ساد شعور بالارتياح العميق في »كيريا»؛ مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب بعد التوقيع النهائي علي صفقة المعونات الأمريكية العسكرية لإسرائيل المقدرة ب 38 مليار دولار علي مدي العقد القادم، وذلك بعد ان كانت المخاوف استبدت في أروقة المؤسسة العسكرية من احتمال تأجيل إنهاء الصفقة إلي ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقدوم رئيس جديد في البيت الأبيض. الآن خرجت خطط الجيش الإسرائيلي من الأدراج وفي تقرير مصور نشرته صحيفة چيروزالم پوست الإسرائيلية المطبوعة بالإنجليزية، كشفت الصحيفة عن سلة مشتروات الجيش الإسرائيلي من الأسلحة المتقدمة التي يتطلع إلي اقتنائها. ومنها يبدو ان سلاح الجو الإسرائيلي هو المستفيد الأكبر من أموال تلك المعونة. الجيل الخامس من »الشبح» تتصدر تلك الأسلحة المقاتلة »إف 35» المعروفة باسم »الشبح» وفي يونيو الماضي تسلم سلاح الجو الإسرائيلي أول دفعة من الجيل الخامس منها ويصفها التقرير بأنها الطائرة المستقبلية التي يتوقع ان تكون العمود الفقري لسلاح الجو الإسرائيلي خلال ال30- 40 سنة قادمة. اسرائيل طلبت 33 طائرة من هذا النوع ستتسلمها مع نهاية العام الجاري وتتطلع لزيادة العدد إلي 50. فضلاً عن ذلك تتطلع تل ابيب جدياً للحصول علي طراز »إف 35 بي» وهي النسخة المعدلة ذات الانطلاق القصير والهبوط العمودي (STO«L ) بما يعني انها لا تحتاج إلي مدرج كامل للهبوط والإقلاع. وتكمن اهمية هذا الطراز في الاستعدادات لاحتمالات الحرب القادمة التي تتوقع فيها إسرائيل أن تواجه هجمات صاروخية علي قواعدها الجوية ومدارج طيرانها الا انها تري احتياجها لإقلاع وهبوط طائراتها المقاتلة من اجل القيام بغاراتها للقصف ومهام اخري. ڤي 22 اوسپري منذ عدة سنوات ابدت اسرائيل اهتماماً بشراء طائرة بل -بوينج ڤي 22 اوسپري، وكان وزير الدفاع السابق موشيه يعالون ورئيس أركانه حينذاك بني جنتس من أشد المتحمسين لاقتناء تلك الطائرة بعد ان قاما بتجربتها. الآن وبعد اتمام صفقة المعونة يمكن للمؤسسة العسكرية أن تنفض الغبار عن هذه الرغبة القديمة لا سيما ان ما يميز تلك الطائرة هو قدرتها علي الإقلاع والهبوط مثل الطائرة الهليوكبتر لكنها بعد ان تهبط ريشها وتحاذيها بالطائرة فإنها تحلق بسرعات وعلي ارتفاعات مماثلة للطائرة العادية. التبرير الذي تعلنه اسرائيل لرغبتها في اقتناء هذا الطراز من البوينج هو انها محاطة بتهديد متزايد مضاد لطائراتها من سورياولبنان وغزة وما هو أبعد من ذلك - ربما يقصدون إيران. ويري سلاح الجو الإسرائيلي ان اقتناء هذه الطائرة سيمكن من الهبوط في أرض العدو والإقلاع منها عمودياً بحيث يتيح ذلك إنزال الجنود في الموقع المحدد أو التقاط طيار سقطت طائرته، كما ان سرعتها الفائقة تعني انه يمكنها الهروب والنجاة بسرعة أكبر من المروحيات. يتطلع سلاح الجو الإسرائيلي إلي اقتناء ست طائرات فقط حالياً من طراز في -22 وقد أبدت الولاياتالمتحدة موافقتها علي تسريع تسليم تلك الطائرات لو قدمت اسرائيل طلباً بشرائها. ذخائر