يخرج من بيته في امبابة مع صباح كل يوم جديد ومعه حقيبة صغيرة يحمل فيها "عدته".. ماكينة حلاقة يدوية وبعض الامواس ومعجون الحلاقة وزجاجة مياه.. ويسعي من أجل رزقه ويمشي علي قدميه في ميدان رمسيس ينتظر أن ينادي عليه زبون لحلاقة شعره أو ذقنه،ومن يريد خدماته كثيرون من الذين ربطوا حياتهم وأكل عيشهم مثله بالميدان مثل الباعة الجائلين واصحاب المقاهي وسائقي الميكروباص،وكلهم يتعاملون معه ويسلمون له رأسهم وذقنهم حتي أنهم أطلقوا عليه لقب "الحلاق الدليفري". وجدنا الحاج رفعت أسفل كوبري رمسيس وهو يحلق ذقن أحد زبائنه وملامح الرضا والسكينة محفورة علي ملامح وجهه،وانتظرنا حتي انتهي وتقاضي ماتقاضاه من أجر دون أن ينظر إلي قيمته ثم وضعه في جيبه،وبدأنا نتحدث معه،يقول لنا إنه في منتصف الخمسينيات من عمره،ويسكن في غرفة بسيطة بامبابة ويدفع لها ايجار مائة جنيه في الشهر ولديه طفلان في المرحلة الابتدائية يقوم علي خدمتهما وتعليمهما بعد وفاة زوجته،ويستيقظ مع الفجر ثم يتجه إلي ميدان رمسيس حيث يعرفه كل اصحاب المعاشات والجالسون علي المقاهي وكذلك العاملون في الميدان من اصحاب المحلات الصغيرة وسائقي الميكروباصات،ويعثر علي زبونه أثناء جولاته أو عن طريق التليفون،فأسعاره كما يقول ليست مثل اسعار صالونات الحلاقة والتي تصل فيها حلاقة الشعر إلي 30 جنيها والذقن إلي 20 جنيها، ولكن رخيصة جدا،فأسعار حلاقة الشعر تبدأ من 3 جنيه وحتي 5 جنيهات ومع حلاقة الذقن يكون المجمل 7 ولا تتخطي أبدا 10 جنيهات تتناسب مع نوعية الزبائن فكلهم مثله "علي باب الله"،وكما يقول الحاج رفعت :" رضا.. اللي يطلعه الزبون برضي بيه..وغالبا ما اعود إلي منزلي برزق اليوم ما بين 30 إلي 50 جنيها". فتحي عبدالله "صاحب فرشة" احد العاملين في ميدان رمسيس قال انه احد زبائن الحاج رفعت منذ سنوات ويدفع قيمة الحلقة كاملة 5جنيهات،وطبق الأصل الحاج عماد السيد سائق الميكروباص في موقف رمسيس ويؤكد أن "حلاقة" الحاج رفعت لا تختلف عن اي كوافير او صالون حلاقة،بل يتميز عنهم بأسعاره الرخيصة ويرضي بما يدفعه له أي زبون ولو 3 جنيهات فقط.