمنافسة تصب في النهاية في مصلحة المواطن الذي لا يرغب سوي في الخدمة الجيدة والأسعار المناسبة وتحقيق عنصري الأمان والراحة، خاصة أن الكثير من المواطنين ينفرون من ركوب التاكسي الأبيض خاصة في أوقات الليل المتأخرة لعدم تحقق عنصر الأمان. وفي خطوة لمواجهة العروض المميزة التي تقدمها شركتا »أوبر» و»كريم» تعاقدت جمعية سائقي ومالكي التاكسي الأبيض مع شركة متخصصة من أجل إصدار تطبيق إلكتروني يتيح لأي شخص يقوم بتثبيت التطبيق طلب سيارة أجرة »التاكسي الأبيض» من خلال هاتفه الذكي. رئيس مجلس إدارة جمعية سائقي ومالكي التاكسي - محمود عبدالحميد - قال إن إطلاق هذه الخدمة يهدف إلي مواجهة الطلب المتزايد علي شركتي »أوبر» و»كريم»، مشيرا إلي أن الجمعية بدأت في التفكير والبحث عن وسائل جديدة لعودة الطلب علي التاكسي الأبيض من جديد حتي تتجدد الثقة فيه مرة أخري. وأشار إلي أن تفعيل هذه الخدمة سيتم إطلاقها خلال شهر أكتوبر القادم، مؤكدا أن أغلب أزمات سائقي التاكسي الأبيض سيتم حلها بعد هذا التعاقد، لأن هذا التعاقد سيساهم في عودة الطلب علي التاكسي الأبيض من جديد، بعد الإقبال المتزايد علي الخدمات التي تقدمها شركتا »أوبر» و»كريم». وأضاف : إن التفكير في إطلاق هذه الخدمة جاء نتيجة رغبة مالكي التاكسي الأبيض في عودة الثقة فيه من جديد، فضلا عن كونها ستقدم كل وسائل الراحة للمواطن من خلال سرعة الطلب من خلال الهواتف المحمولة ، كما أنها ستوفر عنصري الراحة والأمان ، بالإضاقة إلي أن الجمعية ستعمل علي تجهيز السيارات بما يساعد علي تقديم أفضل الخدمات للمواطن لإعادة الثقة في التاكسي الأبيض من جديد. وأوضح أن عامل السرعة سيكون الهدف الأساسي في المقام الأول بما يحقق عنصر توفير الوقت للمواطن الذي يرغب في إنجاز مهامه بسرعة. وأكد علي أن المواطن يستطيع معرفة المبلغ الذي سيقوم بدفعه قبل استخدام الخدمة ، وبالتالي لن يكون هناك مجال للنقاش مع السائق أو الاشتباك معه ، لأنه يريد سعرا أعلي من السعر المتفق عليه . وأضاف: المشكلة كانت دائما تكمن في سوء العلاقة بين سائق التاكسي والركاب التي تنتهي دائما بمشكلة نتيجة الاختلاف علي سعر التوصيل، ونحن سنعمل علي تفادي هذه المشكلة بكل الطرق الممكنة. تطبيق »العربي كار» دفع ما يقرب من نحو ألف سائق للانضمام إلي هذه التجربة، لأن هذا التطبيق سيتيح العديد من المميزات للسائقين طالما رغبوا فيها خاصة أن السائقين كانوا بحاجة إلي تأمين صحي، وهذا كان يعد من المطالب الأساسية لهم. »أوبر وكريم» كانت تجربة متميزة في المجتمع المصري ارتفع الإقبال عليها لما تحققه من مطالب أساسية للمواطنين خاصة عنصري الأمان والتغلب علي جشع السائقين الذي طالما أرهق الكثيرين. التجربة بدأت في الانتشار في عدة أماكن بالقاهرة والإسكندرية، ولاقت استحسان كثير من المواطنين وإقبالا متزايدا عليها ، خاصة في ظل القضاء علي عنصر الخوف الذي كان ينتاب أي شخص يقبل علي استخدام التاكسي لإيصاله إلي أي مكان يريده. كما أن التاكسي كان متاحا للراكب خلال فترة قصيرة من طلبه للخدمة ، ويعمل بالتسعيرة العادية ، فضلا عن كونه يتيح معلومات كاملة عن السائق الذي سيخرج بالزبائن ، وبالتالي سيشعر الراكب بالأمان الكامل في استخدام التاكسي. لكن تزايد الطلب علي »أوبر وكريم» أدي إلي رغبة الشركة في تحقيق مزيد من الربحية وقامت الشركة برفع أسعارها بنسب تتراوح ما بين 30% إلي 50% نتيجة عدة عوامل أبرزها ارتفاع درجات الحرارة والازدحام الشديد في شوارع القاهرة ، مما جعل المواطن في حيرة ما بين رغبته في تحقيق عنصر الأمان وما بين ارتفاع الأسعار الذي بات جرثومة تطال كل شيء .