الهجوم المباشر المعروف ان المعونات العسكرية الأمريكية تساعد اسرائيل في شراء الطائرات والمعدات الحربية الأخري، لكن بالإضافة إلي ذلك فإنها عادة ما تستغل في اقتناء ذخائر الهجوم المباشر المعروفة باسم (JDAMs ) دقيقة التسديد والتي تحول القنابل العادية إلي قنابل ذكية. في مايو 2015 طلبت اسرائيل شراء صفقة من هذه الذخيرة تقدر ب 1٫8 مليار دولار بما في ذلك القنابل مخترقة التحصينات التي تتمتع بقدرة علي اختراق الأنفاق تحت الأرض كتلك التي لدي حماس وحزب الله. بينما تعيش إسرائيل في وهم ان خصومها يمتلكون أسلحة متطورة مضادة للطائرات، فإنها تسوغ لنفسها امتلاك القدرة علي التسديد الدقيق وإصابة الأهداف عن بعد. هذا السلاح عبارة أساسا عن عبوة مثبتة علي قنابل السقوط الحر، تحولها إلي أسلحة موجهة بدقة يمكن إطلاقها من مواقع المواجهة. بوينج K» 46 تستخدم إسرائيل أسطولاً صغيراً نسبياً من طائرات بوينج K» 707- ڤي إعادة تزويد الطارات بالوقود أثناء تحليقها للمهام ذات المسافات الطويلة، لكن المشكلة ان هذا الطراز تقادم ويرجع عمره إلي 40 سنة مضت ولن يصمد لمزيد من الوقت. وكان سلاح الطيران الأمريكي قد اختار لنفسه طراز بوينج K»46 منذ عدة سنوات ومن المتوقع ان يبدأ في تلقي الدفعة الأولي المكونة من 18 طائرة خلال الصيف القادم. القوات الإسرائيلية اتبعت بدقة قرار الطيران الأمريكي وأعلنت عن عزمها شراء الطائرة وأيضا تجديد أسطولها المتقادم لكن المشكلة أن الطائرة باهظة الثمن ويقدر ثمن الواحدة منها ب180 مليون دولار. بعد ان ابرمت الولاياتالمتحدة اتفاقها مع إيران بدا أن حاجة إسرائيل لاقتناء مثل هذه الطائرة لم تعد ملحة بما يعنيه ذلك من تأجيل الضربة الإسرائيلية التي كانت متوقعة للمنشآت النووية الإيرانية، لكن هذا لا يعني في نظر إسرائيل تأجيلها تحديثاتها لأسطول طائرات التزويد بالوقود لتضمن جاهزية مقاتلاتها لأداء المهام طويلة المسافات في أي وقت. مروحيات الرفع الثقيل من ناحية اخري فإن سلاح الجو الإسرائيلي ينوي تحديث اسطوله الحالي المتقادم من مروحيات الرفع الثقيلة من طراز سي إتش 35 سي - ستاليون المعروفة في إسرائيل باسم »ياسور» والتي دخلت الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي عام 1969 بعد شرائها من الولاياتالمتحدة. طائرات »ياسور» تستخدم بشكل دائم مع الطاقم 669 للبحث والإنقاذ، ويستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في نقل الجنود، إذ بإمكانها حمل 35جنديا بجميع معداتهم، وقد استخدمت بكثافة أثناء الحرب الإسرائيلية الثانية علي لبنان 2006. لكن في 2007 بدأ سلاح الجو تحديث برنامج لهذه المروحية أطلقوا عليه »ياسور 2025» وقد تم - وفقاً لهذا البرنامج - تثبيت أكثر من 20 نظام إلكتروني جديد، أحدها يتم تثبيته لأول مرة علي مروحية للدفاع الصاروخي. لكن في 2025 يري سلاح الطيران انه سيحتاج إلي مروحيات جديدة وهناك خياران يتم مناقشتهما الآن في أروقة سلاح الطيران، إما اقتناء سي إتش47 - شينوك، أو سي إتش 53 كيه كينج ستاليون.