في أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية، قالت فيه إن هناك نحو ألفي شخص، ذهبوا في حلب السورية وحدها، خلال الأسبوعين الماضيين ما بين قتيل وجريح، وأن من بينهم أكثر من 400 طفل، والقصف هناك حسب جهات دولية أخري لا يفرق بين صغير وكبير، ويستهدف كل المباني فوق الأرض، والجديد هذه المرة المباني تحت الأرض، التي اختار الأطفال أن يجعلوا من بعضها مدارس لهم يكملون فيها ما تبقي بالمدينة من تعليم، والمتسبب في كل ذلك لا يستثني أحدا دون آخر، بداية من النظام السوري وحلفائه من الروس وحزب الله اللبناني والإيرانيين، وانتهاء بالتحالف الدولي وحلفائه من جبهات المعارضة بكافة أطيافها ومن كل الأعراق: كردي وسني أو شيعي، والضحية واحد في كل الأحوال: السوريون. وفي آخر الأخبار لوكالة الأنباء الفرنسية الAFP واصلت الغارات الجوية علي حلب من ناحية الشمال الشرقي بالتحديد، بسقوط العديد من البراميل المتفجرة التي طالت الأخضر واليابس، حتي المستشفيات فوق وتحت الأرض، باستخدام نوع جديد من القنابل الارتجاجية والتي تتسبب في حدوث ارتجاج بالمباني والملاجئ فتؤدي لانهيار المبني كله علي من هم داخله وأسفله. والتصعيد هذه المرة.. دفع أمريكا للتنديد.. ولأول مرة.. بالتواجد الروسي في سوريا الذي دخل عامه الأول باتهامات من قبيل دعم نظام الأسد والمشاركة في عمليات إبادة جماعية لمعارضيه خاصة فيما يحدث في حلب منذ أسابيع قليلة.. وفي المقابل شنت روسيا هجوما لاذعا ضد أمريكا، واتهمتها بدعم عدد من الجماعات المسلحة السورية والمرتبط أغلبها بتنظيم القاعدة، أو حتي داعش في إشارة واضحة لتنظيم النصرة الذي غير اسمه لفتح الشام. وهنا صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية الBB» بأن أمريكا تحمي هذه الجماعات المتطرفة حتي يمكنها استخدامها في الوقت المناسب للانقضاض علي نظام بشار الأسد، والاستيلاء علي التركة السورية كلها بعد سقوطه، وفي المقابل قالت وزارة الخارجية الأمريكية بأن التصريحات الروسية كانت للتغطية علي خرق روسيا للهدنة مع أمريكا حول حلب، وتحديها لكل الأعراف الإنسانية وللقانون الدولي، وهو ما قد يدفع أمريكا للتراجع عن التفاوض مع الجانب الروسي وعن التنسيق في العمليات العسكرية خاصة تلك المتعلقة بالقصف الجوي المشترك لبعض مواقع المعارضة المسلحة. وقالت الأممالمتحدة إن هناك ما يتراوح ما بين 300، 400 ضحية ما بين قتيل وجريح في حلب وحدها، نتيجة القصف العشوائي المتبادل ما بين النظام ومعارضيه وأن معظم هؤلاء ما بين أطفال ونساء، تقول أمريكا إنهم ضحايا للقصف العشوائي المتواصل لشمال المدينة وشرقها من جانب القوات السورية الروسية، بينما تؤكد روسيا والنظام السوري أنهم ضحايا بعض الجماعات الإرهابية والتي تتخذ من بعضهم دروعا لعملياتها العسكرية وتلصق التهمة بقوات النظام وحليفه الروسي. وعلي الأرض.. تعاني حلب أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق، من غياب كافة الخدمات خاصة المياه التي انقطعت بعد خروج محطة المياه الرئيسية التي تغذي المدينة كلها من الخدمة، بعد قصفها جويا، بينما لاتزال معظم المستشفيات تعاني من أبسط المتطلبات والأسرة فيها غالبا ما تكون بلاط الأرض! ويتعرض عمال الإنقاذ لإطلاق نيران من جانب القناصة المنتشرين خارجها وفي أطرافها، وسط مشاهد لايمكن نسيانها من جثث الأطفال والنساء والشيوخ، وأنقاض المباني التي انهارت فوق ساكنيها، والجديد الملاجئ والمستشفيات والمدارس التي أقاموها تحت الأرض وتعرضت للقصف والردم بمن فيها، بعد استخدام القنابل العنقودية والارتجاجية، وهي محرمة دوليا في قصفها. وفي المقابل.. تعاني حلب من نقص الإمدادات المتوقعة مع الحصار منذ شهور، رغم نداءات المنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة الدولية والأممالمتحدة، من صعوبة إيصال تلك المساعدات خاصة للمناطق المحاصرة من المدينة، والتي تتعرض للقصف في كل لحظة وبمعدل غارة جوية كل 15 دقيقة في المتوسط، رغم الهدنة المعلنة ل 48 ساعة أسبوعيا والتي لم تصمد رغم ضمان كل من أمريكاوروسيا والنظام السوري لها في البداية، ونقضهم لها بعد ذلك. ورغم اتفاق تم قبل عشرة أيام، بأن يكون هناك طريق آمن لإيصال تلك المساعدات، إلا أن ذلك لم يحدث حتي الآن ولا توجد أية بوادر لتحقيقه في المدي القصير أو حتي البعيد إلا مبادرات علي استحياء لإيصال تلك المساعدات عبر طرق غير معروفة وبعيدا عن قصف كل من قوات النظام ومعارضيه، وعبر نداءات ودعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، دشنها نشطاء سوريون، كما تقول صحيفة الجارديان البريطانية، وأشهرها هاشتاج #حلب تنزف ويوثق كافة العمليات العسكرية والإنسانية داخل المدينة وعلي أطرافها التي تشهد تصاعدا مستمرا، خاصة الأطراف الشمالية والشرقية منها، إضافة للبيانات الصادرة وبصورة شبه يومية عن طريق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، الذي يوثق كل عمليات حلب العسكرية، وقوافل الإغاثة الإنسانية التي تقف منتظرة الدخول علي أطراف المدينة، إضافة لتضارب المصالح حول معركة حلب، والحرب بالوكالة التي تدور هناك بين أطراف متباينة علي رأسها قوات النظام السوري وحليفه الرئيسي روسيا، والمعارضة بكافة توجهاتها العلمانية والقومية والإسلامية والجهادية المتطرفة، وكافة الجنسيات التي تحارب جنبا إلي جنب مع كل تلك الجبهات من: سوريين ولبنانيين وعرب إضافة للإيرانيين والروس ومن بلدان مثل: الشيشان والأتراك والأكراد، وبالطبع المتطوعون من كل بلدان الاتحاد الأوروبي والذين تم تجنيدهم خصيصا للحرب في حلب، وبالذات بجانب القوات الجهادية وأبرزها: تنظيم داعش وفتح الشام النصرة سابقا !