ويصل تقييم متوسط حساب تكلفة خدمة التوصيل في أوبر نحو 1.5 في الوقت الذي ارتفع خلال الأيام الماضية إلي 2.5. ويتم احتساب تعريفة الأجرة الأساسية في أوبر بثلاثة جنيهات يتم حسابها مرة واحدة للمشوار، ويتم تحديد 1.30 قرش لكل كيلو متر في المشوار، 20 قرشا لدقيقة الانتظار أثناء المشوار. وفي حالة طلب سيارة أوبر وقررت إلغاء الطلب بعد خمس دقائق سيتم (خصم 8 جنيهات رسوم إلغاء)، لكن إذا تم إلغاء الطلب قبل مرور خمس دقائق فلن يتم خصم شيء، كما يوجد أسعار ثابتة لبعض المناطق قامت الشركة بتحديدها. وعلي الرغم من تقديم خدمة متميزة من قبل أوبر وكريم إلا أنه لا يوجد أساس أو ضابط للأسعار يتم التقييم بناء عليه. المواطنون كان لهم رأي في اشتعال الأزمة بين »أوبر وكريم» والتاكسي الأبيض، حيث يقول محمد أحمد 23 عاما إن المهم في النهاية تقديم خدمة طيبة للمواطن الذي يرغب في تحقيق الأمان. ويضيف : إن الحرب بين الجانبين ستصب في مصلحة المواطن في تقديم أفضل الأسعار والخدمات للمواطن الذي يرغب في الابتعاد عن جشع المواطنين. وأكد أن المواطن عاني كثيرا من جشع السائقين الذين يصرون علي استغلال المواطن. بينما يقول محمد كمال 45 عاما إننا عانينا لسنوات طويلة من جشع السائقين ، ولا نرغب إلا في تحقيق عنصر الأمان بالإضافة إلي عنصر الراحة في النزاع مع سائق التاكسي علي الأجرة ، وفي نهاية المطاف يكون السائق غير راضٍ عن الأجر الذي يحصل عليه. ويضيف : إن النزاع بين الخدمتين سيكون المواطن هو المستفيد منه لأنه سيحصل علي خدمة متميزة وأسعار مناسبة. علي الجانب الآخر، تقول مني أحمد 25 عاما إنني لم أكن أقبل علي استخدام أي تاكسي بسبب الخوف من عدم توافر عنصر الأمان، خاصة أني أخرج باصطحاب أولادي، وبالتالي أشعر دائما بالخوف خاصة في ظل ما نسمعه عن حوادث الخطف الكثيرة . وأشارت إلي أن توافر المعلومات عن السائق الذي سيخرج باصطحابنا سيحقق عنصر الأمان ، لأن أي سائق سيفكر ألف مرة قبل أن يخطط لعمل أي شيء يؤذي غيره . وأضافت أن المواطن في نهاية الأمر لا يهمه سوي الأمان والراحة والسعر المناسب الذي يحقق له الطمأنينة وعدم شعوره بالاستغلال من قبل السائق . وتتفق معها في الرأي سها أحمد 44 عاما قائلة » إن إطلاق التاكسي الأبيض خدمة العربي كار ستساهم في خفض الأسعار، لأن اشتعال الأزمة سيؤدي إلي حرب لخفض الأسعار لإرضاء المواطن ». وتضيف إن التاكسي الأبيض يجب أن يعمل بشكل كبير علي تطوير نفسه إذا أراد الدخول في المنافسة بقوة وعودة الثقة فيه من جديد . وأشار إلي أن هناك العديد من الجوانب التي يجب أن يسعي إلي التطوير فيها من أجل الحرص علي التواجد والاستمرار في ظل المنافسة الطاحنة بين الجانبين لكسب ثقة المواطن الذي عاني كثيرا من خدمة التاكسي . علي الجانب الآخر ، عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك: قال إن الجهاز لم يتلق أي شكاوي من قبل شركتي أوبر وكريم حتي الآن ، كما أن الشركتين تقدمان خدمات جيدة للمواطن وتخضعان لإشراف الإدارة العامة للمرور . وأضاف أن الجهاز لم يتلق أي شكاوي من رفع الشركتين للأسعار في الفترة الأخيرة، مشيرا إلي أن الجهاز سيعمل جاهدا علي التحقيق في أي شكوي من قبل أي مواطن .