بالطبع لن يرضي الرئيس عبدالفتاح السيسي كل المصريين وطبيعي ان يكون هناك من يؤيده وأيضا من يعارضه.. وهنا تجدر الإشارة إلي اننا جميعا كمصريين كنا وراء اختياره، بل ودفعه للترشح في انتخابات الرئاسة ومجرد استعادة سريعة للأوضاع بعد30 يونيو جديرة بان تؤكد ان الرجل لم يكن يسعي من قريب أو بعيد إلي أن يصبح رئيسا خاصة مع المامه الكامل بحقيقة الأوضاع المأساوية التي كانت مصر تعيشها ولاتزال حتي اليوم تسعي للخلاص منها والاتجاه بسرعة للأمام عقب اكتمال المراحل الأولي لاستعادة مؤسسات الدولة وهيبتها. كان الرجل يعرف حقيقة الاقتصاد الهش وعدم وجود أي موارد للدولة سوي تلك المعونات التي سارع بتقديمها الأشقاء الخليجيون والتي مهما بلغت قيمتها إلا أنها تظل عاجزة عن الوفاء باحتياجات مصر الدولة والشعب.. يعرف الآمال والطموحات الكثيرة التي أعقبت 25 يناير والتي أعلت سقف المطالب وتعاملت الحكومات المتعاقبة معها بأسلوب سيئ في محاولات احتواء كانت تخفي مدي الوهن والضعف الذي وصلت اليه مصر. كان الرئيس يعرف حجم التحديات الخارجية والاقليمية ووجود مصر في بؤرة صراع لا يعرف أحد مداه لأنه يعبر عن مرحلة جديدة في علاقات الدول الكبري تقوم علي اعلاء لغة المصالح حتي لو كان الثمن هو دمار كل الدول العربية واراقة دماء الملايين وتشريد الآخرين. لا أبالغ عندما أقول ان الرئيس لم يتخذ قراره بخوض الانتخابات الا تداركا لأخطار وويلات كثيرة كادت تتحقق ولا نزال نعيش بعض توابعها. من هنا فإن الحكم علي أداء الرئيس السيسي لابد ان يتم بحسابات الأوضاع والحقائق المرة التي واجهها الرجل. من حقنا أن ننتقد الرئيس ولكن النقد يجب ألا يتجاوز حدود الحرية وضوابط الديمقراطية الحقيقية وليس الديموتتراقية التي صدروها لنا من خلال ثورة أشعلها الفيس بوك. رصيد الرئيس في فترة ولايته الأولي لابد ان يخضع لتحليل دقيق لحقيقة الأوضاع وليس لمشاعر فياضة وآمال لن يحققها الرجل وحده. لقد ظلمنا الرئيس عندما أجبرناه علي الترشح ونظلمه ونحن نقيم أداءه الآن.