تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الجمعة" عددا من القضايا المهمة والمتنوعة . ففي مقاله/وماذا بعد/ بصحيفة/ الأهرام/ قال رئيس تحريرها الكاتب محمد عبد الهادي علام إن المشير عبد الفتاح السيسى منح بترشحه انتخابات الرئاسة المقبلة زخما غير عادى ومثلما تعلق رجاء غالبية المصريين لحظة خروجهم المجيد فى الثلاثين من يونيو الماضى بمن يقف فى صف طموحهم المشروع فى قيادة جديدة تعيد الأمور إلى نصابها فى بلدهم . وأضاف الكاتب أن الأمل تجدد لدى تلك الأغلبية فى تقلد رئيس من طراز مختلف السلطة، يحلم بوضع نهاية لسنوات من هموم وطن ضربه الفساد والمحسوبية والظلم الاجتماعى فلم يعد قادرا على النهوض من كبواته المتتالية، ولم تفلح ثوراته الشعبية ضد فشل السلطة فى إعادة قطار الوطن إلى القضبان من جديد بعد أن عبثت به قوى ظلامية متخلفة كادت تدخلنا جميعا فى حلقات كارثية من فشل الدولة . وأشارعلام إن كلمات المشير السيسي، فى ليلة الظهور الأخير بالزى العسكرى أمس الأول، كانت مباشرة فى عرض حقائق الأوضاع الاقتصادية الحرجة والتحديات السياسية والأمنية التى تواجه مصر دون أن ينكر على أى مرشح آخر الحق فى المنافسة ودون أن يحتكر لنفسه امتلاك الحلول، بل راح يعدد المصاعب من بطالة ومرض مؤكدا حق المصريين فى الحصول على عمل وغذاء وتعليم وعلاج وسكن فى متناول اليد، وقد كانت مكاشفة واضحة وصريحة فإنه أيضا راح يضع المهام الأساسية العسيرة التى يتعين على الحاكم والمحكوم أن يمضوا فى إنجازها تحت قيادة جديدة . وأوضح الكاتب أن هذه المهام لا تحتمل خلافات سياسية، ويجب ألا تنتظر تنازلات لقوى الإرهاب الغاشمة أو لقوى الفساد الهائمة وتلك المهمات العاجلة أوجزها في ضرورة إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى حالة ترهل تمنعه من النهوض بواجباته، وهذه قضية لابد من مواجهتِها بحزم لكى يستعيد قدرته، ويسترد تماسكه ، ويصبح وحدة واحدة تتحدث بلغة واحدة ... كما تتضمن إعادة عجلة الانتاج إلى الدوران في كل القطاعات لإنقاذ الوطن من مخاطر حقيقية ، فضلا عن إعادة ملامح الدولة وهيبتها، التى أصابها الكثير خلال الفترة الماضية . وخلص الكاتب فى ختام مقاله الى تاكيد حقيقة ان صناعة المستقبل هى عقد بين الحاكم والشعب، وعلينا الالتزام بالعمل والجهد والصبر ، فضلا عن وقف الاستهتار والعبث، وإن لم يتم ذلك فهناك عواقب وهناك حساب، فالدولة ومؤسساتها لن تسمح بأن تكون مصر طرفا فى ألعاب أطراف داخلية وامتداداتها الإقليمية والدولية . أما الكاتب عماد الدين حسين فقد تساءل في مقاله بعنوان/علامة تعجب/ بصحيفة/الشروق/ قائلا كيف يستطيع السيسي أن يقنع أنصاره ومعهم بقية الشعب أنه إنسان طبيعى وليس "سوبرمان" يحقق المعجزات ، ثم كيف يستطيع السيسي ومساعدوه وكبار مخططي حملته أن يخفضوا سقف طموحات الناس وأن الازمة الاقتصادية سوف تتفاقم لو لم تبادر فورا بإعادة النظر في الكثير مما نعتقد أنه بديهيات . وأوضح الكاتب أنه بطبيعة الحال سيتقدم السيسي ببرنامج انتخابي طموح يتوجه بالأساس إلى محدودي الدخل لكن ربما كان مهما جدا أن ينتبه الرجل ومساعدوه لنقطة جوهرية وهي ألا يسرفوا في تقديم الوعود الانتخابية البراقة لان الثمن سيكون فادحا حال عدم القدرة على تنفيذها . وقال في هذا الصدد لن ننسى لفترة طويلة ماحدث لمحمد مرسى وجماعته بعد وعود المائة يوم وأنه سيقضي خلالها على خمس مشاكل أساسية وبالطبع نعرف جميعا ماحدث بعدها ، ومن الأفضل للسيسي ولمصر أن يقول للناس إنني سابني مائة ألف شقة في السنة بدلا من اعدهم بأنني سابني مليون شقة لانني لو لم أتمكن من بناء مااتفقت عليه سيكون الاحباط كبيرا ومأساويا وعندما ابني شقة واحدة زيادة عما وعدت سوف يرفعني الجميع على الاعناق . وأكد الكاتب أن المصريين لا يتحملون الآن أي إخلاف للوعود لكنهم مستعدون لتحمل أي شىء عندما يصلون لقناعة بأن من يحكمهم صادق ويريد أن يجعل حياتهم أفضل . من جهته قال الكاتب فاروق جويدة في مقاله /هوامش حرة/ بصحيفة/الأهرام/ أحيانا أسأل نفسى ما الذى فعله أحمد زويل حتى يشوه الإعلام المصري صورته أمام وطنه وشعبه بهذه الصورة الوحشية ، وأضاف اننى أتعجب كثيرا من الحملات الإعلامية التى تعرض لها أحمد زويل طوال الفترة الماضية ودفعت بالرجل مريضا بالسرطان وهو فى عنفوان عطائه ونجاحاته .. موضحا أن زويل لم يكن منافسا إعلاميا حتى يقال إنها غيرة أصحاب المهنة .. ولم يكن صاحب منصب في هذا البلد حتى يقال انها تصفية حسابات .. ولكن ما هى الدوافع التى تجعل البعض من الإعلاميين ينصب سركا لتشويه مسيرة الرجل حتى في أيام مرضه .. هل أدمن المصريون قتل رموزهم وتشويه كل صاحب قيمة فى هذا المجتمع ؟. وخلص جويدة فى ختام مقاله الى القول إن هذه القصة تحتاج لعالم كبير مثل الدكتور أحمد عكاشة ليحلل ماذا أصاب الشخصية المصرية من العوار والدمار والترهل حتى وصلت بنا الأحوال الى أن نهدم رمزا ...بهذه الرغبة المتوحشة فى التدمير .